استيقظت العاصمة صنعاء صباح اليوم الخميس على انتشار أمني غير مسبوق ، حيث شوهد انتشار كثيف لقوات الأمن ومدرعات الجيش وأطقم عسكرية على مداخل ومنافذ وقلب العاصمة صنعاء وتمركز لجنون في الشوارع الرئيسية والأحياء المهمة ، وذلك بعد يوم واحد من عقد الجلسة الختامية لمؤتمر الحوار الوطني التي أكد فيها هادي على نجاح الحوار وأن الشعب اليمني اختار طريق النجاح ، كما هاجم فيها من وصفهم بالمزايدين والمتاجرين بالقضية الجنوبية ، وأنهم سيجدون أنفسهم خارج التاريخ ، وما أعقب ذلك من ارتفاع وتيرة الفوضى والتخريب على الأرض والذي رأى فيه مراقبون أنه يأتي ردا على خطاب هادي. حيث شهدت خطوط نقل الطاقة الكهربائية اعتداءين متتاليين خلال أقل من 24 ساعة الأول في منطقة نقيل بن غيلان بنهم والآخر في آل شبوان بمحافظة مأرب وعدد من الحوادث التي شهدتها الساحة الوطنية بعد خطاب هادي. يأتي هذا في الوقت الذي يواجه فيه الرئيس هادي عدد من التحديات والعراقيل من بينها مطالب الحراك الجنوبي وتصعيده على الأرض بالفوضى والتخريب في جنوب البلاد إزاء تصعيد مماثل من قبل الحوثيين في الشمال وعودة المواجهات بينهم وبين السلفين في دماج وإعادة تمترس الطرفين في المواقع التي كان تم تسليمها للجنة الرئاسية ، وكذا تصاعد عملية الإغتيالات واستهداف أحد موظفي السفارة الألمانية بصنعاء ، بالإضافة إلى تصعيد الجارة السعودية على حدودها مع اليمن وممارستها ضغوط على الرئيس هادي لإجباره على تقديم تنازلات فيما يتعلق بالحدود والتنقيب عن النفط وغيرها من القضايا الوطنية ، إلى جانب ماتعانيه الخزينة العامة للدولة من عجز في الميزانية وارتفاع حالة التضخم ، وأزمة المشتقات النفطية التي بدت معالمها في تكدس المركبات والسيارات أمام عدد من محطات الوقود. وقد كشف مصدر أمني رفيع ل «الخبر» أن الإسستنفار الأمني لقوات الأمن والجيش الذي تشهده العاصمة صنعاء في الوقت الراهن يأتي استعدادا لمواجهة مخطط تخريبي كبير يستهدف مؤسسات أمنية وعسكرية ومواقع أعدت للإحتفال بالذكرى ال 50 لثورة 14أكتوبر 1963م. وتحدث المصدر إستنفار أمني واسع بالتزامن مع احتفالا رسميا ستشهده العاصمة صنعاء اليوم الخميس في الكلية الحربية. وأوضح أن الحفل سيتخلله عروض وتدريبات عسكرية للطيران الحربي اليمني وتخريج عدد من منتسبي الكليات والمعاهد العسكرية بحضور الرئيس عبد ربه منصور هادي. وعن دواعي إخراج مدرعات الجيش إلى شوارع العاصمة بتلك الصورة التي بدا عليها الليلة الماضية أكد المصدر ل «الخبر» أن التحقيقات التي أجريت مع العسكريين الذين تم القبض عليهم قبل إحياء الذكرى ال 51 لثورة 26 سبتمبر فيما عُرف بخلية إسقاط العاصمة ، هي من استدعت رفع مستوى التأهب الأمني بتلك الصورة، إضافة إلى معلومات أخرى أدلت بها الخلية أثناء التحقيق معها رفض المصدر الحديث عنها.