اعادة المليشيا الحوثية السلطة إلى دعاة الولاية في اليمن بعد أن ازاحتهم ثورة 26 سبتمبر 1962م لصالح رجالات الجيش وزعماء القبائل أو كما يطلق عليهم في اليمن مشائخ القبائل والذين تقاسموا السلطة حتى ترنح النظام الجمهوري مع انتفاضة الربيع العربي عام 2011م ضد نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح . وقال أحد مدرسين العلوم السياسية في جامعة صنعاء "للمشهد اليمني" أن انتفاضة الربيع العربي تسببت في تقهقر النظام الجمهوري اليمني بعد أن استدعاء أركان النظام " رجال المشايخ وضباط الجيش " الحوثيين نكاية ببعضهما البعض وتمثلت ذلك في استدعاء بعض رجال المشايخ للمليشيا الحوثية للتظاهر ضد النظام والذين يعدون جزء منه عام 2011م وتمت مهاجمة وحدات الجيش اليمني - الحرس الجمهوري - من قبل مشائخ قبائل محسوبين على النظام واتهام هذه الوحدات بتبعيتها للنظام العائلي في شمال صنعاء . لقد كان انقسام وتناحر أكبر حزبين سياسيين " المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للاصلاح "في اليمن أبان انتفاضة الربع العربي بمثابة رصاصة الرحمة على النظام السياسي اليمني والذي كانت تتربص به المليشيا الغوغائية في الشمال والجنوب والمتمثلة في الحوثيين والحركات الانفصالية ومنها المجلس ألانتقالي وجميعهن مرتبطات بالنظام الإيراني والذي كان يلهث منذ ثمانينات القرن الماضي لزرع مليشيات تمكنها من الإطاحة بالنظام اليمني وغرس سمومها في خاصرة المملكة العربية السعودية لإضعافها للهدف نفسه والذي تسعى إليه القومية الفارسية للإطاحة بالأنظمة العربية والتي توحدت وهزمت النظام الإيراني لمدة عقد من الزمان خلال حقبة الثمانينات . استغلت المليشيات اليمنية المظهر الفارسية الجوهر حالة العداء بين رجال المشايخ وضباط الجيش من خلال عناصر شيعية داخل النظام اليمني وتمكنت من ربط علاقة مباشرة بين الرجل الأول في النظام اليمني علي عبد الله صالح وبين زعيم المليشيا عبد الملك الحوثي مع حلول عام 2014م أعقب ذلك تسهيل بعض ضباط الجيش فتم تسليم الحوثيين معسكرات تابعة للجيش وخاصة القوات التابعة للحرس الجمهوري بعد أن اوهموا صالح بأنهم سوف ينالوا ممن تسببوا في خروجه من السلطة وهو مأتم بالفعل لقد اقتحمت المليشيا وفجرت منازل مشائخ حزب الإصلاح بل وحتى مثقفي الحزب بما فيهم الصحفيين المحسوبين عليه . تعرض رجال المشايخ في اليمن لحرب شرسة وتم تفجير منازلهم وجرجرتهم في سجون المليشيا الحوثية ووضعهم تحت الإقامة الجبرية إيمانا من المليشيا بأن هؤلاء هم من يمثلون عائقا في وصولهم إلى السلطة وهم من شاركوا الحرب ضد القوى الأمامية خلال ثورة 26 سبتمبر وخلال الحروب الستة ضد المليشيا الحوثية . لقد أزاحت المليشيا الحوثية مشائخ القبائل فتم تصفيتهم حتى ممن شاركوا في الوقوف مع المليشيا فتم سحلهم وقتلهم . يعمل الحوثيون على تفتيت النسيج الإجتماعي في اليمن وضرب القبائل اليمنية كلً على حِدا لأنه يعلم أن إتحاد القبائل لمواجهته في وقت واحد سيجعله يقف عاجز عن المواجهة . هذا ومازالت المليشيا تخوض حربا شرسة ضد رجال القبائل في محافظة البيضاء للنيل من رجال المشايخ في هذه المحافظة وذلك من خلال اقتحام منزل الشيخ ياسر العواضي وتفجيرة لارسال رسالة إلى أبناء القبائل - يشكلون 78% - أنهم الأقوى لدعم المليشيا في حروبها والتي يدفع ضريبتها الباهظة أبناء القبائل ورسالة من ناحية أخرى أنهم قادرين على ضرب أي قوى معارضة لهم . وتعتمد المليشيا الحوثية على ضرب رجال المشايخ لتشتيت قوى رجال القبائل وجعل القبيلة تابعة لهم بعد أن تخلصت من القيادات القادرة على تحريك رجال القبائل في إطار إستراتيجية للعودة إلى السلطة والثروة باعتبارها حق منزل من السماء .