كل اليمنيين متعبون,, كلهم يبحثون عن لحظة استرخاء,, كلهم ملزمون بالنضال وهاهم يناضلون ويدفعون يوميا بأنفسهم ليسطرون ملمحا مغايرا للنضال. الصحفيون وحدهم يشعرون بانهم لا يناضلون وليس امامهم مساحة لممارسة حقهم ،ومع ذلك واجه السيد صمتهم بالتهديد والوعيد ، تعامل مع هذا الصمت باعتباره اخطر من امريكا واسرائيل الذي يحظ لحظة بلحظة علي الهتاف بموتهم,, واكد علي اتباعه ضرورة التعامل مع اليمني الذي قاده القدر السيئ لان يختار الصحافة مهنة كاخطر من كل شيء. الصحفيون عاطلون منذ ان فتح السيد صنعاء ، وحتي المراسلون منهم لم يعد بإمكانهم كتابة تقرير او خبر عما يحدث ، لان كل شيء يمكن الكتابة عنه يخالف ويتقاطع مع المسيرة القرانية. ضقنا ذرعا بالسلفيين وانا شخصيا هرولت في التفاؤل حين اعتقدت بان انصار الله قوى بازغة ستسهم في تحريك الاسمنتية التي اصابت الاحزاب وتسببت في نشر مرض الشمولية,, وكم كان صادما هذا الاعتقاد وسخيف بعد ان اكد هذا القوم بانهم نتاج تكفير وكفر واداة يحركها الطغيان انى وكيف شاء!! صمت الصحفيين كفر ووجودهم كفر وحديثهم يتهدد الاسلام والمسلمين,, ما هذا القدر السيئ الذي قاد هؤلاء لاختيار مهنة كهذه في بلد كهذا كل ما تجود به قرائح الشموليين هو تحميل الصحفيين تبعات ما يحدث. صالح حرض ضد الصحفيين ولم يقصر هادي ، اما الحوثي ومن منطلق المسيرة القرآنية فقد حرض ضدهم واصابع اتابعه ومن والاهم علي الزناد. كل شيئ موحش,, النضال شبح فقير يبحث عما يسد رمقه,, الحرب نار لاحدود لجوعها,, الصواريخ لم تقرأ المواثيق والمعاهدات المتعلقة بحقوق الانسان, ولا تضع اعتبارا للمرأة والطفل. العرب توحدوا في اليمن وهذا امر ايجابي فليتحدوا وان دفع اطفالنا الثمن, الحوثي ايضا مايزال يعتقد بأن راية اليماني ستطل من بين الخراب وستقود نصرا في العراق ضد السفياني,, وفي ظل هذه العدمية وغياب الافق فمن المؤكد ان(عفاش) هو القحطاني. انه الخراب الذي لم يعد معه اي شيئ ممكنا,, الحوثي يمضي بلا هوادة صوب عصر الظهور,, وصالح مطمئن لما يدخره من مال وسلاح ومعرفته لامزجة ونفس من يحاربونه, كلهم اذكياء الا حين يتعاملون مع الصحفيين,, وفي الحقيقة (صالح) اذكي من (الحوثي) فالاخير جهز التبريرات للاول وحرض بما يكفي لان يؤدي صالح ما قطعه علي نفسه من الانتقام. ما اصعب وضعكم يا اصحاب القدر السيئ,, عاطلون,, صامتون,, جائعون,, مطاردون بالحاجة,, ومع ذلك فأنتم نصعا لجنون ما يجري وما سيجري. الحرب لن تضع اوزارها قبل تحقق اهدافا لم تطرا علي بالنا وكذلك هو السلم لن يأتي قبل ان يترسخ كايمان في ثقافاتنا,, وتلك هي النتيجة الطبيعية لما يحدث, الحوثي يحقق انتصارات في جنوب السعودية,, لكنها انتصارات جزئية وغير استراتيجية,, لا تعدو عن كونها انتصارات تبرر لاعلامه المتواضع الاطلالة باي شيئ من بحر المعركة. المملكة تجرب مضطرة كادرها العسكري وتختبر امكانياتها العسكرية والسياسية في هذه المعركة, خاصة بعد مناورة (الحوثة) علي حدودها وايمانهم اللامحدود والذي تجاوز المشروع الايراني. اليمنيون,, يتعبون ويتعبون,, ويتعبون .. اعوان (صالح) اقلية,, لكنهم يمثلون الطبقة الوسطى في احياء محددة في صنعاء وعواصم المحافظات الرئيسية, في بلد كل من يعتمدون على دخلهم المشروع فقراء, اصحاب صالح مؤهلون بالعطايا والفهلوة عاطلون عن العمل واغنياء, حوثيو صعدة عندما قدموا الى صنعاء لا يختلفون عن اخلاق ابناء الفلاحين والقري ,, مؤدبون ومهذبون,, لكنهم اختفوا. صالح رتب لايذاء انصار الله في المحافظات فاطلقهم بعد ان خيل لهم بانهم احكموا القبضة على صنعاء وتحت يافطة حرب الدواعش والارهاب. الشعب اليمني ينتظر حلا لان كل المخافات تترصده فقبل بالحوثي وقبل ذلك ارتظى بمغالطات صالح,, شعب يريد ان يمر ويعيش باي صورة وكأن الحياة برمتها صعوبة الاذكي من يستطيع انجاز تجاوزها. في الطرف الاخر ورغم انف اف 15 ما يزال صالح يحلم رغم الحصار بالقاء جميع الاعداء في البحر ويمتلك ادواته المنظقية لمنطقه الخاص. اصدقاؤنا في بيروت لا يهمهم امر احد ويبحثون في المعترك عن باحة كبيرة لعرض الوهم الطويل في بورصة النصابين. النصابون محتارون ومتخبطون ينامون علي تطمينات (ابو مصطفى) واوهام عصر الظهور وجهاد السيد ومعارك انصاره ضد كفار تعز والعدين وارحب وبني الحارث. (عفاش) الحميري تركنا كابناء جلدته ومضى غير مكترث لاحلامنا البسيطة غادرنا وغدرنا,, تمنطق وتبندق الطائفة السياسية ولم يقصر في انزال اقصى العقوبات بنا. لم اعد قادرا على حب احد ممن تصدروا المشاهد في اليمن,, جلهم نصابون وحرامية,, والبقية ينتظرون ويتربصون لإقتناص اللحظة التي تطلقهم صوب هذا الاحتقان الكبير. يا سماحة السيد عبدالملك الحوثي :الصحفيون في هذا البلد هم في امس الحاجة لمن يدافع عنهم فقد اصبحوا عاطلين عن العمل منذ ان وطأت اقدام انصارك المؤسسات في صنعاء. كان الصحفيون وبمغامرات فردية يدافعون عن ابناء صعدة ويتطوعون للدفاع عنك عندما كان صالح يحاربكم ويقتلكم في دياركم. قاتلوا بأقلامهم وأنت وأصحابك محاصرون من اجلكم جميعا باعتباركم اهلا للحياة وزادا للحرية وحين حضرتم فاجأتم كل توقعاتهم فانتزعتم الخبز من افواه اطفالهم والامن من حياتهم,, وها انتم الان تطلقون العنان لقطع رؤوسهم وبلا هوادة حرضتم الجميع للتسابق على اداء هذا الدور الجهادي.