حين يوضح وكيل الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ أول من أمس أن المعاناة الإنسانية في اليمن هائلة جدا، ويبيّن أن حوالي ثمانين في المئة من اليمنيين يحتاجون مساعدات إنسانية، ويطالب بأن تظل المطارات والموانئ مفتوحة لتسهيل عمليات إدخال المساعدات لأبناء اليمن فإن رسالته يفترض أن يعيها الانقلابيون من الحوثيين وأعوان المخلوع صالح إن كان لديهم بقايا شعور بشري أو إحساس بمعاناة من يعيشون معهم في وطن واحد. من خلال مطار عدن ومينائها اللذين استقبلا المعونات الإغاثية السعودية والإماراتية وصلت المساعدات لكثير من مناطق اليمن، غير أن مناطق أخرى يصعب الوصول إليها كالتي ترزح تحت سيطرة الانقلابيين أو أن الطرق إليها مقطوعة، وهناك ما يقارب مليون ونصف المليون نازح يمني بحسب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة، ولذلك فما من وسيلة لإنهاء المعاناة إلا بإنهاء الأزمة، والأزمة لن تنتهي إلا بتطبيق الانقلابيين لقرارات مجلس الأمن، والانسحاب من جميع المحافظات وتسليمِ السلاح وعودة الشرعية، كما أكد ذلك الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أثناء لقائه في الرياض مع المبعوث الأممي إلى اليمن أول من أمس. لذلك فإن ما قاله المبعوث الأممي حول "استمرار الجهود الدولية التي ترعاها الأممالمتحدة للوصول إلى حل للأزمة السياسية وإعادة الأمن والاستقرار للبلاد وبدء عملية الإعمار".. متعلق أصلاً بتجاوب الانقلابيين مع الجهود المبذولة لحل الأزمة والالتزام بما ورد في قرار مجلس الأمن 2216، وإلا فما من مخرج سوى استمرار الحل العسكري لإخراجهم من المواقع التي احتلتها ميليشياتهم، بأسلحة أقوى وعزيمة أشد ثباتا كما هو حال قوات التحالف العربي. هناك كثير من المساحات التي تحررت من اليمن وباتت آمنة بعد عودتها إلى الشرعية، وسوف تتبعها مساحات أخرى. قصف الحوثيين العشوائي لأحياء تعز لن يفيد؛ لأن تحرير تعز بكاملها بات قريبا جدا، ومحاولات الانقلابيين اليائسة لا جدوى منها، فالإرادة التي حررت عدن وغيرها قادرة على تحرير اليمن بأسره، ولن يطول الزمن حتى ينعم أبناء اليمن بالاستقرار وتبدأ مرحلة إعادة البناء ورسم خطوط الغد كما يطمح أبناء اليمن الأوفياء ومن يريدون له الخير.