خراتيت الايدلوجيا والقبيلة والدين يحبذون ويقدسون من يشحن وجدانهم بالكذب . هكذا يبدو الهجوم على حيدر العطاس هجوما على قيمة الصدق وهروبا من مواجهة الحقيقة .لم يقل العطاس سوى بعض الحقيقة لكنه يبقى أفضل من غيره الذين ماتوا وهم خائفون أو يعتبروا الحقيقة خيانة . يحسب للعطاس أنه أول جنوبي يقر أن الجيش الجنوبي لم يكن ليهزم في حرب صيف 1994 لو لم يكن جزء كبيرا منه لايرغب بالانفصال وهاهو يتحدث اليوم عن حقيقة تفجير طائرة الدبلوماسيين والصراع الصيني الروسي (في ج ي دش ) وإضفاء الطابع المناطقي على الجيش الجنوبي . ولو كان علي عنتر حيا لكان أكثر شجاعة من هؤلاء الذين يهاجمون العطاس .فخلال فترة إقالته من منصبه بقي عنتر يدير مؤسسة الجيش لان معظم منتسبيها من الضالع وردفان .وهذه حقيقة يعترف بها بعض الذين كانوا في صف علي عنتر وفتاح . لايمكن لهذا اليمن التعيس أن يغادر مستنقع صراعاته إذا مابقيت نخبه السياسية والثقافية تباري أئمة المنابر في التضليل والكذب وإذا ماكانت هناك ضرورة لعقوبة الإعدام فينبغي أن تكون لمن يكذب وليس لمن يرتد فالردة شخصية أما الكذب فيصيب المجتمع في مقتل . تحية للعطاس ولكل من يمتلك ذرة شفافية وصدق .