ضبط 10 أطنان من المخدرات داخل مخازن المنطقة العسكرية الأولى بوادي حضرموت    نافذ حوثي يشرع بحفر بئر ارتوازي مخالفة ويهدد مياه 6 قرى في ريف إب    قرعة سهلة لريال مدريد وبرشلونة بكأس الملك    صنعاء تستضيف بطولة الجمهورية للمصارعة تحت 17 عامًا    اجتماع موسع بصنعاء لتعزيز التنسيق في حماية المدن التاريخية    رشاد العليمي يفشل في انتزاع إدانة "الرباعية الدولية" للإنتقالي وسحب القوات الجنوبية    إجراءات حكومية جادة لتحسين الاقتصاد الوطني    شراكة موسعة بين الصحة ومكافحة الفساد لحماية الوظيفة العامة    "ابوك جاسوس".. حكاية إذلال علني لطالب في محافظة عمران    إتلاف 260 لغماً من مخلفات العدوان في الحديدة    الأرصاد: طقس شديد البرودة إلى بارد نسبيًا وبحر مضطرب جنوب الساحل الغربي    عضو هيئة رئاسة الانتقالي باعوم يلتقي مدير شركة النفط فرع وادي حضرموت    المحرمي يلتقي رئيس هيئة الأراضي ويطلع على خطط تطوير الأداء ومكافحة التعديات    الكثيري يطلع على أوضاع مؤسسة كهرباء وادي حضرموت    جرحى المرتزقة بتعز يغلقون مكاتب حيوية احتجاجاً على الإهمال والتجاهل    أستاذ قانون دولي: يتهم المخلافي بالجهل الدستوري وسوء فهم الانقلاب والانفصال    من برلمان اليمن إلى كفاح الغربة    حمى الإستقطاب    نسائية همدان تنظم فعاليات بذكرى الزهراء وتجدد موقفها المناصر لفلسطين    تعز الجديدة.. نموذج يتحدى الإخوان والسعودية والإمارات ويفضح أجنداتهما    الشيخ الجفري: قيادة الجنوب تتحمل مسؤوليتها التاريخية بثبات وحكمة    الصين تؤكد هيمنتها على الصادرات بفائض تجاري يتجاوز تريليون دولار    أزمة غاز خانقة تشلّ الحركة داخل عدن المحتلة    مباريات حاسمة في ابطال أوروبا    60 مليون طن ركام في غزة بينها 4 ملايين طن نفايات خطرة جراء حرب الإبادة    سر اهتمام واشنطن المسبق بحضرموت والمهرة    مصرع واصابة 32 مهاجرا في حادث غرق قبالة جزيرة كريت اليونانية    ماذا يحدثُ في المُحافظاتِ الجنوبيَّةِ والشَّرقيةِ اليمنيَّةِ الواقعةِ تحتَ الاحتلالِ السُّعوديِّ ومَشيخةِ الإماراتِ؟    كيف يوظف الاحتلال السعودي الإماراتي صراع الأدوات؟    منع دخول "درع الوطن" لعدن مع تصنيفها "إرهابية"    بوادر أزمة غاز في عدد من المحافظات.. ومصدر يحذر من توسعها    انضمام أربعة من نواب "الشرعية" إلى الكتلة البرلمانية للمقاومة الوطنية    مليشيا الحوثي تحتكر المساعدات وتمنع المبادرات المجتمعية في ذروة المجاعة    اكتشاف أكبر موقع لآثار أقدام الديناصورات في العالم    إتلاف 8 أطنان أدوية مخالفة ومنتهية الصلاحية في رداع    محافظ عدن يصدر قراراً بتكليف أرسلان السقاف مديراً عاماً لمكتب الشؤون الاجتماعية والعمل    حضرموت.. المدرسة الوسطية التي شكلت قادة وأدباء وملوكًا وعلماءً عالميين    حين يضحك النهار    النفط عند أعلى مستوى له في أسبوعين مدعوما بخفض الفائدة الأمريكية    اللجنة الوطنية للمرأة تنظم مؤتمرًا وطنيًا في ذكرى ميلاد الزهراء    استئناف الرحلات الجوية في مطار عدن الدولي    شبوة.. تتويج الفائزين في منافسات مهرجان محمد بن زايد للهجن 2025    وفاة 7 صيادين يمنيين إثر انقلاب قارب في البحر الأحمر    صنعاء.. تمديد العمل بالبطاقة الشخصية منتهية الصلاحية    الأرصاد: صقيع خفيف على أجزاء من المرتفعات وطقس بارد إلى شديد البرودة    المثقفون ولعنة التاريخ..!!    المنتخب الأولمبي يخسر أمام الإمارات في بطولة كأس الخليج    بدء الدورة التدريبية الثالثة لمسؤولي التقيظ الدوائي في شركات الأدوية    في ذكرى ميلاد الزهراء.. "النفط والمعادن" تحيي اليوم العالمي للمرأة المسلمة وتكرم الموظفات    ضرب الخرافة بتوصيف علمي دقيق    ميسي يقود إنتر ميامي للتتويج بلقب كأس الدوري الأمريكي    عاجل: وزير ومستشار لرشاد العليمي يدعو لتشكيل حكومة يمنية مصغرة في مأرب    عاجل: القوات الجنوبية تحكم قبضتها على سيحوت وقشن وتدفع بتعزيزات كبيرة نحو حصوين في المهرة    الأردن يتخطى الكويت ويضمن التأهل للدور الثاني من كأس العرب    السعودية تهزم جزر القمر بثلاثية وتتأهل لربع نهائي كأس العرب    إب.. تحذيرات من انتشار الأوبئة جراء طفح مياه الصرف الصحي وسط الأحياء السكنية    رسائل إلى المجتمع    في وداع مهندس التدبّر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عن الحدائق... عبد العزيز المقالح

قرأت ذات مرة أن الحدائق في الولايات المتحدة الأمريكية تزيد عن عشرات الآلاف، وهي حدائق بالمفهوم الأوسع للحدائق، وليست كما نسمي نحن الرقع الصغيرة التي تلحق ببعض المنازل. وما يحدث في الولايات المتحدة يحدث في غيرها من الشعوب المتقدمة التي تحرص على المتنفسات، وتحافظ على نقاء البيئة. إن التقدم في بلد ما ترافقه مسؤوليات نابعة من حرص المسؤولين والمؤسسات على إيجاد مساحات واسعة يجد فيها المواطن متنفساً في حياته اليومية.
