دانت صحيفة امريكية، حكومة بلادها بسبب اهتمامها بمكافحة الإرهاب، والهجوم على الجماعات الإسلامية المتشددة، بدلا من العمل على ضمان انتقال المجتمع اليمني إلى الاستقرار، والحفاظ على أمنه وأمانه. ودعت صحيفة نيويورك تايمز، الحوثيين إلى ضرورة وضع بند في الخطة الجديدة، ينص على نزع سلاح من المليشيات اليمنية المختلفة، وأن يبدؤا بأنفسهم، وبذلك قد تعيش اليمن في سلام، ويتحقق فيها الأمل الذي كان مشتعلا في نفوس شعبها، عند قيامهم بالثورة.
وأكدت الصحيفة على ضرورة مشاركة الحوثيين في السلطة، لمنع المزيد من الفوضى في اليمن، ولضمان نقل العملية السياسية اليمينة إلى مساراها الصحيح.
ولفتت الصحيفة إلى أن الحوثيين طالبوا تنفيذ خطة جديدة من شأنها نقل السلطة من صنعاء، وهذه الخطة قد تكون خطوة إلى الأمام.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في عام 2011 ابتهج اليمنيين عندما استطاعوا اسقاط رئيسهم الديكتاتوري علي عبد الله صالح، والذي حكمهم لحوالي 33 عام، وكان ذلك في أعقاب ثورات الربيع العربي التي أطاحت برؤساء مستبدين في تونس ومصر، وغيرها من الدول العربية.
وأوضحت الصحيفة أنه خلال اجازة الأسبوع الماضي، وبعد الحصار الذي استمر لأسابيع للعاصمة اليمنيةصنعاء، استطاع المتمردون الإطاحة برئيس الوزراء والاستيلاء على وزارة الدفاع،ومحطة التليفزيون الحكومية، والبنك المركزي، وفي يوم الأحد وقع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي اتفاقية متعلقة بالمتمردين، والمعروفين باسم الحوثيين.
وأشارت إلى أن الاتفاقية تنص على تولية رئيس وزراء جديد، ونقل السلطة بطريقة سلمية، وخفض اسعار الوقود، وكان ذلك أكثر ما يهتم به الحوثيين، وكان ارتفاع أسعار الوقود أحد أسباب احتجاجاتهم العنيفة، ومع ذلك رفض الحوثيين توقيع الاتفاقية، لرفضهم البنود التي نصت على سحب قواتهم من صنعاء، وعدة مناطق أخرى استولوا عليها.
ورأت الصحيفة أن ما دفع اليمن لهذه النقطة، هو أن بعد الاطاحة بصالح ووصول السلطة لحكومة انتقالية جديدة، اعترفت تلك الحكومة بأن صالح وحكومته اساءوا معاملة الحوثيين، وقدمت لهم اعتذارا رسميا على الحروب التي شنها عليهم الرئيس السابق بين عامي 2004، و2010، ولكنهم لم يحاولوا تعويضهم، مما دفعهم إلى الاستمرار في تمردهم، والاصرار على احتجاجهم.
وقالت الصحيفة أن الكثير من اليمنيين يعتقدون أن الحوثيين عملاء لإيران، والتي تدعمهم حاليا.
وأفادت الصحيفة أن الحوثيين اقترحوا خطة لمواجهة ارتفاع أسعار الوقود، والتصدي للحكومة غير المؤهلة لحكمهم، من أجل تشريع تمردهم وثورتهم، وساعدهم على ذلك ضعف الحكومة اليمنية الانتقالية.
ووفقا للصحيفة، فأن الرئيس هادي، وحكومته ورئيس الوزراء محمد سالم لم يستطيعوا توفير أبسط متطلبات شعبهم، أو توفير الخدمات اللازمة لهم، وتوفير فرص للشباب، وخاصة لأن مشكلة البطالة كانت من أول الأسباب التي دفعت اليمنيين للإطاحة بالرئيس السابق.