اهتمت الصحف السعودية الصادرة صباح اليوم السبت 23-8-2014 بالمشهد السياسى فى اليمن .. وقالت صحيفة "الوطن" تحت عنوان "وفي اليمن.. طائفية عاتية " أنّ الخطاب الإعلامي في واد، والواقع على الأرض في واد بعيد، فالحوثيون مصرون على تنفيذ المرحلة الثانية من خطتهم لإسقاط صنعاء، وليست المشكلة محصورة في أن تسقط صنعاء، وإنما المشكلة في تداعيات ما بعد سقوطها؛ ذلك أن منطلقات الحوثي وجماعته ليست سياسية محضة، والجزء الأكبر منها أيديولوجي طائفي، ومعنى ذلك أن الطوائف الأخرى لن تسكت عن سقوط صنعاء في أيدي عبدالملك الحوثي وجماعته، حتى ولو كان مبنيا على اتفاق خفي أو معلن مع النظام. وشددت صحيفة "الوطن"، على أن مشكلة أي صراع طائفي أنه لا ينتهي بحسم عسكري، أو حل سياسي، لأن وقوده عواطف الملايين التي تغذت بالطائفية حتى بات النظير هو الآخر والعدو. وقالت: إن المتأمل في "طائفية" الصراعات العربية الإسلامية، يدرك أن الوصول إلى هذه الدرجة السفلى من التشتت، لم يكن اعتباطا؛ لأن التاريخ شهد فترات كمون طويلة لهذا النوع من الصراعات، ولذا يمكن الجزم بأنها لم تتحرك إلا بفعل فاعل يتجه نحو أكثر من اتجاه، ويعمل في أكثر من مساحة، ليحقق هدفا واحدا، هو إعادة رسم الخريطة. واضافت انه على الرغم من تأكيد زعيم جماعة الحوثيين عبدالملك الحوثي، على وجود نية للتهدئة، إلا أن حصار جماعته المفروض على صنعاء استمر، فضلا عن خنق هذه العاصمة العريقة من الداخل من خلال نصب الخيام الخاصة بالجماعة أمام عدد من الوزارات السيادية والحيوية، كالداخلية، الكهرباء والاتصالات، وحديقة "الثورة"، القريبة من منزل صادق الأحمر، وذلك بهدف قطع الطريق بين أجزاء مهمة من صنعاء ومطارها الدولي. كل هذه الممارسات تتناقض تناقضا كاملا مع ما أعلنه الناطق الإعلامي باسم اللجنة المكلفة، من الرئيس عبدربه منصور هادي بالتحاور مع عبدالملك الحوثي، إذ أكد على أن اللقاء مع الحوثي كان إيجابياً، وأن اللجنة عرضت على الحوثي ما جاء في بيان اللقاء الوطني الموسع، وفي خطاب الرئيس هادي قبل أيام، والذي تضمن فقرات تعارض توجهات جماعة الحوثي نحو التصعيد، كما استمعت إلى وجهة نظر "الحوثي" حيال التطورات في العاصمة، وجرى نقاش مستفيض ومعمق - بحسب المتحدث - حول مختلف القضايا، سادته روح الصراحة والوضوح، وكانت نتائج النقاش إيجابية ومطمئنة". ولفتت صحيفة "المدينة"، في افتتاحيتها اليوم تحت عنوان " استقرار اليمن أولوية قصوى " إلى ما يجري في اليمن حاليًا، مشيرة إلى أنه أمر يثير القلق لأنه يهدد الأمن والاستقرار هناك ويفتح الباب واسعًا أمام التنظيمات الإرهابية بكافة أشكالها لكي تنفذ أجندتها المشبوهة وتعيث فيه فسادًا. وقالت لقد التقت مختلف التكوينات والفرقاء السياسيون في مؤتمر جامع خرج بمخرجات ملزمة للجميع برعاية دولية وإقليمية لكن سرعان ما خرجت تنظيمات سياسية على هذا الاتفاق الملزم الذي مهرته وشاركت في وضع توصياته وأتت لترفع من سقف مطالبها دون النظر إلى العهود والمواثيق التي مهرتها بوعي كامل، ويشير البعض في هذا الاتجاه إلى ارتهان مجموعة معينة في قرارها إلى دولة خارجية تأمر وتنهي وتحرك هذه الجماعة أو تلك وفق لمصالحها وأهوائها وأجندتها فيما ينفذ هذا الفيصل تلك الأوامر بغض النظر عن مدى صلاحيتها لليمن ومنفعتها له ونسفها للتآلف والوحدة الوطنية لمجابهة الأخطار الداخلية والخارجية، الحوثيون الآن يحاصرون صنعاء تحت لافتة "رفض جرعة الإجراءات الاقتصادية التي اتخذتها حكومة هادي.. يستخدمون في ذلك الحشد العسكري والضغط السياسي والمظاهرات في حين أن الاحتجاج على أي مسألة أمر وارد ومشرعن من قبل النظام السياسي في اليمن لكن ممارسته بتحريك المليشيا المسلحة أمر مرفوض ولا يتواءم مع طبيعة الوضع الحالي باليمن الذي يكافح إرهاب القاعدة ويعاني من اضطرابات في حضرموت يد القاعدة فيها ظاهرة وتفلتات أمنية في مناطق الحوثيين ومن الوارد في ظل هذه الظروف تحالف تنظيم متطرف مع داعش مما يزيد من المخاطر على هذا البلد. وشددت ان المطلوب الآن من كل الفرقاء اليمنيين الجلوس إلى طاولة تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الذي يرسم خارطة المستقبل في اليمن بعيدًا عن العنف ومحاولة الاستقواء، لأنه بدون ذلك ستكون الخسائر كبيرة، والتي لن تستثني أحدًا وطالما كانت هناك حكومة منحازة لقضايا الشعب وتعمل بوطنية عالية، فلماذا لا تعطى الفرصة ويوفر لها المناخ الآمن لكي تنفذ مشروعاتها حتى تخرج باليمن إلى بر الأمان، والمأمول الآن أن تقرأ كل النخب اليمنية ما يجرى من خلال منظور مصلحة البلد أولًا وتماسكها وسلامتها دون أن يرهن أى فصيل رؤيته لقوى خارجية تضمر الشر لهذا البلد. وأوضحت أن القلق الذي أبداه التعاون الخليجي ينطلق من وقائع واضحة على الأرض تشير إلى أن هناك جهات ما لا تريد الاستقرار لهذا البلد ولا أن يتمتع بحكم مستقر راشد يتيح لحكومة الوفاق الوطني القيام بدورها كاملاً وإكمال مشروع البناء السياسي والاقتصادي والاجتماعي وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني. وأبرزت أن استقرار اليمن وسلامته والمحافظة على وحدة أراضيه وخلوه من الإرهاب والتخندق الجهوي أو الطائفي، هو هم خليجى واحتياج يمني وعربي في عالم مضطرب يموج بالشرور والدماء.