نفت مصادر مقربة من الرئاسة اليمنية وجود توجيهات عليا لإسقاط الحصانة القضائية عن الرئيس السابق علي عبدالله صالح، بعد إثارة الموضوع على خلفية رفض المحكمة الدستورية إحالة قانون الحصانة الممنوح لرموز النظام السابق إليها وإعادة قضية مجرزة جمعة الكرامة الى المحكمة الابتدائية مجددا للنظر فيه. وأعتبرت الرئاسة بحسب المصدر ما تردد في هذا الصدد لا يزيد على كونه تسريبات غير دقيقة وتستهدف الإثارة . وكانت المحكمة الابتدائية أحالت الدعوى القضائية المقدمة من أهالي ما يعرف ب ” مجزرة جمعة الكرامة “لإسقاط القانون إلى المحكمة الدستورية في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي استنادا إلى المادة 186/7 من قانون المرافعات. وأشارت المصادر في تصريحات نقلتها صحيفة الخليج إلى أن الرئيس هادي أبدى استياءه من وقوف الرئيس السابق وراء حشد أنصاره في ميدان السبعين، أمس، كون ذلك يمثل خرقاً لالتزامه بالتهدئة وعدم الجنوح صوب استثارة الشارع أو افتعال الأزمات . وعلمت “الخليج” أن عدداً من ممثلي الدول الراعية للمبادرة الخليجية أكدوا لهادي أنهم سيدعمونه في حال قرر إسقاط الحصانة عن الرئيس السابق وهو ما لم يصرح به الأخير لاعتبارات تتعلق بحرصه على الحفاظ على التهدئة القائمة في البلاد . وأثار الظهور المباغت للرئيس السابق في منصة الخطابة التي تتوسط ميدان السبعين استياء الأوساط السياسية والثورية التي اعتبرت ظهوره بمثابة إصرار على استعادة النفوذ عبر استعراض قدرته على الحشد الشعبي لأنصاره . وكان صالح وأنصاره قد نظموا، أمس، مهرجاناً خطابياً ألقى فيه صالح كلمة هي الأولى له أمام مثل هذا الحشد منذ إجباره على التنازل عن السلطة، اتهم خلالها إيران بالوقوف خلف ما يجري من أعمال عنف في البلاد عبر دعمها للانفصاليين في الجنوب . واتهم نائبه السابق علي سالم البيض، من دون أن يسمّيه، بأنه يقف وراء الأحداث التي وقعت في مدينتي عدن والمكلا وقتل خلالها عشرات المدنيين، وطالبه بعدم الارتهان لأموال إيران . وعلى إيقاع ترديد الآلاف هتاف “الشعب يريد علي عبدالله صالح”، جدد صالح التأكيد على إيجابية الخطوة التي أقدم عليها بتسليم السلطة لهادي، وتأكيده الوقوف إلى جانبه من أجل أمن واستقرار اليمن . ودعا إلى “التصالح والتسامح والصفح من أجل بناء يمن الحرية والوحدة والديمقراطية”، مطالباً ب”طي صفحة الماضي، والنظر إلى المستقبل بتفاؤل”