قال المبعوث الأممي إلى اليمن، جمال بن عمر، اليوم الجمعة، إنه يبذل قصارى جهده، بالتنسيق مع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، لمعالجة الأزمة الحالية مع جماعة الحوثي على خلفية تصعيدها المطالب بإسقاط الحكومة. وتواصل لجنة شكلها الرئيس اليمني الأربعاء الماضي، عملها اليوم الجمعة لليوم الثاني على التوالي في محاولة لإقناع زعيم جماعة الحوثي، عبد الملك الحوثي في معقل جماعته بمحافظة صعده(شمال)، بالمشاركة بالحكومة والتوقف عن التصعيد. ويترأس اللجنة الرئاسية، أحمد عبيد بن دغر، نائب رئيس الوزراء وزير الاتصالات، وعضوية كل من سلطان البركاني (حزب المؤتمر الشعبي العام)، ويحيى منصور أبو اصبع (الحزب الاشتراكي)، وعبد الحميد حريز (مستقل)، ونبيلة الزبير (مجتمع مدني)، ومحمد قحطان (التجمع اليمني للإصلاح) ومبارك البحار (من مكون الشباب). يأتي هذا بالتزامن مع انتهاء مهلة زعيم الحوثيين اليوم للحكومة لتقديم استقالتها وإعلانه مساء أمس في كلمة متلفزة بثتها قناة “المسيرة” التابعة للجماعة، بدء ما سمّاها “المرحلة الثانية للتصعيد الثوري”، مؤكداً استمرار “الثورة” لحين تحقيق المطالب. وفي بيانه الذي نشره على صفحته بموقع “فيسبوك”، أشار بن عمر إلى أنه يسعى للتوصل إلى حل مستدام عبر الحوار من خلال مشاورات مكثفة أجراها مع مختلف الأطراف والقيادات السياسية اليمنية لإيجاد حل سلمي توافقي بناء على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، الذي اختتم أعماله في 25 يناير/ كانون الثاني الماضي. وحث المبعوث الأممي على التحلي بالحكمة وتغليب الحس الوطني وروح التعاون البنّاء لتجاوز تحديات المرحلة والمضي قدماً في العملية السياسية، مشدداً في الوقت ذاته على ضرورة احترام اتفاق نقل السلطة. وجدد تأكيد دعم المجتمع الدولي لجهود الرئيس عبدربه منصور هادي وكافة الجهود المبذولة للتهدئة وللتركيز على مهام العملية الانتقالية من أجل العبور باليمن إلى بر الأمان. وأوضح أنه التقى خلال الساعات الماضية ممثلين عن جماعة الحوثي ووفداً من التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري(مشارك بالحكومة بحقيبة واحدة)،أمين عام الحزب الاشتراكي (مشارك بالحكومة بثلاث حقائب)،وعضو مجلس النواب الشيخ حميد الأحمر(نائب عن حزب التجمع اليمني للإصلاح ورجل أعمال)، ومدير مكتب الرئيس عبدربه منصور هادي الدكتور أحمد عوض بن مبارك(أمين عام مؤتمر الحوار سابقاً). وتشهد العاصمة صنعاء، منذ ثلاثة أيام، مظاهرات واعتصامات لأنصار جماعة الحوثي، استجابة لدعوة زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، إلى الخروج في مسيرات بالعاصمة، ومدن أخرى، للمطالبة بإسقاط الحكومة. وأمهل الحوثي، في خطاب متلفز بثته قناة “المسيرة” التابعة للجماعة، مساء الأحد، السلطة حتى يوم الجمعة المقبل (غدا) لإقالة الحكومة، وإلا سيصّعد ب “بخيارات أخرى” (لم يحددها). ويُنظر لجماعة الحوثي الشيعية التي تتخذ من محافظة صعدة، مقراً لها بأنها تسعى لإعادة الحكم الملكي الذي كان سائداً في شمال اليمن قبل أن تطيح به ثورة 26 سبتمبر/ أيلول 1962. ونشأت جماعة الحوثي، التي تنتمي إلى المذهب الزيدي الشيعي، عام 1992 على يد حسين بدر الحوثي، الذي قتلته القوات الحكومية منتصف عام 2004؛ ليشهد اليمن 6 حروب (بين عامي 2004 و2010) بين الجماعة المتمركزة في صعدة (شمال)، وبين القوات الحكومية؛ خلفت آلاف القتلى من الجانبين.