عن الصحفي "يونس عبدالسلام" الذي أخفته مليشيا الحوثي عن الأنظار: لم تنافسهم على شيء ، جنوباً وشمالاً ولا طموح لديك لمزاحمتهم فوق جثة البلاد هذا كل ما في الأمر ، شاب مُتْعب أثقلت روحه سنوات الموت المتمدد في الأرجاء شاب منهك بالأسى ، تتزاحم في جنباته أحلام مؤجلة ، وحواجز تمتد من باب الرأس إلى باب البيت إلى مدن من حطام. إنها البلد الزنزانة يا يونس في عدن نتعوك من الباص ، ولم يمهلوك الوصول وفِي صنعاء التقطوك من فراغك في مدينة لا تملك فيها إلا أنفاسك. لا موطيء قدم لك يا يونس حتى تعبك ضاقوا به ووضعوه في قفص الإتهام هنا وهناك ، تختلف العناوين ، لكن الزنازن واحدة تتناقض المسميات ، وتلتقي فوهاتها في وجه شاب يمني أعزل ، لا يملك غير إلتماع الحلم في عينيه ، وتعبه الممتد حد الجنون ماذا يفعل شاب أعزل ممتليء بالأسى في زحمة أمراء الحرب وكانتونات الزمن الأغبر. أين يذهب يونس عبدالسلام بعمره ، تعبه ، وجنونه ، في بلاد تحاكمه على فراغه وإنسداد أفقه، جوعه ، عزلته ، وعلى إحساسه بالوحشة في زمن الموت إنها نبوءة عبدالكريم الرازحي يا يونس نبوءة خطها قبل سنوات تكاد تكون بعمرك الآن نبوءة الرازحي هي يونس لكأنك أنت " الولد الخرافي " الذي كتب فصلاٌ من سيرته، كلما خطرت صورتك يا يونس في بالي تقفز قصيدة الرازحي ، و" فصل من سيرة الولد الخرافي " : ( سيكونُ هناكَ : براميلٌ ، وسلاطينٌ ، وكراتينٌ أُمراءٌ ، وشيوخٌ ، وزعاماتٌ عاهاتٌ دولٌ وإماراتٌ، حاراتٌ من برميلٍ تنشأُ سَلْطَنَةٌ من آخر تطلعُ مشيَخةٌ تسطعُ تطفحُ مزبلةٌ والكلُّ زعيمُ ولكلٍ برميلٌ سوفَ يكونُ كلُّ يبحثُ عن برميلٍ ينظمُّ إليهِ عن مِخْلاَفٍ يسطو عليهِ عن سلطانٍ كرتونٍ عن شيخٍ يبحثُ عن" قُبْعٍ" عن نِصفِ إمَامٍ عن رُبْعٍ عن وطنٍ تبحثُ انتَ البحثُ عقيمُ ملعوناً سوف تكونُ ومنبوذاً إبليساً يُطرَدُ من عدنٍ شيطاناً تُرْجَمُ في صنعاءَ في صعدةَ انتَ رجيمُ )