كشفت صوره لعائله سوريه تفترش الكراتين المهترئة على الرصيف باحدى احياء صنعاء مدى معاناه وبؤس اللاجئين السوريين باليمن . وتوضح الصوره عن حاله عائله واحدة من الالف العائلات التي تركت منازلها وبلدها وهربت من الحرب الدامية ومن الكيماوي ومن المؤامرة العربية على ارض سوريا وتخاذل المجتمع الدولي عن شعب سوريا . ويحكي لنا من التقط الصوره عن قصه التقاطه للصوره ويقول : أثناء مروري من جولة مركز الكميم التجاري بشارع حدة – صنعاء – ضهيرة اليوم الجمعة ، لفت انتهابي هذه العائلة السورية وهي تفترش الكراتين المهترئة على الرصيف . والد كبير في السن يطأطئ راسه نحو الارض ، الى جانبه زوجته بنفس الطريقة ومعهم ابنتهم الكبيرة وثلاثة اولاد صغار كانوا يصفقون ويبتسمون في وجه الناس المارة ولا يدرون لماذا قذفت بهم رياح الحرب ومعارك الاقتتال من بيوتهم وبلادهم ولماذا جاءوا الى شارع حدة بصنعاء ؟ ويقول :اول ما شاهدت العائلة قرأت في عيون الاب عناوين عريضة منها العزة والكرامة والحياء الشديد ، كما وقرأت في وجه الام الحاجة والحيرة والضياع ، وقرأت في وجه ابنتهما الشابة الادب والجمال والوقار ، وكما أعجبني هدوء الاولاد الصغار الثلاثة وبراءتهم . واضاف :لم اقدر على مواصلة طريقي والذهاب ، توقفت مع زميل لي وطلبت منه الكيمرا وذهبت الى المكان المقابل للعائلة من الشارع المقابل حرصاً على عدم جرح مشاعر العائلة السورية اذا عرفت باني اقوم بتصويرهم ، تسللت الى استراحة شباب حدة واخرجت الكيمرا والتقطت صورة للعائلة من بعيد . واضاف بان زميل له يسكن في نفس الشارع اخبره بان هذه العائلة منذ اكثر من شهر وهي تجلس في هذا المكان وانه يشاهدها صباح كل يوم خلال ذهابه الى العمل وهي تفترش الرصيف بين صقيع البرد وشدته لكم ان تتخليوا معي حجم المعاناة . ويقول من التقط الصوره انه ربما لا يستطيع ان يقدم لهذه العائله السوريه سوى الكتابة عن هذه الصورة المؤلمة ونقلها لعل تجد من يعطف عليها . وتسال : نحن اليمنيين الارق قلوباً والالين افئدة ما دورنا تجاه هذه العائلة ؟؟ ويضيف : ادري ستقولون ان لدينا الملايين من اليمنيين يعيشون حياة اسواء من ظروف هذه العائلة واتفق معكم تماما .. ستقولون ايضاً لدينا مئات الالاف من المغتربين العائدين نعم .. ولدينا اكثر من 300 الف لاجئ .. صحيح .. يبقى السؤال ما الذي يجب علينا فعله ؟ وقال : هذا السؤال وجهته لنفسي قبل ان اطرحه اليكم .. قد تكون كتابتي عن العائلة الطريق الى مساعدة هذه العائلة ان كان هناك من يقدر ولديه ضمير ويحب الخير كما اتمنى . ويبقى دورك انت الاخر على اقل تقدير في التعامل مع اخوتك السوريين وبقية الناس داخل وطنك بروح الكريم والقبيلي والشهم ولو بكلمة طيبة تشعرهم بالأمان وتخفف من عناء صدمتهم . ويضيف : وتبقى الاسئلة التي تتقافز الان في راسي : ما ذنب هؤلاء الاطفال ؟ ما هو شكل المستقبل المجهول الذي ينتظرهم ؟ متى ستتوقف المعارك في مدن سوريا ؟ ما دور الجامعة العربية ؟ لماذا كل هذا التخاذل العربي والدولي والجميع يسمع ويرى ما يحدث في سوريا كل يوم . الشعب السوري كل يوم تزداد معاناته وجراحاته الموت والرصاص والتشرد واللجوء والجوع والخوف تطوق رقاب السوريين . لكم الله ايها السوريون في وطنكم وفي بلدان ودول المهجر التي هاجرتم اليها حفاة عراة جياع .