نشرت صحف مصرية خبرا، استندت فيه إلى ما قالت إنها تقارير أمريكية تحدثت عن اتفاق روسي أمريكي على إخراج القوات التركية والفصائل الحليفة لها من ليبيا. وعنونت تلك الصحف خبرها الذي وصفته بأنه عاجل وادعت أنه لأول مرة "ترمب وبوتين يتفقان على طرد أردوغان من ليبيا". وبحسب متابعة فريق مرصد تفنيد الأكاذيب بوكالة الأناضول للأنباء، كانت صحيفة الموجز المصرية المعروفة بموقفها المؤيد للنظام المصري الحالي، هي أول من نشرت الخبر المُختلق لتتداوله بعد ذلك حسابات عدة على مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع إخبارية وصحف أخرى، معظمها مصرية. وقالت صحيفة الموجز في تفاصيل الخبر إن تقارير أمريكية قالت إن الرئيسين الأمريكي دونالد ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، اتفقا على طرد ميليشيات تركيا من ليبيا. وكشفت التقارير أنه لأول مرة يتفق الزعيمان على التوحد من أجل وقف تدخلات الرئيس التركي رجب أردوغان في ليبيا. وتناقلت حسابات مصرية على موقع تويتر الخبر الذي حظي بتفاعل محدود بنفس صياغة عنوان خبر الصحيفة المصرية. وكذلك نقلته حسابات وصفحات على موقع الفيسبوك، منها صفحة جريدة القرار الدولي للجميع، وهي مصرية أيضا. ومن خلال متابعة فريق المرصد مواقع إخبارية عربية وأجنبية، والمواقع الرسمية للإدارة الأمريكية والحكومة الروسية، لم يجد الفريق أي إشارة من قريب أو من بعيد إلى هذا الخبر تصريحا أو تلميحا من مسؤول أمريكي أو روسي. بل وحتى الصحف لم تتطرق إلى أمر كهذا يتعلق برغبة روسية أمريكية على أي صعيد كان لإخراج القوات التركية من ليبيا، وهي قوات من خبراء ومستشارين عسكريين وحدت بموجب اتفاقية أمنية بين الحكومة التركية والحكومة الليبية الشرعية المعترف بها من الأممالمتحدة. ومن خلال متابعة الفريق فإن آخر اتصال جرى بين الرئيسين الأمريكي والروسي كان في 23 يوليو/تموز الماضي وتحدثت عنه وسائل الإعلام الروسية والأمريكية. ونقلت وسائل إعلام روسية بيانا عن الحكومة الروسية أن الرئيسين ناقشا عبر اتصال هاتفي قضايا تتعلق بالاستقرار الاستراتيجي والحد من التسلح، وفق بيان المكتب الصحفي للكرملين الذي جاء فيه أنهما ناقشا موضوع معاهدة خفض الأسلحة الهجومية الاستراتيجية والحد منها، وتطوير التعاون التجاري والاقتصادي الروسي الأمريكي. كما تم تقييم التعاون في مكافحة انتشار عدوى فيروس كورونا المستجد بشكل إيجابي. أما البيت الأبيض فأصدر بيانا قال فيه إن دونالد ترمب أبلغ بوتين أنه يرغب في تجنب سباق تسلح مكلف مع روسياوالصين، ويأمل في حدوث تقدم على صعيد مفاوضات الحد من الأسلحة. وأنه جدد التأكيد على أمله في تفادي سباق تسلح ثلاثي مكلف بين الصينوروسيا والولايات المتحدة، كما عبر عن تطلعه إلى حدوث تقدم بخصوص المفاوضات القادمة في فيينا بشأن الحد من الأسلحة. وأضاف أن الزعيمين بحثا كيفية التغلب على جائحة فيروس كورونا مع مواصلة إعادة فتح الاقتصادات العالمية. وبحسب المرصد لم يتطرق الرئيسان إلى أي مما يتعلق بالملف الليبي أو أي قضية أخرى تخص منطقة الشرق الأوسط.