يقود اعلام الاخوان الوعي الى الهامش، دراما ونقاش سياسي ورأي ورأي اخر.. المهم يفصل الوعي الشعبي عن الجبهات.. لهم الفضاء وللحوثي الأرض.. ونحن نجلس نتلفت بين هذا وذاك.. كتبت اليوم في تويتر عن انتصارات المقاومة الجنوبية في شخب، فتلقيت الاسئلة: ماهي شخب؟ الناس لاتسمع بمعاركهم ضد الحوثي، كل حرب ضد الحوثي هي حرب للناس جنوبا او شمالا.. لكن اعلام اخوان هادي يمحق انتمائهم.. يشتتهم. يسكب الدم الجنوبي قانيا مدافعا ضد طاعون العصر، الحوثي، ويشغلنا اعلام الاخوان والشرعية ومشتقاتهم، بعيدا عن المعركة.. بالاصح يشغلنا في معاركهم هم، المنفصلة عنا وعن بلادنا وحاجتنا.. يترك الدم الجنوبي وحيدا، ومعه افراد من مجتمعنا الشمالي المسيطر على وعيه تقاسما بين الحوثي والاخوان، والمؤتمر يشبه بلاده، هو بعضه موروث اخواني وبعضه حوثي، والوطني لايزال يعيش التغني بماضي صار ادانة للحاضر. اوائل رمضان، تقريبا في الخامس منه شاهدت دقائق من بث قناتي يمن شباب وسهيل، وامرضتني، ولاحظ علي الحضور ذلك، فاغلقوا التلفزيون. تدرك أنهم عايشين عالم لم يعد له علاقة بنا وبحاجتنا ومعاركنا ووعينا. يمكن هم في دولة مختلفة عن دولتنا، او عادهم في زمن غير زماننا، او اصلا مشروعهم مرتبط بحاجة قطر او ايران، وهي دول ثانية مايعيش فيها شعبنا. او انهم خلاص استسلموا للحوثي وللخراب، ورجعوا زي الشتات الفلسطيني، كل مايحسنوه هو انهم يحافظوا على الماضي في الاعلام يأسا من الواقع. لابأس، سنضحك منهم ومعهم قليلا، ولكن ماذا بعد؟ نحن معانا همومنا كنازحين في الداخل والخارج.. وكمحاربين، معنا واجب لايجوز ان يلهونا عنه بخطاب هالك لايودي ولا يجيب. قدهم يمكنونا الثلاجة الثلاجة اذا فماكان قبل ديسمبر 2017 كله ثلجوه، ولروح الزعيم الرحمة والغفران.. تعيش بلادنا مفترق قد لايكون بيدنا تغييره، غير ان الهرب منه معيب، فلنعيشه وعيا وحاجة وقضية.. ونناضل بالقلب واللسان والسلاح. فلن يغير الله مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم.. عيشوا حربكم ضد الحوثي في كل مكان، واهتموا بالضالع، وامنوا بالجنوب، وساندوا الشمال كي يستيقظ. ودعوا المترفين في غيهم يعمهون. لاشيء من الماضي سيعود، خسرنا الماضي، ويجب ان لانخسر الحاضر والمستقبل ايضا.. الحرب ليست هرجا.. والوطن ليس ترفا، والفيز والاقامات ليست وطنا. * من صفحة الكاتب بالفيسبوك