كان لفوز المشروع الريادي الذي تقدمت به في رواد آسيا 2016م (ServYem) والذي على ضوئه تم دعوتي للمشاركة في اليابان واتاح لمقابلة كبار المستثمرين من جميع انحاء العالم، ومن ثم فرصة الدعوة الى القصر الامبراطوري في النمسا للمشاركة في حفل رواد الاعمال الشباب واللقاء ايضاً بالمستثمرين القادمين من جميع انحاء العالم تجربه لا يمكن نسيانها، فضلاً عن انها كانت نقطة تحول في حياتي. ولا أنكر ان هذا الاهتمام بعالم ريادة الأعمال ليس وليد اللحظة بل منذ سنوات، وحضرت العديد من الدورات وورش العمل مع مختصين عرب واجانب الا ان فوز المشروع الذي تقدمت به والمشاركة في هذه الاحتفالات لفت نظري بقوة الى اي مدى يهتم العالم و المستثمرين ورجال الاعمال برواد الاعمال الشباب ومشاريعهم الابتكارية ومراهنتهم عليها; لإدراكهم بأنها مشاريع ستعود بعائدات كبيرة وتلبي احتياجات المجتمعات، كما سوف تشجع الشباب على خلق المزيد من الافكار المبتكرة وبذل مجهود اكبر في البحث عما يمكن تقديمه للمجتمع من خدمات حيوية وضرورية يستفيد منها الجميع. وكم تمنيت ان يكون هناك مثل هذا الحراك الريادي في اليمن لما تزخر به اليمن من شباب مبدع وافكار ناضجة، فاليمن ارض خصبة للإبداع والدليل اننا نسمع دائما عن العديد من الشباب اليمني الذين برزوا بأفكارهم الرياديه بمجرد مغادرتهم اليمن حيث وجدوا في المجتمعات الاجنبية حاضنة للاهتمام بأفكارهم المبدعة كما يتلقون الدعم والرعاية والتقدير المادي المناسب للعيش حياة كريمة. فمتى يمكن ان نرى فرصاً مشابهة في بلادنا تجعل الدولة ورجال الاعمال والمستثمرين يقفون بجانب المبتكرين الشباب لما لريادة الأعمال من اهمية وتأثير على مؤشرات الاقتصاد الكلي للدول من خلال تحفيز الاقتصاد بمشروعات جديدة صغيرة للشباب. ولهذا يجب ان تسارع الجهات المعنية في بلادنا من تذليل العقبات وخلق البيئة المناسبة من خلال عمل دورات تدريبية متخصصة في ريادة الاعمال، والمساهمة في ايجاد شباب مميزين ومبدعين ومغامرين لديهم القدرة على رؤية الفرص وتقييمها ويستطيعوا تحويل الفكرة الى تطبيق عملي يتطور وفقاً للأهداف، وتأسيس فريق ناجح مؤمن بأهمية التغيير وقادر على تحقيقه وعلى خلق سلوك إداري يهدف إلى استثمار الفرص لتحقيق نتائج تخدم المجتمع. كما انه من الضرورة ان يتعلم رواد الاعمال خطة العمل للمشاريع الابتكارية واختلافها عن خطة العمل للمشاريع التجارية، لأن المشاريع الابتكارية تكون أكثر نجاحاً بتواجد ما يسمى ب (ال Pitch Deck). بينما خطة العمل (ال Business Plan) تعمل لكلا المشاريع. بالإضافة انه من المهم ان يتعلم رواد الاعمال الطريقة الجديدة التي يستخدمها قادة رواد الأعمال والمبتكرين في تمويل مشاريعهم الابتكارية وهي ابتداء المشروع بالقليل من المال الذي يملكونه ومن ثم جذب الناس (او "الزبائن") الى مشروعهم (او "المنتج") حتى لوكان نسخه أولية او تجريبية قليلة الخصائص حتى يثبت للمستثمرين وجود الفكرة ومدى تقبل الزبائن لها ومستقبلها الواعد. هذه النسخة الأولية تسمى ب ال MVP او ال Minimum Viable Product. أي يعني الحد الأدنى للمنتج القابل للتطبيق. هذه العملية هي ما تسمى ب"Boot Strapping" وهنا يجب ان نؤكد على اهمية التركيز على اساسيات كل مشروع ابتكاري وهي بناء فريق قوي. لأن الفريق القوي يستطيع ان ينطلق بالفكرة ويرتقي بها. وبلا شك ان على "رواد الأعمال" الشباب ان يدركوا تماماً ايضاً ان مسألة التردد بطرح أفكارهم وانتظار التمويل والتسهيلات قد تطول ولهذا يجب عليهم عدم الاستسلام طالما وانهم مؤمنين بجدوى المشروع واهميته وان يستمروا في البحث عن الفرص واقتناصها وإيجاد البدائل للتطبيق من اجل إخراج المشروع الى النور. ولهذا يجب التأكيد على أهمية ان تتوحد الجهود في تطوير الاهتمام بريادة الاعمال وخلق البيئة المناسبة للاستثمارات في هذا المجال، فضلاً عن ضرورة اشراك القطاع الخاص ورجال الاعمال والمستثمرين في اتخاذ القرارات الحكومية المتعلّقة بالشباب ودعم المبادرات التي تنمي مهارات الشباب الرياديه.،وتشجعهم على تطوير مشاريعهم الابتكارية. لما لريادة الأعمال من تأثير على مؤشرات الاقتصاد الكلى للدول من خلال تحفيز الاقتصاد بمشروعات جديدة للشباب ليكونوا قوة منتجة ومحفزة وبالتالي تخفيف الضغط على الحكومات في إيجاد فرص العمل وتقليل نسب البطالة في المجتمع..وستصبح "ريادة الأعمال" في الفترة القادمة عنواناً متميزاً باعتبارها مفتاح التنمية الاقتصادية، والمأمول ان بلادنا ستكون ضمن اطارها العربي مستفيدة من ذلك كله . "ويجب ان نتذكر جميعاً انه لا توجد خطوة عملاقة تصل بك إلى ما تريده، فالأمر يحتاج إلى الكثير من الخطوات الصغيرة لتبلغ في نهاية الامر الى ما تريد" -وين داير Mohammed Idrees Al Shareef Al Shammam [email protected]