أمانة الانتقالي ثمن دور الحزام الأمني في حفظ الاستقرار    الرئيس الزُبيدي في الأمم المتحدة.. الجنوب حاضر بصوته وقضية شعبه    الديوان الملكي السعودي : وفاة المفتي العام للمملكة ورئيس هيئة كبار العلماء عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ    أمن العاصمة عدن يضبط متهمًا بسرقة 100 جرام ذهب بالمنصورة    نائب وزير المياه يبحث ترتيبات إحياء يوم اللغة المهرية    في مهرجان خطابي وفني.. إصلاح الحديدة يؤكد أن تحرير المحافظة مفتاح لانتصار الجمهورية    ديمبيلي ثالث مسلم يتوج بالكرة الذهبية وحضور لافت للاعبين مسلمين بالقائمة    الذهب عند ذروته: ارتفاع قياسي في الأسعار    نصائح من كاتب محب لوطنه    تعرف على هوية الفائز بجائزة الكرة الذهبية 2025    يامال وفيكي يتوجان بجائزة «كوبا».. ودوناروما الحارس الأفضل    ديمبيلي.. المهرج الأنيق يتوج بالكرة الذهبية    بعد 14 عاما.. مارسيليا يُسقِط باريس في ال«فيلودروم»    الإمارات تدعو مجددًا مجلس الأمن لتحمل مسؤولياته لردع إسرائيل    مقتل 24 شخصا بانفجارات في باكستان    احترام القانون اساس الأمن والاستقرار ..الاجراءات تجاه ماموري الضبط القضائي انموذجا    الرئيس الزُبيدي يلتقي رئيس اللجنة الدولية للإنقاذ ويشيد بجهودها الإغاثية والتنموية في بلادنا    قوات الإصلاح في تعز تحمي قتلة "افتهان المشهري"    المقالح: الولاية هلاك متعمد لسلطتكم    عبقرية "سورج" مع برشلونة جعلته اقوي جهاز فني في أوروبا..!    الدوري الايطالي: نابولي يواصل انطلاقته المثالية بانتصار مثير على بيزا    جدد موقف اليمن الثابت لنصرة فلسطين .. قائد الثورة: مسارنا الثوري مستمر في مواجهة الأعداء    في تقرير لها حول استهداف مقر صحيفتي " 26 سبتمبر " و" اليمن ".. لجنة حماية الصحفيين الدولية: "إسرائيل" تحولت إلى قاتل إقليمي للصحفيين    حين تُغتال الكلمة.. وداعاً عبدالعزيز الشيخ    تجارب سيادية لا تُنسى: ثروة الجنوب السمكية    غموض يكتنف اختفاء شاعر في صنعاء    في مهرجان شبابي كشفي شهدته العاصمة صنعاء احتفاءٍ بالعيد ال 11 لثورة 21 سبتمبر..    إلى أرواح أبنائي الشهيدين    رئيس مجلس القيادة يصل نيويورك للمشاركة في اجتماعات الأمم المتحدة    حين يُتّهم الجائع بأنه عميل: خبز حافي وتهم بالعمالة..!    ثورة ال 21 من سبتمبر .. تحول مفصلي في واقع القطاع الزراعي    منارة عدن المنسية.. إعادة ترميم الفندق واجب وطني    صحة بنجلادش : وفاة 12 شخصًا وإصابة 740 آخرين بحمى الضنك    التحويلات المالية للمغتربين ودورها في الاقتصاد    11 عاما على «نكبة» اليمن.. هل بدأت رحلة انهيار الحوثيين؟    وزارة الاقتصاد: توطين الصناعات حجر الزاوية لبناء الاقتصاد    القاتل الصامت يودي بحياة خمسة أطفال من أسرة واحدة في محافظة إب    لقاء تشاوري بين النيابة العامة وهيئة الأراضي لمناقشة قضايا أملاك الدولة بالوادي والصحراء    نائب وزير الإعلام والثقافة والسياحة ومدير صيرة يتفقدان أعمال تأهيل سينما أروى بصيرة    صحة البيئة بالمنصورة تشن حملة واسعة لسحب وإتلاف "شمة الحوت" من الأسواق    وفاة خمس نساء من أسرة واحدة غرقا في أبين    خبير طقس: اضطراب مداري يتجه تاثيره خلال الساعات القادمة نحو خليج عدن    عدن.. البنك المركزي يكشف عن استخدامات المنحة السعودية ومستقبل أسعار الصرف خلال الفترة القادمة    هبوط جماعي للأسهم الأوروبية!    اجتماع للجان الفنية لدمج وتحديث الهياكل التنظيمية لوحدات الخدمة برئاسة الحوالي    براءة العلويين من البيع والتنازل عن الجولان لإسرائيل    الراحلون دون وداع۔۔۔    السعودية تسرق لحن زامل يمني شهير "ما نبالي" في عيدها الوطني    التعايش الإنساني.. خيار البقاء    على خلفية إضراب عمّال النظافة وهطول الأمطار.. شوارع تعز تتحول إلى مستنقعات ومخاوف من تفشّي الأوبئة    على خلفية إضراب عمّال النظافة وهطول الأمطار.. شوارع تعز تتحول إلى مستنقعات ومخاوف من تفشّي الأوبئة    الكوليرا تفتك ب2500 شخصًا في السودان    موت يا حمار    العرب أمة بلا روح العروبة: صناعة الحاكم الغريب    خواطر سرية..( الحبر الأحمر )    في محراب النفس المترعة..    بدء أعمال المؤتمر الدولي الثالث للرسول الأعظم في صنعاء    العليمي وشرعية الأعمى في بيت من لحم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أربع قضايا مثارة
