اكتسب "المسواك" شهرته الدينية من السنة النبوية، حيث حث النبي صلى الله عليه وسلم أتباعه على استخدام السواك لتطييب رائحة الفم وتنظيف الأسنان، ويزداد الطلب في اليمن على المساويك في رمضان لتنظيف الفم والأسنان بدلا من الماء تخوفا من بلعها وهم صائمون. ويعتبر بائعو المساويك في اليمن، الشهر الكريم موسماً ذهبياً يسعون لاستغلاله والخروج منه بأوفر غلة، حيث يزداد الطلب عليها أكثر من غيرها من الشهور، فتجدهم يعرضون بضاعتهم على أبواب الجوامع والمستشفيات، وفي الشوارع الرئيسية وأمام الدوائر الحكومية والأماكن المزدحمة. ويقول "محمد علي"، وهو بائع مساويك "باب اليمن" بصنعاء القديمة، إنه يستخرج "المساويك" من شجر الأراك في الوديان القريبة من العاصمة، مثل وادي سهام ووادي سردد التي تقع على طريق صنعاء الجديدة، ثم يعود الى صنعاء لبيع ما حصل عليه من رحلة البحث والحفر. ويضيف علي للأناضول أن هذا العام شهد تراجعاً كبيراً في البيع، معللاً ذلك بكثرة الباعة الذين لم يخرجوا من صنعاء الى المحافظات المجاورة تخوفاً من الأوضاع الأمنية، مشيراً إلى أن رمضان كان على الدوام موسماً ذهبياً يبيعون فيه الكميات الأكبر من المساويك. من جانبه، يقول "أنس شعملة"، طبيب الأسنان والمعيد بكلية الأسنان بجامعة العلوم والتكنولوجيا، إن زيادة الإقبال على استخدام المساويك في رمضان بشكل رئيسي طلباً للثواب، بالإضافة الى أن المساويك تقوم بتغيير رائحة الفم بسبب المواد التي تحتويها. ويضيف "شعمله" للأناضول أن "الإقبال في رمضان يزداد بسبب تغير رائحة الفم مع الصيام، وبالتالي حاجة الناس لتغيير رائحة الفم، والتي ثبت علمياً ومن خلال التجربة قوة أداء المساويك في تغيير رائحة الفم". كما يزداد الطلب في اليمن على المساويك في رمضان نظراً لتخوف الكثيرين من بلع الماء نتيجة استخدامها في تنظيف الفم والأسنان، خلال فترة الصيام، ولاعتقاد كثيرين بأن استخدام معاجين الأسنان من مفطرات الصيام. ورمضان إجمالا يعد موسم تزدهر فيه مهن مؤقتة توفر فرص عمل للعاطلين عن العمل الذين يعتبرون الشهر الفضيل "موسم الرزق"، الذي ينتظرونه بفارغ الصبر لتوفير قيمة لقمة العيش لرمضان ولغيره من الشهور إن فاض دخلهم.