ظلت الاحداث السياسية في اليمن بين المد والجزر؛ الامر الذي يضعها في خانة "المتغير" وليس "الثابت". "المشهد اليمني" في عملية رصد خاصة تطرق الى أبرز 10 أحداث سياسية في اليمن خلال العام 2019. كان اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية المعترف بها والمجلس الانتقالي الجنوبي، الذي تم التوقيع عليه خلال نوفمبر الماضي، برعاية من المملكة العربية السعودية، هو الحدث الابرز، رغم التكهنات والشكوك الكثيرة حول مدى جدية الاطراف الموقعة في تنفيذه. وغير بعيد عنه، تأتي سيطرة قوات المجلس الانتقالي الجنوبي على العاصمة المؤقتة عدن في أواخر اغسطس الماضي، واندلاع مواجهات مسلحة مع قوات الجيش اليمني، ثاني أبرز الاحداث على الخارطة السياسية في اليمن، وقبل ذلك قيام الطيران الاماراتي بقصف أحد معسكرات الجيش اليمني بمحافظة أبين. ويأتي تراجع الدعوات الانفصالية في عدد من المحافظاتاليمنيةالجنوبية والتي تدعو الى تقرير المصير واعادة اليمن الى ما قبل الوحدة اليمنية التي تحققت في 22مايو 1990. و الى مدينة سيئون حيث انعقد مجلس النواب بحضور رئيس الجمهورية وسفراء عدد من دول التحالف العربي، في جلسة يتيمة، تم خلالها انتخاب هيئة رئاسة جديدة للمجلس في كنف السلطة اليمنية المعترف بها دوليا، بعيدا عن برلمان صنعاء الواقع تحت سيطرة مليشيا الحوثي. وعلى الضفة الاخرى، يأتي اعلان الحوثيين لمبادرة سلام و وقف استهداف السعودية مقابل ايقاف غارات الطيران على المحافظات الواقعة تحت سيطرة المليشيا، من الاحداث البارزة، رغم عدم تحققها على أرض الواقع. وفي ذات السياق، تتحدث وسائل الاعلام عن مفاوضات سرية بين السعودية والحوثيين في سلطنة عمان، في حدث شد انظار اليمنيين الذين أنهكتهم الحرب. وفي سياق آخر، يأتي الانسحاب الاماراتي السوداني من العاصمة المؤقتة عدن والساحل الغربي وتسليم زمام الامور الى قوات طارق صالح والقوات السعودية من الاحداث التي جعلت المتابع الحصيف يدرك اقتراب موعد الحل السياسي في اليمن، أو بدء استراتيجية جديدة غير معلنة. ويذهب خبراء أن التقارب الايراني مع الامارات والسعودية يؤثر بشكل بارز في الاحداث على الساحة اليمنية؛ من باب كف الاذى الايراني عن اليمن عبر لجم أذرعها التي تحاول زرعهم في خاصرة السعودية. وكان الصراع المسلح الذي شهدته محافظة البيضاء بين التنظيمات الارهابية "داعش" و "القاعدة" والذي خلفت عشرات القتلى والجرحى، من أبرز الاحداث السياسية على الساحة اليمنية التي أدت الى تراجع نشاط الارهاب في جنوب الجزيرة العربية. وتؤكد الاحداث السياسية في اليمن، مضي الحكومة اليمنية في ترسيخ مشروع الاقاليم الذي تمخض عنها مؤتمر الحوار الوطني الشامل؛ تجسد ذلك من خلال اعلان رئيس الجمهورية عن المحافظة على حضرموت اقليم موحد الى جانب اقليم سبأ وعدن.
