البرلمان العربي يحذر من اجتياح رفح جنوب قطاع غزة    أبطال أوروبا: باريس سان جيرمان يستضيف بوروسيا دورتموند والريال يواجه بايرن في إياب الدور قبل النهائي    الذهب يصعد متأثراً بآمال خفض اسعار الفائدة الأميركية    فارس الصلابة يترجل    الانتقالي يحيي ذكرى استشهاد اللواء علي ناصر هادي بعدن    الرئيس الزُبيدي يشدد على مضاعفة الجهود لتطوير قطاع الاتصالات    عودة نجم بايرن للتدريبات.. وحسم موقفه من صدام الريال    صورة.. الهلال يسخر من أهلي جدة قبل الكلاسيكو السعودي    السياسي الوحيد الذي حزن لموته الجميع ولم يشمت بوفاته شامت    مبابي يوافق على تحدي يوسين بولت    منظمات إغاثية تطلق نداءً عاجلاً لتأمين احتياجات اليمن الإنسانية مميز    مسيره لطلاب جامعات ومدارس تعز نصرة لغزة ودعما لطلاب الجامعات في العالم    أمين عام الاشتراكي يعزي برحيل المناضل احمد مساعد حسين مميز    مليشيا الحوثي تقتحم قرية بالحديدة وتهجّر سكانها وتختطف آخرين وتعتدي على النساء والأطفال    تعاون حوثي مع فرع تنظيم القاعدة المخيف في تهديد جديد لليمن مميز    ضجة بعد نشر فيديو لفنانة عربية شهيرة مع جنرال بارز في الجيش .. شاهد    رشاد العليمي وعصابته المتحكمة في نفط حضرموت تمنع تزويد كهرباء عدن    ضعوا القمامة أمام منازل المسئولين الكبار .. ولكم العبرة من وزير بريطاني    «كلاسيكو» الأهلي والهلال.. صراع بين المجد والمركز الآسيوي    صنعاء.. اعتقال خبير في المواصفات والمقاييس بعد ساعات من متابعته بلاغ في هيئة مكافحة الفساد    سلطات الشرعية التي لا ترد على اتهامات الفساد تفقد كل سند أخلاقي وقانوني    جريمة مروعة في حضرموت.. قطاع طرق يقتلون بائع قات من عمران بهدف نهب حمولته    القاعدي: مراكز الحوثي الصيفية "محاضن إرهاب" تحوّل الأطفال إلى أداة قتل وقنابل موقوتة    ميسي وإنفانتينو ينعيان المدرب الأسطوري    تغاريد حرة.. رشفة حرية تخثر الدم    رغم تدخل الرياض وأبوظبي.. موقف صارم لمحافظ البنك المركزي في عدن    الحوثيون يطوقون أحد المركز الصيفية في صنعاء بعناصرهم وسط تعالي صراح وبكاء الطلاب    بسبب منعه عكس الخط .. شاهد بالفيديو قيادي حوثي يدهس متعمدا مدير المرور بصنعاء    العثور على جثة مواطن معلقة في شجرة جنوب غربي اليمن    عقب تهديدات حوثية بضرب المنشآت.. خروج محطة مارب الغازية عن الخدمة ومصادر تكشف السبب    البشائر العشر لمن واظب على صلاة الفجر    الشيخ علي جمعة: القرآن الكريم نزَل في الحجاز وقُرِأ في مصر    هل يستطيع وزير المالية اصدار كشف بمرتبات رئيس الوزراء وكبار المسئولين    البدعة و الترفيه    فاجعةٌ تهزّ زنجبار: قتيلٌ مجهول يُثيرُ الرعبَ في قلوبِ الأهالي(صورة)    "ضمائرنا في إجازة!"... برلماني ينتقد سلوكيات البعض ويطالب بدعم الرئيس العليمي لإنقاذ اليمن!    رباعية هالاند تحسم لقب هداف الدوري.. وتسكت المنتقدين    حقيقة وفاة محافظ لحج التركي    "ثورة شعبية ضد الحوثيين"...قيادية مؤتمرية تدعو اليمنيين لهبة رجل واحد    فيديو مؤثر.. فنان العرب الفنان محمد عبده يكشف لجماهيره عن نوع السرطان الذي أصيب به    استهداف السامعي محاولة لتعطيل الاداء الرقابي على السلطة التنفيذية    وفاة مريض بسبب نقص الاكسجين في لحج ...اليك الحقيقة    الليغا: اشبيلية يزيد متاعب غرناطة والميريا يفاجىء فاليكانو    تعز: 7 حالات وفاة وأكثر من 600 إصابة بالكوليرا منذ مطلع العام الجاري    ها نحن في جحر الحمار الداخلي    بخط النبي محمد وبصمة يده .. وثيقة تثير ضجة بعد العثور عليها في كنيسة سيناء (صور)    أمريكا تغدر بالامارات بعدم الرد أو الشجب على هجمات الحوثي    الحكومة تجدد دعمها لجهود ومساعي تحقيق السلام المبني على المرجعيات    ثعلب يمني ذكي خدع الإمام الشافعي وكبار العلماء بطريقة ماكرة    دعاء يغفر الذنوب والكبائر.. الجأ إلى ربك بهذه الكلمات    يا أبناء عدن: احمدوا الله على انقطاع الكهرباء فهي ضارة وملعونة و"بنت" كلب    الثلاثاء القادم في مصر مؤسسة تكوين تستضيف الروائيين (المقري ونصر الله)    في ظل موجة جديدة تضرب المحافظة.. وفاة وإصابة أكثر من 27 شخصا بالكوليرا في إب    تعز مدينة الدهشة والبرود والفرح الحزين    بالفيديو.. داعية مصري : الحجامة تخريف وليست سنة نبوية    صحيح العقيدة اهم من سن القوانين.. قيادة السيارة ومبايض المرأة    ناشط من عدن ينتقد تضليل الهيئة العليا للأدوية بشأن حاويات الأدوية    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سفير جمهورية روسيا الاتحادية بصنعاء يشرّح الواقع اليمني والدولي ويؤكد أن الدب الروسي سيظل سيد غابته
في حوار مطول مع صحيفة الجيش
نشر في المشهد اليمني يوم 08 - 01 - 2015


حاوراه: طاهر العبسي - مراد القدسي
ترجمة: عبدالقدوس الخاشب
اشاد سعادة سفير جمهورية روسيا الاتحادية فلاديمير ديدوشكين لدى بلادنا بمستوى العلاقات التاريخية القائمة بين البلدين الصديقين اليمن وروسيا التي شهدت مخاضات وتحولات وتجارب حقيقية لتصبح متينة ومتميزة..
