أي سلطة في هذا الوجود مهما كان شكلها( جمهوري أو ملكي) تجتهد في أن تكتسب شرعيتها من رضا المجتمع لذلك تبادر في تقديم الخدمات لمجتمعاتها. إلا مشروع الإمامة او الولاية. فهو ينطلق في مشروعيته من نصوص دينية لا علاقة للمجتمع المحكوم بها … لذلك لا تجد كل سلطة من سلطات الامامة معنية بكسب رضا الناس لانها ترى حكمها أهم قضية تعبدية من الدين. هذا التكوين النفسي للإمامة حولها إلى طاحونة عملاقة للجبايات و الإتاوات عبر التاريخ إلى اليوم. الموضوع ليس له علاقة بمستوى وعي من يدعي الإمامة ، الموضوع له علاقة بالفكرة الحق الالهي الخبيثة ولو عبدالملك الحوثي كان يشتغل في وادي السيلكون لمارس ما يمارسه اليوم وجماعته بنفس القدر من الوضاعة والانحطاط و الاستعلاء.