مقالات إبراهيم عبدالقادر "يعتبر المجلس الانتقالي الإبن غير الشرعي لدولة الإمارات، وليس مستغرباً أن تتحرك بوصلته بحسب سياسات وتوجّهات أبوظبي، حتى في مسألة التطبيع مع إسرائيل". * مركز كارنيجي للشرق الأوسط. بعيدًا عن كون الإنتقالي صناعة خارجية، وأداة لتحقيق أهداف وأجندات غيره، فهذا أصبح من البدهيات المعروفة، ولا جدال في ذلك، حتى أنصار المجلس يتفاخرون بهذه التبعية وكون مجلسهم فخر الصناعة الإماراتية، لكن برغم هذا كله فالانتقالي مولود جديد على الساحة اليمنية، ظهر فجأة وفق مزاج محدود، فلا تاريخ يحمله ولا هوية. عمر الانتقالي السياسي لا يؤهله اليوم لإن يمثل الجنوب، الذي أطيافه وألوانه متنوعة ومتعددة، وليس فكراً واحدًا ولن يكون جماعة أو حزباً أو طرفاً واحداً، فهو متعدد الأفكار والتوجهات، وتتعدد فيه مراكز القوى، وتشهد فيه الجغرافيا حالة غير مسبوقة من الانقسام وعدم الاستقرار وتعدد الولاءات، حيث لا يوجد قائد واحد أو كيان سياسي معيّن يمثّل أكثرية أبناء الجنوب، أو يمتلك زمام الأمور في المحافظاتالجنوبية، لذلك لا يحق للإنتقالي احتكار تمثيل الجنوب، وإخضاعه تحت رؤيته وحكمه، لو افترضنا أنه صاحب رؤية، فعمره السياسي لا يؤهله لهذا الدور، وتاريخه القصير الخالي من المحامد والإيجابيات لا يجعل منه طرفًا يستحق أن يتصدر باسم محافظاتالجنوب. لا يمتلك الانتقالي أي شرعية تمنحه حق تمثيل واحتكار الجنوب، فطبيعة ظهوره ونشأته بنيت على أساس عزلته على الواقع والمجتمع الجنوبي، فقد وجد لغاية لا علاقة لها بالداخل مطلقا، لذلك هو ليس الجنوب، ومنذ البداية وهو يستخدم القوة المفرطة لإخضاع الجغرافيا الجنوبية تحت إمرته، بالوحشية والحديد والنار بهدف احتكار تمثيل أبناء الجنوب، وقد عاش الجنوبيون في عهده أسوأ وأخطر الأزمات، التي لم يشهدوها حتى في عهد النظم السياسية السابقة مجتمعة، فالقتل والتصفية والإعدامات والاغتيالات، كانت عناوين يومية وبارزة لظهوره، أي الانتقالي، وإعلان عهده الجديد، وهذا ما يجعله واقعيًا مكروهاً ومرفوضاً، ولو أتيح المجال في جو طبيعي فيه هامش من الحرية والأمان، لخرج الناس يرفضونه ويكتبون نهايته للأبد! في تقرير لمركز كارنيجي بعنوان: "إسرائيل والمجلس الانتقالي في جنوباليمن: واقع العلاقة وآفاقها"، أنقل منه هذه الفقرة، والتي تعطي انطباعاً نوعياً عن طبيعة الانتقالي وماهيته، ولعلها تكفي للجزم بأن هذا الكيان المشوّه لا يمتلك الأهلية اللازمة للتحكّم بمصير الجنوب، واحتكاره وتمثيله. "لعب الإسرائيليون دوراً غيرَ مباشر في تشكيل وتنظيم الأحزمة الأمنية التابعة للمجلس الانتقالي عند تأسيسها في 2016، من خلال استئجار الإمارات لضباط إسرائيليين متقاعدين من شركات أمنية أجنبية، لتدريب قيادات من الأحزمة الأمنية في أبوظبي. كما أن عشرات الاغتيالات التي استهدفت مناوئين للإمارات والمجلس الانتقالي في محافظة عدن، تمت عبر تعاقد الإمارات مع إسرائيليين يعملون في شركات أجنبية، مثل شركة "سباير أوبريشن" الأمنية الأمريكية، ومن بينهم القائد السابق لبرنامج الاغتيالات في فرقة المرتزقة، أبراهام غولان". 1. 2. 3. 4. 5.