عبدالله الهدلق تتركز سياسات الدول العظمى وقراراتها الأمنية والعسكرية على مسألة جوهرية في غاية الأهمية وهي أمن واستقرار إسرائيل ، وكيف يتم إضعاف الدول المحيطة بها ، وتحطيمها أو تقسيمها كيلا تبقى مصدر تهديد لسلامة إسرائيل وأمنها القومي . ومن هذا المُنطلق سَعَت الولاياتالمتحدةالأمريكية وحلفاؤها الأوروبيون ونجحوا في تفتيت وإضعاف وتدمير العراق وسورية تماماً فأصبحتا لا تمثلان تهديداً لسلامةً إسرائيل وأمنها القومي . وبقيت بلاد فارس ( إيران ) بإرهابها وحماقاتها وتهديداتها وغطرسة واستبداد نظام العمائم الفارسي الفاشي الإيراني الحاكم في طهران العدو اللدود ومصدر الخطر والتهديد لسلامة إسرائيل وأمنها القومي ، فكان لزاماً على الولاياتالمتحدة برئاسة ( ترمب ) وحلفائَها الأوربيين سرعة تنفيذ سياساتهم وتحقيق استراتيجياتهم وتفتيت وتحطيم وتقسيم وإضعاف وتدمير القوة الفارسية الإيرانية المتنامية والمهددة لسلامة إسرائيل وأمنها القومي ، وبذلك يحققون أيضاً أمن واستقرار دول الخليج العربي والشرق الأوسط الصديقة لإسرائيل والتي لا تُمَثِّلُ تهديداً لها ولا تعتبرها إسرائيل من أعدائها . والمُخططُ الإمريكيُّ الأوروبيُّ المُشتركُ لتفتيتِ وتدمير الدول المُعادية لإسرائيل والتي تُمَثِّلُ تهديداً لسلامتها وأمنها الفومي قديمٌ ومدروسٌ مُنذُ نشأة دولة إسرائيل أي قبل ما يُقارب ( 70 ) عاماً ، وهو مُخَطَّطٌ غيرُ قابلٍ للتأجيل أو الإلغاءِ أو التغيير ، وقد بدأ تنفيذه بالفعل مُنذ عام 2003 م في العراق أولاً ثُمَّ في سورية والآن سيتم تطبيقه على بلاد فارس ( إيران ). وَلِمن يَقولُ إن ما أتحدثُ عنه هو مُجرَّد توقعات وافتراضات وأماني وتخيلات أقول له إن أمن إسرائيل لدى الدول العُظمى مُقَدَّمٌ على كُلِّ إعتبارٍ أو تصورٍ وسيُثبِتُ قادمُ الأيامِ صِحة قولي وحقيقةَ استنتاجاتي ، وسيحِلُّ ببلاد فارس ( إيران ) ما حَلَّ بالعراق وسورية ، فمن كان يتوقع أن يحدث في العراق وسورية ما حدث فيهما ؟ !