تقرير إخباري مشترك بين صحيفة "الواشنطن بوست" ووكالة "الأسوشييتد برس" الأمريكيَّتَيْن عن قرار المنظمات الإغاثية الإنسانية الدولية بوقف أنشطتها في جنوباليمن بعد عدد من التفجيرات التي استهدفتها. أعلنت الأممالمتحدة إن 12 منظمة للإغاثة الإنسانية تعمل في جنوباليمن الذي مزقته الحرب، قد أوقفت عملياتها في أعقاب سلسلة من الهجمات المستهدفة، في حين أعلنت وزارة الصحة في صنعاء الثلاثاء، 24 ديسمبر 2019م، أن التفشي الحالي لمرضَيْ أنفلونزا الخنازير وحُمَّى الضنك قد أودى بحياة ما يقرب من 200 شخص منذ شهر أكتوبر الماضي. وجاء تعليق أعمال الإغاثة بعد أن أطلق مجهولون قذائف صاروخية على مواقع لثلاث منظمات إغاثة في محافظة "الضالع" جنوب غرب البلاد خلال عطلة نهاية الأسبوع، وفقًا لمكتب الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن (أوتشا)، مما أدى إلى إصابة حارس أمن وإلحاق أضرار بالعديد من مباني مكاتب هذه المنظمات. وقال بيان للأمم المتحدة، إن التفجيرات أشارت الى "تصعيد ينذر بالخطر في مستوى المخاطر التي يواجهها العاملون في المجال الانساني". وبتوقف هذه المنظمات عن عملها، توقَّف تقديم المساعدات إلى حوالي 220 ألف مواطن يمني، هم في أمسِّ إليها. وألقى مسئولون يمنيون طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم في الحكومة اليمنية الشرعية باللوم على جماعات إسلامية متطرفة. وأشاروا إلى أن فرع تنظيم "القاعدة" في اليمن قد هاجم في السابق منظمات الإغاثة في جميع أنحاء محافظاة "الضالع"، وكان يحرض بشكل مستمر على العنف ضد البرامج الإنسانية المُمَوَّلة من الخارج. وأدان مدير الشؤون الإنسانية في الأممالمتحدة، مارك لوكوك "استمرار الحملات الإعلامية في أجزاء من اليمن التي تنشر الشائعات والتحريض على عمليات الإغاثة"، مما اضطر المنظمات العاملة هناك إلى تقليص نشاطاتها بشكل كبير ومؤثِّر. وأفادت لجنة الإنقاذ الدولية، وهي منظمة غير ربحية مقرها نيويورك، أن عددًا من القنابل اليدوية قد انفجر في مكتبها ومركز تابع لها يخص أنشطة إغاثية متعلقة بالمرأة، مساء الأحد الماضي. وأعربت عن "قلقها الشديد" على سلامة موظفيها المحليين. وقالت إن المنظمة ستعيد تشغيل البرامج "بمجرد أن يُعتَبر الموظفون آمنين للعودة إلى العمل". كما ضربت عناصر من المتشددون مكتب منظمة "أوكسفام" في "الضالع. و"أوكسفام" أحد أكبر الجمعيات الخيرية في بريطانيا. وقال محسن صدِّيقي، مدير مكتب المنظمة في اليمن: "يجب ألا يكون عمال الإغاثة هدفًا". ويتعرض اليمن، أفقر بلد في العالم العربي، لاضطرابات عدة بسبب الحرب الأهلية المندلعة هناك منذ استيلاء الميليشيات الحوثية على العاصمة اليمنيةصنعاء ومناطق واسعة في شمال اليمن، وطردوا الحكومة المُعتَرف بها دوليًّا. وبعد أشهر، وفي مارس 2015م، تدخل تحالف عربي بقيادة المملكة العربية السعودية لمحاربة الحوثيين المدعومين من إيران ودعم الحكومة الشرعية للبلاد في العودة إلى ممارسة أعمالها. إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة التي يسيطر عليها الحوثيون، أن موجة التفشِّي الحالية لمرض أنفلونزا الخنازير السريع الانتشار، تسببت في مقتل 94 شخصًا في شهر أكتوبر وحده. وقال محمد المنصور، وهو مسؤول صحي في صنعاء، إن الآلاف من الحالات المبلغ عنها تم نقلها إلى مرافق الرعاية الصحية المتضررة من الحرب، محذِّرًا من أن عدد القتلى سيرتفع على الأرجح. وأضاف أن تفشيًا جديدًا لحُمَّى الضنك قد اجتاح جميع أنحاء البلاد، مما أسفر عن مقتل 68 شخصًا، من بينهم 16 طفلاً دون سن الخامسة. وذكرت مصادر أممية أن المرض قد عاد إلى الظهور بسبب تدهور أنظمة الرعاية الصحية والصرف الصحي في اليمن. وأسفر القتال في اليمن عن مقتل أكثر من مائة ألف شخص، وتسبب في أسوأ أزمة إنسانية في العالم؛ حيث يعاني الملايين من اليمنيين من نقص في الغذاء والرعاية الطبية ودفع البلاد إلى شفا المجاعة.
