المشهد أفاد مراسل الجزيرة بوقوع اشتباكات بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة حول مقر المؤتمر الوطني العام" البرلمان " في طرابلس، بينما نفى اللواء المتقاعد في الجيش الليبي خليفة حفتر أن يكون ما يحدث في بنغازي"انقلابا أو سعيا للسلطة أو تعطيلا للمسار الديمقراطي". وقال المراسل إن كتائب داعمة لحفتر هي من نفذت الهجوم على مقر المؤتمر الوطني، مشيرا إلى أن الاشتباكات وإطلاق الرصاص الكثيف ما زال مستمرا، من دون يعرف بعد ما إذا كان هناك ضحايا. وتحدثت تقارير عن اقتحام القوة المهاجمة لمقر المؤتمر الوطني. وتأتي هذه المواجهات بعد يوم من تنديد المؤتمر والسلطات الليبية بالحملة التي يشنها حفتر على مواقع للثوار في بنغازي، معتبرة أنها محاولة "انقلاب" على ثورة 17 فبراير، وذلك بحسب بيان مشترك للحكومة والمؤتمر العام والجيش النظامي. وأوضح البيان -الذي قرأه رئيس المؤتمر نوري بوسهمين- أن الحملة التي يشنها حفتر على من يصفهم ب"مجموعات إرهابية" تحرك "خارج عن شرعية الدولة وانقلاب يقوده حفتر". وحذر البيان من أنه "سيلاحق قانونا كل من شارك في هذه المحاولة الانقلابية". وكان حفتر قد قال في مؤتمر صحفي عقده الليلة الماضية إن "طلائع الجيش اضطرت إلى خوض ما سماها معركة دفاع عن الوطن والشعب وأرواح جنود القوات المسلحة الذين يُغتالون بالمئات"، مضيفا أن هذه "العملية هدفها محدد وهو اجتثاث الإرهاب". وأضاف حفتر أن الدم الليبي مقدس لكنّ الإرهابَ وخَدَمَه، أرادوها معركة، بحسب تعبيره، مؤكدا تصميمه على مواصلة حملته العسكرية على ما سماه "مليشيات إسلامية" في بنغازي، وذلك بعد يومين من شن هجوم على من وصفهم ب"الإرهابيين". ولقي حفتر -الذي قدم نفسه كقائد ل"الجيش الوطني"- دعما في عمليته الأخيرة من ضباط ووحدات عسكرية منشقة، ودعما بطائرات ومروحيات قتال. من جانب آخر، نقل مراسل الجزيرة في بنغازي أحمد خليفة عن مصادر عسكرية ليبية قولها إن رئاسة أركان الجيش تجهز لعملية عسكرية واسعة خلال الساعات أو الأيام القليلة المقبلة ضد قوات حفتر، بينما وُضعت كتائب الثوار في حالة تأهب. كما أفاد المراسل بأن الحكومة الانتقالية عينت القيادي البارز في كتائب ثوار بنغازي زياد بلعم منسقا بين الثوار والغرفة الأمنية المشتركة. وكانت رئاسة الأركان الليبية أعلنت فرض حظر للطيران فوق بنغازي وحذر المتحدث باسمها من أنه سيتم استهداف أي طائرة تحلّق في أجواء بنغازي من دون أن تكون قد حصلت على إذن مسبق من رئاسة الأركان المشكلة من قبل الجيش الليبي والوحدات التابعة للغرفة الأمنية المشتركة وتشكيلات الثوار التابعة لها. من جهته قال العضو في اللجنة التشريعية والقانونية في المؤتمر الوطني العام عن مدينة بنغازي سليمان زوبي، إن حفتر يبحث عن السلطة، مشيرا إلى أن تأكيد حفتر على محاربة الإرهاب هو مجرد "شماعة" لتحقيق مطالبه في السلطة.