مقالات د.عادل الشرجبي الزملاء الأكاديميون في السلطتين التنفيذيتين في اليمن، وفي مقدمهم الزميلين الأستاذ الدكتور رشاد العليمي والأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن حبتور، هل لازلتم تتذكرون أننا كنا ذات يومٍ زملاء في العمل الأكاديمي؟ أم قد نسيتم؟ إذا كنتم قد نسيتم فلا عتب عليكم، لأن الفترة التي قضيتموها في العمل الأكاديمي كانت قصيرة جداً، حيث تركتم العمل في الجامعات لتتفرغوا ل"التقرب من أهل التجلة والمراتب" حسب مصطلحات عبدالرحمن إبن خلدون، لتؤسسوا نظاماً لا سابق له في تاريخ اليمن، يقوم على تبعية أصحاب القلم لأصحاب السيف، حسب مصطلحات عبدالرحمن ابن خلدون أيضاً، أو على "العبودية الطوعية" حسب مصطلحات المفكر الفرنسي "إيتان دو لابواسي"، وتخليتم عن مواطنتكم لتتحولوا إلى رعية لعلي عبدالله صالح، وتوقفتم عن خدمة الوطن، لتكرسوا كل وقتكم وجهودكم وإمكاناتكم لخدمته وخدمة شبكات المحسوبية المرتبطة به، ولقاء ذلك، جنيتم مكاسب شخصية كثيرة (عمارات، فلل، سيارات، مزارع، شقق في عواصم دول العالم، وأرصدة في البنوك)، ووصلتم إلى مناصب سياسية وإدارية عليا، وعندما اندلعت الحرب عام 2015، وظفتم أليات النفاق والتبعية التي كنتم تستخدمونها في ظل نظام علي عبدالله صالح، في تنظيم علاقاتكم بطرفي الحرب، وارتبط بعضكم بأنصار الله، وارتبط البعض الأخر بالحكومة المعترف بها دولياً، ولكن هذه المرة أصبحتم "رعاة" لا "رعية"، ووليتم علينا كرهاً، اعتماداً على القوة والغلبة، لا على الاختيار والتفويض الشعبي. وتعاملتم مع جهاز الدولة الذي سيطرتم عليه بعقلية الغنيمة، كما لو كنتم قد ورثتموه عن ابائكم. وتعسفتم في ممارسة السلطة التي استحوذتم عليها، ومارستم في حقنا وحق المواطنين مختلف أشكال القمع والظلم والاضطهاد، وانتهكتم كل حقوقنا، إلى درجة أن أوقفتم صرف مرتباتنا، التي يكفلها الدستور والقانون. زملائنا الأعزاء، لم أستهل هذه الرسالة بتذكيركم بعلاقات الزمالة اعتباطاً، بل كان أمراً مقصوداً، لاستثارة عواطفكم وتذكيركم بقواعد الأخلاق وقيمة الرحمة، لأني أعلم أنكم لا تقيمون وزناً للدستور والقانون، وتتنكرون لقيم الحق والعدل، وعلاقات وروابط المواطنة. إن زملائكم الذين فضلوا خدمة الوطن على خدمة الحاكم، والذين فضلوا التقرب للجماهير والمواطنين البسطاء على التقرب لأهل التجلة والمراتب، والذين رابطوا في مؤسساتهم الأكاديمية، ولم يهربوا إلى فنادق الرياض أو إلى قصور ومعسكرات صنعاء، قد باتوا يعانون الجوع والفقر والفاقة، وما عادوا يستطيعون تلبية احتياجات أطفالهم الغذائية، ناهيك عن الاحتياجات التعليمية والصحية والثقافية والترفيهية. الزملاء الأعزاء، ليكف كل طرف منكم عن التنصل عن مسؤولية صرف مرتبات موظفي الدولة، فكلكم مسؤولون قانونياً وأخلاقياً عن صرف مرتبات موظفي الدولة، لذلك، أنتم مطالبون بالحوار حول مرتبات موظفي الدولة، والوصول إلى اتفاق عملي وصادق وقابل للتطبيق قبل الاتفاق على تمديد الهدنة، فالهدنة لا تعني شيئاً للموظف الذي يموت جوعاً. * اليمن * المرتبات * العليمي * بن حبتور 1. 2. 3. 4. 5.