نشر في المشهد اليمني يوم 16 - 05 - 2022


• هناك أربع قضايا مثارة هي :
- من هو الكافر؟
- من هو المؤمن؟
- ماذا أخبر الله عن الكفار في الآخرة ؟
- ما علاقة المسلم بالكافر في الدنيا ؟
ولأهمية هذه القضايا لم يتركها الله- عز وجل- لنا لنجيب عليها؛
لأنا لو أجبنا عليها من أنفسنا لاختلفنا بحسب الأهواء والأفهام
إذًا لا يقبل في هذه القضايا إلا خبر الله تعالى:
• «القضية الأولى» : مسألة تحديد من المؤمن ومن الكافر :
فهذه قضى الله تعالى فيها بنفسه ولم يتركها لنا لنحكم بما نشاء، وإذا كان ذلك كذلك فمن هم اللذين حددهم الله بأنّهم مؤمنون ومنهم الذين حددهم الله بأنهم كفار ؟
#الجواب : الذين حددهم الله بأنّهم كفار :
- النوع الأول:- «مشركوا العرب الذين لم يتبعوا محمدًا -صلى الله عليه وسلم- وماتوا على ذلك».
وهؤلاء كفرهم الله مع أنّهم معترفون بوجوده وأنه خالق السموات والأرض {وَمَنْ كَفَرَ فَلَا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (23) نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلًا ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَى عَذَابٍ غَلِيظٍ (24) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ } [لقمان: 23 - 25]
{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ } [الزخرف: 87]
{أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ} [الزمر: 3]
فهؤلاء هم مشركوا العرب وقد كفرهم الله مع أنهم معترفون به وبوجوده وأنه خالق السموات والأرض، لكن عبدوا معه غيره من الآلهة بحجة ليقربونا إلى الله زلفى .
- النوع الثاني:- «الذين لا يؤمنون بشيء ممّا أمر الله بالإيمان به من اللادينيين والملاحدة».
قال تعالى:- {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا } [النساء: 136]
فأمر بالإيمان بالله ورسوله، والكتاب الذي أنزل على محمد والذي أنزل على من قبله، ثم كفر من لم يؤمن بشيء من ذلك، وقد ذكر الله أنهم اتخذوا الهوى إلها، وبين أنهم ينسبون حركة الحياة والموت إلى الدهر، قال تعالى:- {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (23) وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ} [الجاثية: 23، 24]
- النوع الثالث:- «أهل الكتاب الذي يؤمنون بما أنزل إليهم ولا يؤمنون بما أنزل على محمد».
قال تعال:- {وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ (89) بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (90) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا} [البقرة: 89 –
فكفرهم الله بسبب كفرهم بما جاء به محمد من الكتاب
وكفرهم؛ لأنهم فرقوا الإيمان فقالوا:- «نؤمن بما أنزل علينا ويكفرون بما وراءه»
ولذلك أمرهم الله في آية أخرى بالإيمان بالقرآن المنزّل على محمد -صلى الله عليه وسلم- فقال سبحانه:- {وَآمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ} [البقرة: 41]
فلمّا لم يؤمنوا كفرهم الله فقال:-
(يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وأنتم تشهدون)
وكفرهم بما سبق من الآية
وكفرهم مرات وكرات كثيرة منها:-
- (لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة).
- (لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم).
إذا تبيّن تحديد الكافر، فالقضية الثانية.
• «القضية الثانية»:- من هو المؤمن؟
#الجواب كذلك من عند الله
- أولًا : يقول الله:- {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} [البقرة: 285]
فبيّن لهم الإيمان مفصلًا وهو يشتمل في هذه الآية على
الإيمان بالله وكتبه وجميع رسله بلا تفريق بينهم، وبملائكته، ثم ختمها بقولهم سمعنا وأطعنا، وهذا معناه الإتباع، ثم ختمها بالإيمان بأن المصير إليه وهو الايمان بالآخرة..
فهذا إيمان الرسول ومن آمن معه من الصحابة، وهو الذي أمر الله أن يؤمن به أهل الكتاب وغيرهم فقال سبحانه:- (فإن أمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق)
وقال قبلها:- {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136) فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ} [البقرة: 136، 137])
وأمر رسوله أن يقول ذلك {قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (84) وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: 84، 85]
فبيّن أن هذا هو الايمان وهذا هو الإسلام ولن يقبل دين غيره.
