في خضم واقعٍ أنهكته الضغائن و الصراعات والموت ؛ تبحث جاهداً عن مساحة مُثلى للحياة تمتثل فيها الظروف لما أمكن من طموحاتك وأحلامك وأمانيك ، فتصطدم بحقيقة أنك وما تحمل : خارج نطاق الممكن والمتاح حتى وانت تعيش في مدينةٍ أدمنت السلام عشقا وشبّت كثيرا عن طوق المراهنات والمغامرات ! نكره الحديث عن المناطقية حدٍّ التقزز والإشمئزاز لكننا سنعتنقها ونفاخر ونحتفي حين يصبح الحديث عنها عنوانا بارزا للذبّ عن القيم والأعراف ومنصّة قويمة لإطلاق رفضنا القاطع في وجه أولئك القادمين من أدغال التخلف وكهوف العار والفضيحة والشنار .. ! قبل عام بالتمام والكمال اقترف بعض المسخ جريرتهم في حق قرية آمنة مسالمة في حبيش قوام ساكنيها من النساء والشيوخ والأطفال حيث رجال الرجال من ابنائها يجوبون هذا الوطن بحثاً عن لقمة عيش كريمة بعرقٍ يتصفد عزة وكرامةً وإباء... ويومنا هذا قام بعض الساقطين رجولة من مجاميع مسلحة قدموا من "بني حشيش" بمهاجمة مديرية بعدان وتحديدًا منطقة ريمان لاشباع ساديتهم في التوحش والغطرسة وقلة الأدب .. هؤلاء المحسوبين على الآدمية تجاوزا ، شعث النوايا ، غبر الضمائر شلّت اياديهم وما يضمرون ، هم الخارجون دومًا على الدولة والقانون ونحن الداخلون والمرابطون ، هم الغانمون ونحن الغارمون، هم "النخيط والعنجهية و العفاطة " ونحن الحضور الفاره بالوقار والإتزان ، هم الهمجية .. والحرب الآسنة الهشّة يوقدون جحيمها ويدبرون ، ونحن الحب والحرب معا نضع موازين هذا الوطن القسط ونقطع دابر كل قاسط وساقط ، هم الدولة الفيد ؛ جيوبها المتسخة بالنهب والعمالة والارتزاق ، ونحن الوطن ، وطن الحقول والأسنّة ، وطن الرجال . لا بد لهذا الزحف البكتيري والشره المستشري للعنف أن يتوقف وعلى القانون ممثلا بأهله ردع كل هؤلاء الغوغاء حتى لا ينفرط عقد التلاحم الداخلي ويمرق سهم العدوان من خلاله والله المستعان!
