حقق المسلحون الحوثيون تقدما في محافظة اب وسط اليمن حيث سيطروا على مدينة الرضمة الاستراتيجية على طريق الجنوب وذكر مصدر امني لوكالة فرانس برس ان "الحوثيين فرضوا سيطرتهم اليوم الاربعاء على منطقة الرضمة بعد قتال استمر 24 ساعة". وتقع الرضمة على الطريق بين العاصمة صنعاء وكبرى مدن الجنوب عدن، في شمال شرق مدينة اب عاصمة محافظة اب. وهي تعد من المعاقل الرئيسية للإخوان المسلمين المتمثلين بالتجمع اليمني للاصلاح، كما تشكل مدخلا رئيسيا إلى الجنوب. وذكرت مصادر قبلية لوكالة فرانس برس ان تسعة اشخاص من المتمردين الحوثيين ومن المسلحين القبليين قتلوا في المواجهات، بينهم نجل الشيخ القبلي عبد الواحد الدعام الذي كان يقود القتال ضد الحوثيين. وبحسب المصادر القبلية، انسحبت القبائل من المنطقة. وأكد مصدر قبلي لوكالة فرانس برس انه "تم اسقاط الرضمة بدعم من وحدة من الحرس الجمهوري" مشيرا الى "اللواء 55 الموالي للرئيس السابق علي عبدالله صالح والذي يرابط في مدينة يريم" شمال اب. وفي مدينة اب، اقتحم عشرات المسلحين الحوثيين ادارة امن المحافظة ليل الثلاثاء الاربعاء وطردوا منها الضباط والجنود بحسب مصدر امني. واعتبر المصدر ان ذلك يعني "سقوط كل الاتفاقيات السابقة التي تم التوصل اليها مع الحوثيين لانسحابهم من اب". واشار هذا المصدر الى ان الحوثيين باتوا يسيطرون على مجمل محافظة اب عدا منطقة العدين التي هي بيد القاعدة والقبائل الموالية لها. وكان مصدر قبلي أفاد بأن الاشتباكات اندلعت عقب تسليم جنود من الجيش مواقعهم للحوثيين في المنطقة. ومنذ 21 سبتمبر الماضي، تسيطر جماعة الحوثي المحسوبة على المذهب الشيعي بقوة السلاح على المؤسسات الرئيسية في صنعاء، ويتهم مسؤولون يمنيون وعواصم عربية وغربية إيران، بدعم الحوثيين بالمال والسلاح، ضمن صراع على النفوذ في عدة دول بالمنطقة بين إيران والسعودية، جارة اليمن، وهو ما تنفيه طهران. ورغم توقيع الحوثيين اتفاق "السلم والشراكة" مع الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، وتوقيعها على الملحق الأمني الخاص بالاتفاق، والذي يقضي في أهم بنوده بسحب مسلحيها من صنعاء، يواصل الحوثيون تحركاتهم الميدانية نحو عدد من المحافظات والمدن اليمنية خلاف العاصمة. في رداع بمحافظة البيضاء في وسط اليمن، نصب مسلحون قبليون موالون للقاعدة كمينا في منطقة المناسح قتلوا فيه 12 شخصا من الحوثيين بحسب مصادر قبلية. وذكرت المصادر ان طائرات من دون طيار يعتقد انها أميركية تحلق بشكل مكثف في المنطقة. وبالرغم من تكليف رئيس للوزراء، الا ان الحكومة التي يفترض ان تمثل سائر الاطراف لم تشكل بعد. وبعد صنعاء، وسع الحوثيون انتشارهم نحو مدينة الحديدة الاستراتيجية على البحر الأحمر، نحو ابوالبيضاء في وسط اليمن فيما يؤكد خصومهم انهم يحاولون التمدد نحو المحافظات الجنوبية. وذكرت مصادر سياسية في صنعاء انه يتم الاعداد لعقد لقاء شعبي قبلي واسع الجمعة في العاصمة اليمنية بناء على دعوة وجهها زعيم التمرد عبدالملك الحوثي من اجل بحث "التدابير اللازمة لتصحيح الاوضاع". وأعربت المصادر عن خشيتها ازاء امكانية اتخاذ الحوثيين خطوات تصعيدية جديدة بعد التقدم المثير الذي حققوه من دون أي مقاومة تذكر من الاجهزة الحكومية.