حتى الساعة لازلت أعيش لحظات الدهشة والذهول! هل بالفعل بات المناضل الجنوبي احمد العبادي المرقشي حرا طليقا؟ واضحى الحلم، حقيقة؟ وما احلها من عيدية يقدمها المجلس الانتقالي لشعبه! عذرا لكني سامزج اليوم العاطفة بالسياسة وان كانت سابقة ومستحدثة هي ، الا ان الحدث كبير ورسائله بليغة .. وبليغة جدا !! مثل المناضل "المرقشي " منذ بداية أسره رمزا اسطوريا في الصبر والثبات وايقونة فريدة في الوفاء والاخلاص لقضيته مما جعله مثالا رائعا يتغنى به الجنوبيون طيلة سنوات حبسه الظالمة .. ومن هنا كان لازما على الرجال الاوفياء المضي حثيثا في سيعهم لفك اسره واستعادته وبذل كل ما بوسعهم فعله لذلك الغرض وهو بالفعل ما تحقق اليوم. حافظت قيادات المجلس الانتقالي والمقاومة الجنوبية على إبقاء السرية التامة كضرورة احترازية خلال عملية سير المفاوضات المتعلقة بصفقة تبادل أسرى حوثيين مقابل الاسير المرقشي واخرين، وهو ما ساهم كثيرا في نجاح تلك العملية ..يحسب هنا لقيادات الانتقالي والمقاومة درجة النضوج ومستوى الوعي العالي في ادارة هذا الملف وايصاله الى بر الامان .. دلالات الرسالة ( إستعادة المرقشي) : من المعلوم ان اي فعل سياسي او عسكري لاي كيان سياسي دائما ما سيخلف وراءه دلالات مقصودة ورسائل موجهة ولاطراف بعينها كذلك .. دلالةرسالة الانتقالي داخليا : بنجاح صفقة المرقشي سيتاكد حينها قوة الانتقالي سياسيا واداريا للجميع وبهذا يكون الانتقالي قد اكمل العقد في جدلية تسيد المشهد السياسي الجنوبي وتفرده ساحة التفاوض مستقبلا مع غرماء مشروع استعادة الدولة ... وبالفعل فقد اسهمت تلك العملية النوعية للمجلس الانتقالي في كسبه رصيدا شعبيا اضافيا كما ضاعفت من ثقة الشارع الجنوبي لقياداته وفي وقت حساس جدا . فانتزاع المجلس الانتقالي لرمز جنوبي من مخالب عدو متلون ليس بالامر السهل وهو ما سيجعل اشد مناهضي الانتقالي وافجرهم خصومة له هنا في الداخل يعجز عن التعليق والتاويل بغير براعة وحنكة القيادات الانتقالية . ...كذلك لم يخل مدلول الرسالة من حرص المجلس الانتقالي على الثابت الوطني ووحدة الصف بحمله الهم الاكبر في تحرير الاسرى الجنوبيين كافة ودون تمييز ... فالاسير هنا كان إبينيا والمحرر كان ضالعيا يافعيا لحجيا عدنيا، كما ان اولى مستقبليه كانت اذرع واحضان يافعية الى احضان جانب اهله وذويه . اذن فقد وجه المجلس الانتقالي هنا صفعة قوية بوجه ابواق المناطقية والعنصرية مؤكدا بذلك انه حقا بات ممثلا للجميع وصوتا للكل .. - دلالة رسالة الانتقالي خارجيا : في الحقيقة لقد جعلت مصطلح "استعادة المرقشي " تعمدا عنوانا لطرحي، بدلا عن المصطلح الموضوعي للحدث وهو "تحرير " ذلك لاهمية المدلول السياسي لذلك اللفظ وتلك الصفقة خارجيا . اذ ان نجاح الانتقالي في استعادة رموزه الوطنية والنضالية سيسلط الضوء على قدرة الانتقالي في استعادة ما هو اكبر وهو الوطن المسلوب . حقيقة، تحدثت سابقا عن خطوات سياسية يخطوها المجلس الانتقالي مؤخرا تسير باتجاه تحقيق هدف استعادة الدولة وبروز شواهد ومؤشرات تصب في ذات المنحى .. وهذا معناه ان نجاح الانتقالي اليوم سيضيف انتصارا سياسيا اخرا الى جملة انتصاراته السابقة، كما سيعطي بعدا مهما لحلفاءه الاقليميين عن مدى قدرته في لعب دور الشريك القادم والحليف القوي في الحفاظ على مصالح الاشقاء والعالم بتامينه الممرات المائية واعتباره عمقا استراتيجيا للامن القوي الخليجي لاي تهديد محتمل . كذلك لم تغفل تلك الرسالة في مدلولها الاخر وهو اظهار الشرعية اليمنية بمظهر العاجز تماما عن فعل او تحقيق اي منجز سياسي او حتى عسكري هناك في الجنوب ليتأكد للجميع مرة اخرى سيطرة المجلس الانتقالي الفعلية على الارض وتحكمه بمجريات الاحداث هناك، الامر الذي سيضع باعتبار الاقليم والعالم اهمية ادراج المجلس الانتقالي في اي مفاوضات او حلول قادمة خاصة بعد اثبات قدارته سياسيا وعسكريا بعكس شرعية المنفى التي لا تملك سوى الثرثرة الاعلامية والسيطرة القوية على اجنحة الفنادق ... وبالفعل ساختصرها هكذا "استعادة الرموز النضالية على طريق استعادة الدولة " والايام دول!! اخيرا .. لن تفي عبارات الثناء والتقدير ولا قصائد المدح والتبجيل ولا حتى مقالات التقدير والتثمين .. لوصف ذلك النجاح الباهر الذي حققته القيادات الجنوبية في المجلس الانتقالي والمقاومة الجنوبية والمتمثل بتحرير وإستعادة المناضل الجسور "احمد العبادي المرقشي "وآخرين. تجدر الاشارة هنا الى ان صفقة التبادل تلك تضمنت تحرير الاسير "المرقشي " مقابل 33 اسيرا حوثيا .. وساترك لكم التعليق حول حجم التبادل ومدى رمزية الاسير الجنوبي لدى القيادات الوطنية والشريفة في الجنوب. نعم لقد كانت هكذا اسيرا واحدا مقابل 33 اسيرا..يبدو انها امجاد الماضي السحيق لدولة العزة والكرمة وقد بدات تعود .. فطابت دولة قادمة، وطبتم لها قادة ..