ومن اللافت للانتباه أن مجالات التقدم لا تقف عند مجال واحد بل تتعدى إلى أكثر من مستوى ثقافي وجمالي. وما يؤسف له أن المسؤولين في أي بلد من بلداننا المتخلفة هم الذين يلاحقون كل رقعة ليقيموا عليها المزيد من المباني المشوهة، ولا يرتفع صوت لا في صحيفة ولا في وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي ضد هذا، وكأنما ما يحدث هو الأمر الطبيعي. ولذلك تضيق المدن بساكنيها، وكل ما زاد عدد السكان زادت الإغارة على المتنفسات المسماة بالحدائق والبساتين.
ولم تتوقف هذه الإغارة الشنيعة على المدن فحسب، بل تعدتها إلى القرى والأرياف، حيث يتواصل الزحف اللامدني واللاجمالي على المساحات والأراضي التي كانت تشكل أما حقول زراعية أو امتدادات جمالية تجعل بعضاً من سكان المدن يهربون إليها لاستنشاق ما تبقى من هواء نقي ومساحات خضراء. وكل من تتاح له فرصة زيارة الولايات المتحدة، أو بعض أقطار أوروبا، يكتشف هذه الحقيقة ويأسف لحالات شعوبنا وما يتعرض له مواطنونا من ضغوط نفسية واجتماعية. وفي إحدى زياراتي لسويسرا، وجدت هذا البلد أشبه ما يكون بحديقة واسعة يحتل المعمار فيه أقل مساحة.
ولا أدري متى سوف نتعلم من أصدقائنا القريبين والبعيدين، ونشعر أن المواطن أمانة في أعناق المسؤولين على ما تبقى من مواطن الجمال. ومن يتابع ما ورد في هذه الإشارات على الواقع يدرك بوضوح أننا نتجه نحو التخلف بكل معانيه، وكأن هناك حرباً شعواء تقوم بين أولئك المسؤولين والمساحات التي كانت تشكل مجالاً روحياً وجمالياً.
وبالرغم مما يقال من أن الكلام -في هذا المجال وغيره- صار بلا جدوى، فإن على المهتمين بهذه القضايا أن لا يخامرهم شك في أنه ما تزال للكلمة دورها وأثرها، وهذا ما يدفعنا باستمرار إلى مناقشة مثل هذه القضايا، وكيفية التغلب عليها قبل أن نصل إلى منطقة العجز عن التحدي والمواجهة.
إن حديقة واحدة في مدينة من مدننا المشوهة والخالية من أي أثر للجمال، سوف تعكس نفسها على الواقع المتردي وتعمل تدريجيا على إنعاش الاهتمام المفقود بالحدائق وأهميتها في غرس معاني الشعور بالرقي والتحضر.
ولا أنسى ما كنتُ قد كتبتُ عنه بمرارة، وهو يتعلق بمذبحة الأشجار بشارع حدة في صنعاء، وكيف أصبح الشارع عرياناً إلاَّ من الغبار. ويبدو أن بعض المسؤولين المعنيين أخيراً قد أبدى قدراً من الاهتمام بهذا الشارع وغيره، وأدرك الأثر الذي يترتب على مثل ذلك الاهتمام، وأن يفتح المواطن عينيه صباح كل يوم على رؤية حديقة أو مجموعة أشجار، وأن يأخذ طريقه إلى الشوارع الرئيسية. وكأننا بذلك بدأنا نتعلم وندرك حقائق الجمال، وما يبعثه من مشاعر البهجة في النفوس ويعيد إليها الأمل والانشراح. هكذا يقول علماء النفس، وهذا ما تؤكده حقائق الحياة، كما سبقت الإشارة إلى ذلك في هذا الموضوع وموضوعات أخرى أكثر من مرة.
من صفحته بالفيس بوك


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.