واصلت قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر تنفيذ عمليات اقتحام في بنغازي الليبية، بينما تستمر الاشتباكات العنيفة في محاور عدة من المدينة، في ظل وضع إنساني مترد أجبر مئات العائلات على النزوح. وقال مراسل الجزيرة في طرابلس محمود عبد الواحد إن هناك حملة أمنية ممنهجة تصاحب الحملة العسكرية التي يشنها حفتر على مجلس شورى ثوار بنغازي وكل من ينتمي إليه أو يؤيد عملياته أو يعاونه، موضحا أن عمليات المداهمة تشمل خاصة بيوت رموز ثورة 17 فبراير وقياداتها وقادة ميدانيين على الأرض. وقالت مصادر للجزيرة إن قوة عسكرية تابعة لحفتر اقتحمت أمس الاثنين مبنى راديو أجواء التابع لمؤسسة العين للإعلام والدراسات ببنغازي واستولت على معداته. كما اقتحمت قوات عسكرية أخرى بيت القيادي بجماعة الإخوان المسلمين الليبية عبد الله شامية الذي تولى حقيبة الاقتصاد إبان حكومة محمود جبريل بغية القبض على اثنين من أبنائه. وفي وقت سابق بررت قوات حفتر هدم بيوت قياديين في الثورة التي أسقطت نظام العقيد الراحل معمر القذافي وحرقها بأنهما يأتيان في سياق الإنصاف لمن وصفتهم ب"أولياء الدم". في الأثناء، أوضح مراسل الجزيرة أن الوضع الإنساني "مأساوي جدا" مما دفع مئات العائلات في بنغازي للنزوح خارجها، وذكر أن فرق الهلال الأحمر تجاهد لنقل المصابين من مكان الاشتباكات ومساعدة العائلات للخروج من الأحياء التي تشهد معارك عنيفة. يأتي ذلك بينما تستمر الاشتباكات بالأسلحة المتوسطة والخفيفة في منطقتي شارع فينيسيا والفويهات بين قوات مجلس شورى ثوار بنغازي وكتيبة دبابات موالية للواء المتقاعد حفتر. وقد سقطت قذائف هاون على منطقة الليثي جنوببنغازي والتي غادرتها كل العوائل التي كانت تقطن فيها، كما اندلعت اشتباكات في محيط مديرية الأمن بمنطقة بوعطني بين قوات مجلس الشورى وقوات الصاعقة التابعة لحفتر, وأسفرت عن قتلى وجرحى.