نقل موقع عدن الغد المقرب من الحراك الانفصالي ،معلومات عن مصادر عاملة في القصر الرئاسي بمعاشيق يوم الثلاثاء،تفيد بتقليص القوات الإماراتية المرابطة منذ نوفمبر الماضي بالقصر من أكثر من 200 جندي إلى 12 جندي اماراتي فقط ،ورغم ما يكشفه ذلك من فتور واضح يشوب العلاقة بين حكومة هادي والقوات الإماراتية، وعدم اطمئنان من حكومة بن دغر لأمنها وسلامة اعضائها في ظل تولي القوات الإماراتية المهمة،الا ان الأهم من ذلك هو تزامن الانسحاب الاماراتي مع احداث هامه هى: 1- انتهاء مهلة العشرة أيام ،التي منحها نشطاء الحراك الانفصالي لحكومة بن دغر لإيجاد حلول لمشكلة الكهرباء والمشتقات النفطية،وتهديدهم بالتجمع والتظاهر يوم الأربعاء، امام قصر معاشيق للمطالبة برحيل الحكومة من عدن، وظهر الانسحاب هنا وكأنه دعوة إماراتية ضمنية ومحاولة لإفساح المجال للمتظاهرين لاقتحام قصر معاشيق.
2- جاء الانسحاب بعد ساعات من سقوط المروحية العسكرية الثانية للإمارات ومقتل قائدها ومساعده ،وذلك بعد يوم من حادثة المروحية الأولى،وهناك اخبار –لم تتأكد بعد- عن سقوط مروحية ثالثة فجر الأربعاء ،وفي ظل شكوك بتورط جهات معادية وربما منافسة للإمارات في عدنواليمن عموماً خاصة انه طوال سنة وثلاثة اشهر من الحرب لم تفقد الامارات سوى مقاتلة حربية وحيدة قبل عدة اشهر .
3- زيارة حسين عرب وزير الداخلية لقطر والاخبار المسربة عن تمويل قطري لإنشاء جهاز امن داخلي ،كان ثمرة زيارة عرب الأخيرة الى قطر،إضافة الى تنسيق عرب قبل ذلك مع المخابرات التركية، ويعتبر ذلك -في حال تحقيقه –تهديدا كبيرا قد يطيح او يضعف الى حد كبير بكل الإجراءات الأمنية والمخابراتية والعسكرية التي قامت بها الامارات في عدن طوال الفترة السابقة لضمان احكام قبضتها على المدينة ،وهو ما يجعل من التخلص من حكومة بن دغر وطردها من عدن أولوية اماراتية.
-لاشك ان هذه التطورات كفيلة بإشعال غضب محمد بن زايد ولي عهد ابوظبي ،واثارة قلقه العميق جراء هذا التصعيد الخطير ضد قواته، وما يمثله ذلك من تهديد حقيقي لاجندته في اليمن،التي كلفته كثيرا ومازالت، ونظرا لما عرف عن بن زايد من حزم وعدم تساهل مع خصومه سيما والكثيرين لايزالون يذكرون القصف الوحشي الذي تعرضت له العاصمة صنعاء عقب مقتل 47 عسكري اماراتي في مأرب ،وقول بن زايد لهادي انهم قوم يأخذون ثأرهم قبل ان تجف دماء قتلاهم.
-يبدو ان نظام ابوظبي يتجه الى حسم الأمور لصالحه في عدن في اسرع وقت ممكن ،بحيث يقطع الطريق تماما امام محاولة هادي والاخوان ومن ورائهم قطر استعادة نفوذهم في عدن عبر حكومة بن دغر وجهاز عرب الأمني، وفي ذات الوقت هناك رغبة للانتقام لمقتل الطيارين الاماراتيين ،والرد بحزم ضد هذا التصعيد.
- يكشف الانسحاب الاماراتي من القصر الرئاسي بعدن،عن سعي النظام الاماراتي لاستغلال حالة السخط الشعبي في الشارع العدني جراء استمرار انقطاع التيار الكهربي لساعات طويلة وما ينجم عنه من معاناة إنسانية بالغة جراء تجاوز درجات الحرارة ال 40 مئوية، لحسم معركته مع خصومه ،حيث جاء الانسحاب كدعوة ضمنية منه للمتظاهرين الغاضبين لاقتحام القصر ،وتوجيه غضبهم نحو حكومة بن دغر الموالية لهادي وليس نحو محافظ عدن الموالي لأبوظبي، باعتباره المسئول الأول عن المشكلة .
-تدرك الامارات انها في كل الأحوال ستكون المستفيدة من المواجهات بغض النظر عن حجم الضحايا الذين سيسقطون فيها ،ففي حال نجاح المحتجين في اقتحام القصر الرئاسي وما قد يرافقه من احتجاز وزراء وفرار اخرين وربما سقوط بعضهم، فأنها ستضمن بذلك استئصال ما تبقى لهادي وحكومته وربما لدولة الوحدة من الوجود في عدن ،اما في حال فشل المتظاهرين في اقتحام القصر ،فمعناه تمكن الحرس الرئاسي من صد المتظاهرين لكن بعد اشتباكات عنيفة قد تتسبب في سقوط عشرات الضحايا، ومن ثم فأن الحكومة تكون قد أطاحت بما تبقى لها من دعم وتعاطف شعبي ،ووفرت المبرر للجماعات الانفصالية والمسلحة لاستهداف أعضائها ومقراتها، وليس امامها الا الرحيل السريع من عدن او الالتجاء الى الامارات وقواتها وعملائها في عدن، والعمل صاغرة لخدمة المشروع الاماراتي الانفصالي.