عبدالله الهدلق في مؤتمرٍ صحافي عقده وزير الخارجية السعودي عادل الجبير مع نظيره الفرنسي، جان مارك آيرولت، في الرياض أوضح الجبير أن الرئيس الأمريكي ترامب صرَّحَ بأن من أهدافه دحر إرهاب داعش وإيران ونحن حالنا في ذلك حال جميع الدول المتحضرة في العالم ندعم هذا الهدف ، ونتطلع للعمل مع الإدارة الأمريكية لتحقيقه ، وتابع الجبير أنَّ (ترامب) تحدث بوضوح عن احتواء إيران والحد من قدرتها على التسبب بحدوث القلاقل، والحرص على أن تلتزم إيران بكل ما ورد في الاتفاق النووي الذي وقعته، وهو يتطابق تماماً مع موقفنا، ونحن على استعداد للعمل معه في هذا النطاق، كما عبر عن هدفه بإعادة بناء تحالفات تقليدية أو تحالفات مع حلفاء أمريكا التقليديين، وهو أمر نرحب به نحن كذلك . وأضاف الجبير أنَّ المملكة العربية السعودية تتطلع للعمل المشترك مع إدارة ترامب وننظر بإيجابيةٍ تجاه مستقبل العلاقات السعودية الأمريكية ، وعندما ننظر للأفراد الذين عينهم الرئيس ترامب أو رشحهم لمناصب رئيسية في إدارته، سواء كنا نتحدث عن الجنرال جيمس ماتيس لتولي منصب وزير الدفاع، والجنرال كيلي وزيراً للأمن القومي، ودمايك بومبيو مديراً لوكالة الاستخبارات، وريكس تيلرسون وزيراً للخارجية، ويبلور روس وزيراً للتجارة، وستيفن منوتشين وزير الخزانة، فجميعهم أفراداً يتميزون بكفاءة عالية وخبرة واسعة، ويمتلكون رؤية واقعية وحكيمة تجاه العالم، ودور الولاياتالمتحدة فيه . ولفت وزير الخارجية السعودي إلى تفاؤل المملكة الشديد بإدارة الرئيس ترامب وتطلعها للعمل الوثيق مع إدارة ترامب للتعاطي مع التحديات العديدة، ليس على مستوى منطقتنا فحسب، بل على مستوى العالم ، وعندما نتحدث عن نظرتنا الإيجابية تجاه إدارة ترامب فهي نابعةٌ من كوننا على تواصل مع إدارة ترامب من أجل التباحث في هذه القضايا، فنستشعر بقوة هذه النظرة، فيما يتعلق بالتصريحات التي ذكرتموها حول الجنرال فلين، فالجنرال فلين عرفناه منذ كان في منصبه في إدارة الاستخبارات التابعة لوزارة الدفاع والقيادة المركزية، وهو يتمتع بحس وطني عالي، يهمه أمن الولاياتالمتحدة، وهو رجل يؤمن بالعمل الوثيق مع حلفاء أمريكا ، لذا فإنني أكرر القول بأنني شخصياً أتطلع للعمل مع السيد فلين ومع جميع زملائنا في الإدارة الأمريكية، وليس لدي شك من أن قدرتنا للتغلب على التحديات ستتعزز إذا ما عملنا مع بعضنا البعض بشكل وثيق."(إنتهى ما جاء في المؤتمر الصحافي) . ولا يخفى على أحد الدور الذي لعبه - ومازال - الثنائي الإيراني الداعشي في تدمير المنطقة العربية، خدمة لمصالحهما ومخططاتهما رغم التناقض والعداء المعلن بينهما ، يختلفان في العقيدة ويكفرا بعضمهما البعض ، ولكنهما يحيكان نفس المؤامرات الإستراتيجة للسيطرة على المنطقة العربية الإسلامية، عبر الحروب والقتل والدمار والفوضى والإرهاب ، وقد تجلت مصالح الطرفين في إفشال ثورتي سورية والعراق، بعد ما كانت الثورة العسكرية العراقية على أبواب بغداد دخلت (داعش) على خط الحراك العسكري فجأة ، وخطفت كل ما يحدث في العراق باسمها وحدها لا غير، لتعطي المبرر لدخول إيرانوالولاياتالمتحدة الإميركية بشكل أوسع للدفاع عن الحكومة العراقية العميلة لإيران وإنقاذها من السقوط الحتمي ، وتكرر نفس السيناريو في سورية وحشدت الولاياتالمتحدة الإميركية حلفاً عسكرياً واسعاً لمحاربة إرهاب (داعش) للدفاع عن “عين العرب” وتم نسيان وتجاهل إرهاب النظام السوري وعشرات المليشيات الطائفية التابعة لطهران التي قتلت السنة ودمرت مئات الأضعاف ما فعلته داعش في سورية والعراق واليمن على حد سواء ، وتمر المنطقة العربية بمتغيرات هائلة وسريعة وأحداث مؤلمة نتيجة للفوضى والتدهور الأمني غير المسبوق، لم تشهدها منذ تقسيمها إلى 22 دولة بفعل إتفاقية سايكس بيكو الشهيرة بعد إنتهاء الحرب العالمية الأولى، وسيطرة الاستعمار الغربي ، وهكذا تظهر حقيقة أنَّ داعش وإيران وجهان لعملةٍ إرهابيةٍ واحِدةٍ .