ثورة 26ستمبر قضة على عصابة كهنوتية تحتل اجزاء من شمال الشمال اليمني وتمتهن كرامة الإنسان وتبيع الأرض وتخون أصحاب الحق من اليمنيين لم تكن الإمامة لا نظام حكم كالانظمة الحديثة في سائر الدول العربية ولم تكن هناك مؤسسات دولة حتى شكلية ، كانت عصابة تسلط ونهب وإرهاب وتجهيل تعمل بمنتهى التخطيط وبطرق ممنهجة لإذلال اليمنيين تحت سيطرتها واستعبادهم ، وسط مقاومة يمنية شرسة.
ظلت تلك العصابة في مواجهة مفتوحة مع يمن شمال الشمال وتعرض قادة العصابة الكهنوت يحي حميد الدين ونجلة الكهنوت احمد حميد الدين تعرض لعشرات المحاولات لقتلهم في اشتباكات شرسة بعضها بالسيوف والخناجر مع الاحرار وأصحاب الأرض اليمانيين أفرادا ومجاميع في كل مناطق شمال الشمال صعدة، عمران ،صنعاء وحتى الحديدة وتعز وإب والبيضاء وغيرها ، حتى نجح يمن شمال الشمال في تدمير الكهنوت والإطاحة ببعض قادة تلك العصابة الإرهابية الضلامية واعلنت الجمهورية العربية اليمنية صبيحة 26سبتمبر 1962م بإرادة شعبية رقصة لها جماهير عدن رغم أن عدن آنذاك تحت حكم الاحتلال الإنجليزي البريطاني.
رقص العدنيين والعدنيات طربا وفرحا بالثورة واحتفل عموم الشعب شمالا وجنوبا بشكل عفوي وتلقائي بالرقص والزوامل في أبين ولحج والضالع وحضرموت وتعز وصعدة وفرحت معه شعوب اخرى كمصر وسوريا والعراق وغيرهم ، وتحرك احرار الشعب من السكان اليمنيين من البيضاء وتعز والحديدةوصنعاء وذمار وإب وحجة والجوف لنصرة ميلادهم الجديد واستعادة كيانهم في نصرة الثورة وبناء مؤسساتها الوليده وتشكيل جيش اشبه بمقاومة شعبية تصدى للعدوان الاجنبي ببسالة وشجاعة المقاتل اليمني الاصيل و شاركت في العدوان والغزو الاجنبي الفاشل دول كثيرة في مقدمتها الكيان الصهيوني لكسر ارادة اليمنيين ومحاولة اعادتهم الى العبودية بقوة السلاح وتثبيت العصابة الإرهابية الهالكة واحيائها للتسلط من جديد في شمال الشمال اليمني.
وانتصر الشعب اليمني بكل قواه ومكوناته التاريخية ودخلت مصر بقيادة ناصر وعامر بجيشين الأول من القوات المسلحة المصرية والآخر من الحرفيين والمدرسين والاداريين وكانت يد تقاتل العدوان الاجنبي ومرتزقة عصابات الكهنوت العنصري واخرى تساهم في مساعدة اليمنيين في بناء مؤسسات بلدهم التعليمية والخدمية والأمنية وفي شتى المجالات .
وكان التدخل المصري للدفاع عن اليمن شعبا وارضا جوا وبحر هو الانجح في تأريخ العرب والعروبة وما زال هو النموذج الناجح حتى اليوم دون منافس يشبهه - ولو لم يكن هذا هو النجاح الوحيد لمصر آنذاك لاستحقت بموجبه القيادة المصرية الزعامة العربية في نفوس الشعوب العربية وكثيرا من شعوب العالم الحر - ، وتضحيات مصر والمصريين كانت قومية اسلامية خاصه من اجل اليمن دون من وتكبر عليهم ، ولم تطمع مصر في استقطاع الأرض اليمنية وسلب ثرواتها وموانئها وجزرها في البحر الاحمر ولا غيره وخسرت مصر الكثير من اجل نصرة صلب العرب ومهدها الاول المتمثل في اليمن التأريخية، ويكفي أن مصر تطابقت اهدافها المعلنة من ذلك التدخل مع عملها على الأرض وانتصرت الأهداف .
ولذا ثورة 26سبتمبر كانت هي الثورة الشعبية الحقيقة بالمعنى الكامل في الوطن العربي لانها بنت دولة (وان لم تبلغ سقف طموح اليمنيين العالي )وبنت نظام سياسي جمهوري هو الوحيد في شبه الجزيرة العربية ومن لا شيء بعد أن دمرة عصابة الكهنوت الدولة اليمنية وخدماتها في مناطق تسلطها ومهدت 26سبتمبر وحلفائها المصريون واسهمت في اندلاع ثورة 14 أكتوبر لتحرير الشطر الجنوبي من اليمن .
وما زال أعداء الثورة واعداء اليمن يتذوقون مرارة الهزيمة ويكيدون للشعب والجمهورية بكل الوسائل وما زال اصرار الشعب وعنفوانة في تنامي ووعي مستمرا لتحقيق أهداف الثورة والمعركة قائمة وعلى اشدها داخليا وخارجيا وليس أمام اليمنيين الحقيقين سوى خيار واحد وهو الإنتصار لاهداف ثورة 26سبتمبر وتحقيقها كاملة دون انتقاص .
الرحمة لشهداء ثورة 26سبتمبر والجيش المصري الشكر لكل الوطنيين اليمنيين وللنظام المصري والدولة المصرية التي لن تمحى تضحياتها المخلصة للعروبة والكرامة اليمنية وستظل في عقول وقلوب الاجيال اليمنية بكل فئاتهم من سكانها الاصليين.