على الرغم من الانهيار المتسارع للريال اليمني وتدهور الأوضاع الاقتصادية في عموم المحافظات اليمنية، الا أن العاصمة المؤقتة عدن ومحافظتي لحج وحضرموت، شهدت احتجاجات غاضبة برعاية ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي، مقابل صمت مخزي ومريب في العاصمة صنعاءوالمحافظات الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي التي تحكم قبضتها الحديدية في ظل أوضاع متردية وسخط شعبي مسكون باللحظة الحاسمة للخلاص. وفي السياق، نفذ العشرات من منتسبي وزارة الداخلية، بالعاصمة المؤقتة عدن، اليوم الأحد، وقفة احتجاجية، للمطالبة بصرف رواتبهم المنقطعة منذ ستة أشهر. وطالب المحتجون، في الوقفة التي نفذت أمام مبنى البنك المركزي في المدينة، بسرعة صرف رواتبهم المتوقفة منذ ستة أشهر، لتعينهم في مواجهة الأوضاع المعيشية المتدهورة. وتأتي الوقفة، بعد صرف البنك المركزي، الشهر الماضي لرواتب منتسبي وحدات الجيش التابعة للمنطقة العسكرية الرابعة. وناشد المحتجون، محافظ محافظة عدن، أحمد حامد لملس، ونائب محافظ البنك، شكيب حبيشي، بمساواتهم مع أفراد الجيش. وفي ذات السياق، واصل العشرات من أهالي مدينة الحوطة، عاصمة محافظة لحج، اليوم، احتجاجاتهم الغاضبة لليوم الرابع على التوالي، على خلفية انهيار العملة وتدهور الأوضاع الاقتصادية. وأحرق المحتجون الإطارات داخل سوق مدينة الحوطة، وقطعوا الطريق المؤدي إلى السوق، إضافة إلى إغلاق العديد من الطرقات العامة. وتسببت الاحتجاجات الغاضبة، في إغلاق عشرات المحال التجارية، فيما البعض منها أعلن الإضراب العام، نتيجة التدهور الاقتصادي وارتفاع الأسعار، وسط صمت الحكومة وعدم تدخلاتها في كبح ارتفاع الأسعار ووقف انهيار العملة المحلية. وذكرت مصادر محلية، أن قوات أمنية تدخلت عقب إغلاق الطرقات وإحراق الإطارات، وقامت بفتح الطرقات المغلقة أمام حركة المرور وسط المدينة. كما نفذ العشرات من موظفي وعمال شركة النفط اليمنية في عدن، وقفة احتجاجية، اليوم، أمام مبنى المحكمة الاستئنافية التجارية، للمطالبة بسرعة البت في قضية منشأة “كالتكس” النفطية المملوكة للشركة. وطالب المحتجون، من المحكمة إصدار قرار ببطلان حكم التحكيم، كونه غير قانوني ومخالفاً للأنظمة والقوانين، باعتبار أن منشأة “كالتكس” تابعة لشركة النفط اليمنية عدن حقاً وقانوناً. وأكد رئيس نقابات عمال وموظفي شركة النفط، عبد الله قائد الهويدي، في تصريح لوسائل الإعلام، أن الوقفة الاحتجاجية تأتي تواصلاً لوقفات سابقة، وتأكيداً على إصرار نقابة وموظفي شركة النفط على استعادة منشأة “كالتكس” للتموين البحري، باعتبارها واحدة من أصول وممتلكات الشركة، ذات الأهمية والجدوى الاقتصادية الكبيرة، التي ترفد الشركة وخزينة الدولة. أما أمين عام النقابة، فدعا رئيس الجمهورية، ورئيس مجلس الوزراء ومحافظ عدن، بضرورة إعادة النظر في قضية منشأة “كالتكس” لتموين السفن، والتوجيه باستعادتها إلى شركة النفط لما تقتضيه المصلحة الوطنية. وشدد، على استمرار تنظيم الوقفات الاحتجاجية إلى حين عودة الحق إلى نصابه، واستعادة الشركة لمنشأة “كالتكس” للتموين البحري.
