اتفقت منظمة أوبك وروسيا على تنفيذ المزيد من التخفيضات المحدودة في انتاج النفط بهدف زيادة أسعار الخام وتعويض الارتفاع في الانتاج الأمريكي ومنتجي النفط خارج أوبك، وقد قرروا تعميق تخفيضاتهم على مستويات الانتاجبقيمة 500 ألف برميل يوميًا إضافية وذلك يوم الجمعه الماضية بعد يومين من الاجتماعات الصعبة في فيينا. تحركت المملكة العربية السعودية بقوة لدعم سوق النفط، ووافقت على فرض قيود إضافية على الإنتاج علاوة على إبرام صفقة تخفيض آخر مع أوبك وحلفائها، حيث تعهدت بإجراء تخفيضات طوعية قدرها 400 ألف برميل يوميًا، حيث تهدف إلى رفع أسعار النفط التي تدعم تقييمات اكتتاب شركة أرامكو العملاقة. وبموجب هذا الاتفاق المبدئي يكون إجمالي حجم التخفيضات نحو 1.7 مليون برميل يوميًا، بما يعادل نسبة 1.7% من إنتاج النفط العالمي، ليدخل الاتفاق حيز التنفيذ الفعلي بداية من شهر كانون الثاني/ يناير المقبل لينتهي في 31 آذار/ مارس، ويتوقع معظم المحللين في سوق التداول العربي أن تمدد دول أوبك تلك التخفيضات حتي فصل الصيف على الأقل، على الرغم من أن هدف تحالف أوبك سابقًا هو تخفيض نحو 1.2 مليون برميل يومي من أجل مكافحة التأثير السلبي لارتفاع انتاج النفط الصخري من الولاياتالمتحدة. أدي موافقة أوبك وروسيا على قرار خفض الانتاج إلى ارتفاع أسعار خام برنت بنسبة 1.4% ليصل سعر البرميل عند 64.25 دولار، وحصل على مكاسب خلال الأسبوع الماضي بأكثر من 5%. على مدار هذا العام سيطر التذبذب على أسعار النفط التي وصلت لأعلى مستوياتها في نيسان/ أبريل الماضي عند 75 دولار للبرميل، بعد أن أدت العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران وفنزويلا إلى الحد من المعروض العالمي، لكن التوترات التجارية المستمرة بين الولاياتالمتحدة والصين قلصت التوقعات الاقتصادية، مما دفع الأسعار للانخفاض. تسعى المملكة العربية السعودية جاهدة لدعم سوق النفط حيث تراهن على حجم إنتاج النفط، وسط تحذيرات من أنها قد تواجه وفرة شديدة في المعروض النفطي خلال النصف الأول من العام المقبل، ولكن السعودية تحرص بشكل خاص على دعم تقييم شركة أرامكو المملوكة للدولة، حيث تعهد وزير الطاقة في المملكة "الأمير عبد العزيز بن سلمان" بأنها ستصل إلى تقييم بعيد المنال بقيمة 2 تريليون دولار في الأشهر المقبلة. كانت المملكة العربية السعودية مهتمة بدعم الاكتتاب العام الأولي لشركة أرامكو النفطية التي سعرت أسهمها الأسبوع الماضي تقييم الشركة بنحو1.7 تريليون دولار، لا يزال هذا الرقم أقل من هدف ولي العهد السعودي "الأمير محمد بن سلمان". يتساءل محللون في سوق النفط عما إذا كان تخفيض الانتاج بواقع 500 ألف برميل يومي كافية للحفاظ على أسعار الخام مدعومة، خاصة وأن المنتجين حاليًا يقومون بتخفيض مستويات الإنتاج أعلى بكثير من هدف 1.2 مليون برميل يوميًا. أزمة المعروض تلاحق أوبك في 2020 يواجه السوق زيادة في المعروض القادم من النفط الصخريفي الولاياتالمتحدة الذي تضاعف إلى 12 مليون برميل يوميًا منذ عام 2012، بالإضافة إلى الانتاج النفطي من دول ليست عضوة في منظمة أوبك، التي يمكن أن تخلق وفرة في الإمدادات النفطية في بداية عام 2020، يأتي هذا تزامنًا مع الضعف الاقتصادي العالمي بسبب تأثيرات الحرب التجارية التي لا تزال مصدر قلق كبير، بما لها أثر سلبي على معدل الطلب العالمي على النفط خلال العام المقبل. لم تفعل تخفيضات مستويات الإنتاج التي تدعمها أوبك الكثير لرفع أسعار النفط الخام في السنوات الأخيرة، ويعزى ذلك إلى حد كبير إلى الزيادة المطردة في إنتاج النفط الصخري في الولاياتالمتحدة، ومن المتوقع أن ينمو الإنتاج الأمريكي بوتيرة أبطأ في عام 2020، ولكن من المتوقع أن يصل ما يقرب من مليون برميل جديد يوميًا إلى الأسواق العالمية من النرويج والبرازيل وكندا وغيانا.