كنت أبحث أمس في مسألة نحوية، ورجعت إلى عدة مراجع، فأحالني بعضها على الكواكب الدرية شرح متممة الآجرومية، للأهدل. فقرأت مقدمة الكتاب، فإذا مما فيها أن الصلاة على "الآل" حقٌ لهم سواء كانوا صالحين أو غير صالحين، طبعًا بعد تنصيصه على أن الآل هم بنو هاشم! على طريقته هذه فإنها حق لهم حتى لو كانوا كفارًا! طبعًا في نهاية كلامه شنّع على مَن يترك الصلاة على الآل، وأنه "ترك فضيلة عظيمة وسُنة جسيمة" بحسب زعمه. لا يخفاكم: أن الآل هم الأتباع. وأن الصلاة عليهم بمعنى الدعاء لهم. وأن القرآن لم ينص إلا على الصلاة على النبي الكريم. وأن دعوى أن الصلاة حق للسلالة حتى لو كانوا فجرة دعوى هدامة للدين بكليته، إذ لا مانع من دخول كفارهم في ذلك. ولا يخفاكم أن هذه الترهات والمزاعم كلها يرجع سببها الرئيس إلى محنة السمن والبيض وحب التسلط على الناس وأكل اموالهم وحكم رقابهم، أما الإسلام والقرآن والسُنة فبراء من ذلك.