• سؤال:-
- من قال هو مؤمن ولم يؤمن بقلبه فهل ينفعه؟
#الجواب:- لا ينفعه بشيء، بل كفره الله -تعالى- وذكر ذلك في كتابه عن المنافقين وبيّن أن هذا لا ينفعهم قال سبحانه:-
{إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (1) اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (2) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ } [المنافقون: 1 - 3]
• سؤال :-
هل من فرّق بين الله ورسله في الإيمان يكون مؤمنًا؟
#الجواب:- لا فهذا النوع خاصة أخبر الله أنه الكافر حقا فقال:-
{إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا (150) أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (151) وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُولَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: 150 - 152]
• فمن قال الكل مسلمون أو مؤمنون فقد كذّب كلام الله أو جهله؛ لأن الله كفرهم بالنص.
• «القضية الثالثة»:- ما حكم غير المسلمين في الآخرة؟
#الجواب:-
تصحيح السؤال: ماذا أخبر الله عن الكافرين يوم القيامة؛ لأن المسلم لا يدخل أحدًا النار ولا الجنة، بل يؤمن بخبر الله -تعالى- فمن ناقض خبر الله -عز وجل-
نقول له:- نؤمن بما أخبر الله أو بما أخبرتنا أنت؟!
فإن أراد أن نترك خبر الله إلى خبره فهو مجنون خرج عن الموضوع؛ لأن قضية السؤال ماذا أخبر الله عن الكفار يوم القيامة، وليس قضيته ماذا أخبرت أنت أو فلان ... هذا شأنك وليس لأهل الإسلام معكم كلام ولا تصديق.
إذًا ماذا أخبر الله -تعالى- عن الكفار يوم القيامة {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (161) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ} [البقرة: 161، 162]
- {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} [المائدة: 72]
- {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ
الْعَالَمِينَ (16) } [الحشر: 16] {فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ } [الحشر: 17]
- {وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ (68)} [التوبة: 68]
- {إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا (64) خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (65) يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا } [الأحزاب: 64 - 66]
إذًا هذه الثلاث القضايا ليست بأيدينا بل هي بإخبار الله وحكمه.
• سؤال:- ماذا تقول في قول الله تعالى:- {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ } [المائدة: 69]
#الجواب:-
من عرف اللغة العربية عرف الآية
- أولًا:- هذا شرط والشرط إذا إنعدم إنعدم المشروط، فالله يشرط أن من أمن من هؤلاء فله كذا، فهل تحقق الشرط؟
ولم يحكم لهم بالإيمان ولا حكم لهم بالنجاة بدون الشرط.
ثانيًا: سمّى الله في الآية أتباع محمد المؤمنين وبدأ بهم، وسمّى الله غيرهم بنعوتهم وهي:- «اليهود والنصارى والصابئين» ولم يثبت الله إيمانهم.
ثالثًا:- الشرط هنا الإيمان بالله واليوم الآخر، وأنت فهمت الآية هكذا، من آمن بالله واليوم الآخر ولو كفر بما أنزل أو كفر برسله أو ببعضهم فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون!!
فهل فهمت من منطوق الآية ومنصوصها أو آية غيرها أن من كفر برسل الله أو بكتبه أو ببعضها يكون مؤمنًا بالله؟
#الجواب:- لا، لأن النص في الآية لم يقل ذلك، أما في غيرها فقد صرح الله بأنّه الكافر حقا
{إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا (150) أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (151) وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُولَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: 150 - 152]
إذًا فيكون معنى الأيمان في الآية السابقة هو هذا حيث أطلق.
• «القضية الرابعة»:- كيف يتعامل المؤمنون مع الكافرين في الحياة؟
#الجواب:-
بيّن الله أن العلاقة بين المسلم وغيره من أمم الأرض هي علاقة سلم وعدل ورحمة وحكمة، ودعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، وعلاقة بر وتعارف بين شعوب الأرض (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ويخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم ).
فهذه العلاقات بينها الله في كتابه، وكل واحدة عليها دليل من القرآن ومن السنن بيناه في المقدمة في فقه العصر في فقه الدولة وبين الله علاقة استثنائية هي القتال أو الحرب، وهذه بين لها اثني عشر سببا في كتابه أستوفيتها في فقه الجهاد في المقدمة في فقه العصر فمنها:- (وقاتلوا في سبيل الله الذي يقاتلونكم ولا تعتدوا).
فالحاصل أن القول بأن غير المسلم كافر لا يقتضي ظلمًا ولا هضمًا ولا عدوانًا عليه ولا قتالا له ولا مقاطعة له، بل دين الإسلام دين الرحمة والعدل والإحسان للعالم..
وهو دين لا يعتدي ولا يبغي ولا يفسد في الأرض، كما أنه ليس دين الهوان والذل بل أمر فيه برد العدوان بالمثل (من اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم).
والمثلية تقتضي عدم الزيادة حتى في رد العدوان؛ لأنه ظلم محرم..
وهكذا مع إمكان الصفح والعفو في محله لمن يستحقه (وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله).
فشرع رد السيئة وفتح باب العفو لكن قدم الرد ليشعر أنه الأصل في حال العدوان، وأخر الصفح ليجعله خيارًا مفتوحًا يقدّر بمصلحته ...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.