بعد َأن كان مجتمعنا أشبه ب متوازي الأضلاع .. حتى أصبح بلا أضلاع أصلاً ، ف مفارقات الحال و الواقع تثبت و تبرهن ب ذلك .. و كأن المجتمع اليمني قد أصيب ب العين ، و العين حق .. المفارقات طويلة ، و لا يمكن أن تُعد ، أبرزها ما س نتلوه عليكم ، من مخيلة عقل يعيش في واقع طعمه شديد المرارة ..! *شخص أصيب ب شظية في رأسه جراء سقوط صاروخ كاتوشا على منزله .. ل يتوفى إثر ذلگ !! *و شخص آخر متقدم بالسن و مُصاب ب مرض السكر ، طاح في "سُلم" منزله ، بسبب الظلام الدامس ، و عدم توفر المشتقات النفطية ، ل يُصاب بكسور و جروح كبيرة .. ل يتوفى إثر ذلګ !! *طفلٌ في العاشرةِ من عُمرهِ ، كان ل منزلهِ أن يقع ب القُرب من موقع عسكري ، ل يصاب المنزل بشظايا جهنمية ، ناتجة عن غارات ل التحالف ، الأمر الذى نتج عن وفاة الطفل ، بعد أن أصيب ب جروح بالغة !! *فيما طفل آخر في العاشرة أيضا .. يحمل سلاحاً متطورا ، قد يكون يكبرهُ في الحجم ، تكسو ذلك الطفل معنويات قتالية مرتفعة ، و تعبئات طائفية و مذهبية خاطئة .. يسعى الطفل ل الجهاد -وفي هذا السن- يُزعم أنه ب عملهِ هذا ينصر الله و دينه ، و يعلي رايته ، في حين هو لا يعرف ذاك الطرف المعادِ جيداً ، سوى أنهم أعداء الله ، و دواعش و تكفيريين ، و مرتزقة .. و تسميات كثيرة و متعددة ، قد لا يكون عارفاً ب معانيها ، إن لم يكن يستطع إجادة نُطقها !!.. كل تلڪ المعتقدات و المعنويات .. كانت بسبب التعبئة العمياء ، و التربية التمجيدية ، و الجهل ... حتى يقولون معلموه في إعلامهم ، إن لم يرموا جثامينهِ ل الكلاب أرضاً : أُستشهد عصفور الجنة الطفل .. ذو العشر سنوات ، حيث كان بطلاً مغواراً و رمزاً للحرية و الشرف ، ف قدم دمهِ و روحهِ فداءاً ل هذا الوطن الغالي و المسيرة القرآنية ، و رفضاً ل الإحتلال الأمريكي الإسرائيلي ..!!!!! نعم .. هو عصفور الجنة ، ك ونه طفل لا يكاد يعرف الصحيح من الخطأ ! *شخصٌ تراه يقفز يميناً و شمالاً ، و يرفع يداته عالياً ل يعصف بصفقاتهما أرجاء المجلس ، فازعاً ب بوقهِ المشحوب زغاريد الفرح و السرور .. مردداً كلمات مُلحنة يقال عنها زوامل الإنتصار !! كل ذلك و أكثر حدث عندما كان الشخص منغرقاً ب أعلاف و جذور القات من جهه ، و أواني معدنية و زجاجية مشكلة ، و أكياس و قراطيس مبعثرة هنا و هناك ، بداخلها دقيقاً أبيض يُقال عنه البردقان! حينها كان يشاهد صور المذيعات في قنوات التلفاز ، ل يتوقف عامداً عند محطة يقال أنها تحمل إسم "العالم" ، ل يصادفه خبر عن مقتل العشرات من الدواعش -اليمنيين- على أيدي الجيش و الجان الشعبية !! *شخص آخر .. يتكأ جالساً على سجادة ، كما تزغرد شفتاه ب الإستغفار ، يتربع مصحفاً صغيراً في جيب ثوبه الأعلى ، فيما تحملُ إحدى يداتهِ مسبحة حمراء ، حيث تحيط إصابعهُ ب مسوكاً في اليد الأُخرى .. حينها وقفت سيارة ب جانب منزله ، و كان صوت الراديو عالياً .. وقتها كان المذيع يقرأ عناوين الأخبار ، مبتدءاً و منتهياً ب القتل و القتل فقط .. حيث ذكر خبر مقتل عشرات المدنيين بينهم نساء و أطفال جراء غارات ل التحالف إستهدفت عدة منازل في صعدة .. ل يصرخ ذاك "صاحب الثوب الأبيض و المسواك" ضاحكاً بصوت عالٍ جداًً .. و قائلاً ب صوت متدنِ : "و الله ما يقتلوا المدنيين ، و أين في ب صعدة أطفال و نساء ، و الله ما في إلا أنتم ، يبيدوكم يااا مجوس " ، كما ظهر عليه الفرح و السرور عندما سمع في التفاصيل ، عن تدمير كامل ل أحد المعسكراتً اليمنية !! و فجأة طفأ الراديو .. لإن بطارية السيارة خلصت ! ف إستأنف صاحب الثوب إستغفاره ، ل يسمع نغمة التحذير من تلفونه ب ضعف البطارية .. !! *أمٌ تبكي ليل نهار ، أنينها يشرخ كل جبهات الشجاعة ، فقدت ولدها ، حيث ودعها صباحاً ، ذهب إلى عمله ماشياً على قدميه ، ل يعودوا حاملينه قبل المساء إلى أمه ِ ، بعد أن فارق الحياة ، متأثراً برصاصات غادرة إستقرت في صدره . *و أمٌ أخرى تتبرع ب ذهبها و حليها ل ما يسمى بالمجاهدين ، كما تصنع الكيك و الكعك و بنت الجن* لهم .. يرافق كل ذلك سماعها و على مدار اليوم أهازيج و موالات مجاهيدها ، مفتخرة ومتحمسة بها !!. وقتها أيقنت أن نسيجنا الإجتماعي قد فر هارباً ، على متن دارجة نارية تعمل ب الغاز ، تاركاً لنا إحدى صحة ماء باردة شملان في قلعة القاهرة ..!! عندئذ أحسست أنا ب العطش ، ف أخذت صحة الماء الموجودة أمامي فشربت .. فوجدته حاراً .. توقفت !! لكن لم أعد أستطيع الكتابة ، لقد توقف الخيال ، كما توقف السهم الذهبي في كرش !! #حفظ_الله_اليمن #اليمن_أصابوها_عين