عشرات الشهداء من الاطفال والنساء.. عشرات المصابين والجرحى .. وعشرات القذائف تتساقط على الأحياء تترى. كل هذا يحدث يوميا في مدينة تعز الواقعة تحت القصف العشوائي لمليشيا السيد وعصابة المخلوع . منذو خرجت تلك العناصر من جحور كهوف مرآن وهي تعبد طريقها بدماء الأبرياء. وحيثما وطئت اقدامها حل الخراب وعم القتل والدمار . ترتكب كل يوم ابشع الجرائم بحق الإنسانية متخلية عن كل القيم والمبادئ الإسلامية والاعراف القبلية والقوانيين الدولية. ورغم كل هذا صمت الناشطون وتوارى خلف الظلام دعاة الإنسانية " إلا من رحم ربي " . وبالأمس القريب خرج أولئك الناعقون وتوزعو ادوار الصراخ وصيحات العويل على قناص تمكن أهالي الشهداء من الإمساك به واقتصو لدماء أبنائهم التي ازهقت على يدة. لم يكن ذلك القناص عازف بفرقة موسيقية جاءت لترسم البسمة على شفاة أبناء تعز .. ولم يكن فنان تشكيلي جاء ليشارك في معرض للفنون . لكنه كان مجرم جاء ليقتل أبناء تعز ويزرع الحزن والالم في قلوب الأمهات والآباء.. ويمنح الاطفال لقب اليتم بدون إختبار قبول او وساطة عاقل حارة . ولأنه قاتل ينتمي لعصابة تتخذ من الموت شعار وسلوك فقد تضامن الجميع معة وارتدو لباس الإنسانية الموشح بالزيف والنفاق . يوم امس سقط 22 شهيدا في تعز ... بينهم 11 طفل وامراءتان ... ولم نسمع لأولئك الانسانيون همسا ولا خبرا . لقد اصبح القاتل في قاموس الإنسانية هو المظلوم والمقتول هو الظالم . ترى اين كانت إنسانية جمعية الرفق بالقناصين ومليشيا الحوثي ترتكب ابشع الجرائم وتقصف مساكن الأبرياء منذو خمسة أشهر ..؟ اين كانت انسانيتكم يوم ان نفذت جماعة الموت والدمار اول عملية قنص بحق الأبرياء بمنطقة حزيز واغتالت الشهيد العامري وهو بغرفة نومه .. وبجوارة ابنته الصغيرة " ولاء" التي مازلت اتذكر دموعها الى اليوم . لن تستطعيو ان تنفخو الروح في انسانيتكم التي ماتت يوم ان وزع عناصر تلك العصابة التي تدافعون عنها اليوم ثمانين طلقة رصاص في جسد الشهيد القشيبي بعمران . وفخخو جسد الطفل الشهيد أسامة البدير بمدينة يريم ورموة بين الاشجار . وفي ارحب قتلو الشاب نبيل على عتبة باب منزله وامام والدته وإخوانه وقتلو أخته العروسة " عالية " قبل زواجها بشهر واحد وتركوهما ينزفان امام صراخ والدتهما حتى فارقا الحياة . وفجرو منزل اسرة الطفلة فاطمة بمنطقة يحيص بعد ان اعتقلو والدها وكل الذكور في اسرتها فجثت على انقاض منزلهم المفجر وهي ترتدي زيها المدرسي واطلقت تنهيدة الحزن وسال على خديها دمع الالم .. وعذبو شهيد الحيمة صالح البشري حتى فارق الحياة .. وقصفو مخيم النازحين بالمدينة الخضراء في عدن وفجرو قارب الهاربين من جحيم الموت وارتكبو ابشع الجرائم في خور مكسر . واعتقلو رجل السلام في اب الشهيد الرجوي واتخذوه درع بشري مع رفاقه الصحفيين قابل وعيزار فتحولت اجسادهم الى اشلاء . عن اي إنسانية تتحدثون واي حقوق تزعمونها وانتم تدافعون عن جماعة سجلها حافل بالقتل والتنكيل والخراب . الجراح لا تسقط بالتقادم .. ولو تمكن الأباء من أولئك القتلة الذين اغتالو برائة اطفالهم يوم امس في تعز يوم لقطعو أيديهم وارجلهم من خلاف وعلقوهم وسط المدينة ليكونو عبرة للمجرمين. كفو عن انسانيتكم الانتقائية يا هؤلاء وقفو في صف المقتول لا القاتل .. والمقنوص لا القناص .