وأوضح ديدوشكين في حوار اجرته معه اسبوعية «26سبتمبر» ونشرته في حلقتين بأن مفاتيح التطورات السياسية الايجابية في اليمن خلال العام الجديد 2015م هي العمل على تطبيق نتائج الحوار ومضامين اتفاق السلم والشراكة الوطنية.. متطرقاً الى عدد من القضايا الاقليمية والدولية المهمة في سياق هذا الحوار:
العلاقات اليمنية- الروسية تاريخية ومتينة ومتميزة.. كيف تصفون مسارات الصداقة والتعاون بين الحكومتين اليمنية والروسية في المرحلة الراهنة؟
العلاقات السياسية والتجارية بين اليمن وروسيا تم تدشينها بعد توقيع معاهدة الصداقة والتجارة في 1 نوفمبر عام 1928م، ومع ذلك، فان العلاقات الدبلوماسية بين بلدينا لم تتحقق الا في 31أكتوبر 1955م وعلى هذا فاننا في العام الجاري 2015م سنحتفل بالذكرى ال60 للعلاقات الدبلوماسية بين بلدينا.. سبق لي وأن تحدثت في مقابلات صحفية سابقة عن العلاقات التاريخية بين اليمن وروسيا ووضحت بالقول ان تلك العلاقات خاضت مراحل عديدة من التجارب الحقيقية والتمحيص والثبات.. ادى ذلك الى تحقيق نجاحها وترسيخها واصبحت علاقاتنا متينة ومتميزة .
أولا وقبل كل شيء، لا اريد ان يفوتني الحديث عن حدث مهم في تاريخ اليمن وهو ثورة 26سبتمبر 1962م الذي تحمله صحيفتكم الغراء.. فقد استطاعت بلادنا في ذلك الوقت ان تساعد الجمهورية الفتية على الصمود ودعمها بالمعدات التكنولوجية العسكرية وكانت بلادنا الدولة الثانية بعد مصر التي اعترفت بالثورة والجمهورية في اليمن.. وفي عام 1990م، روسيا دعمت الاجراءات التي توافق عليها اليمنيون والتي ادت الى توحيد اليمن في دولة واحدة.
كنت حينذاك اعمل في السفارة الروسية في عدن، والان انا سفير لبلادي في صنعاء. وخلال هذه الفترة كلها، حكومة روسيا الاتحادية قدمت مساعدة مجانية ضخمة للشعب اليمني، لبناء عدد كبير من الشركات الصناعية الكبرى في كل من الشمال والجنوب. روسيا ورئيسها وحكومتها في هذه الأيام العصيبة قدمت الدعم السياسي والدبلوماسي كما قدمت يد العون إلى اليمن الصديق في مجالات انسانية عدة..
وبالطبع فان الاتصالات بين حكومتينا لم تتوقف على كافة الاصعدة السياسية والاقتصادية والتعاون الامني في مكافحة الارهاب وغيرها من المجالات المختلفة التي تهم البلدين الصديقين .. من جانب آخر.. نحن الآن نبذل جهودا حثيثة من اجل دفع عجلة تطوير التعاون الاقتصادي الى الامام.. والحمد لله ان تلك الجهود بدأت تؤتي ثمارها فخلال العام الماضي ارتفع حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى أكثر من الضعفين؛ ليصل إلى ما يقارب ال600 مليون دولار.
كما ان بلادنا حرصت على تقديم المساعدات الإنسانية عبر وزارة الحالات الطارئة الروسية خلال الفترة الماضية.. وفي عام 2015م.. نحن نخطط لرفع التعاون الثنائي إلى مستويات عالية من اجل المضي قدما بعلاقاتنا الاقتصادية نحو تحقيق الاهداف المرجوة منها خدمة لمصالح شعبينا وبلدينا الصديقين.. وكل ما أود قوله ومعه سأشعر بارتياح كبير هو ان اجد التوجه والعزيمة من قبل الحكومة الوطنية اليمنية الموحدة برئاسة السيد خالد بحاح باتخاذ خطوات حقيقية لتوسيع التواصل البيني مع روسيا.. ومن جانبنا فسوف نتقدم الدعم الكامل للبرنامج الحكومي الذي تقدم به السيد بحاح ونالت الحكومة بموجبه ثقة البرلمان اليمني مؤخراً.. وسنبذل كل الجهود الممكنة من اجل المساعدة في تنفيذ هذا البرنامج المهم للشعب اليمني الصديق.
تعاون نشط
كيف تنظرون إلى الآفاق المستقبلية للتعاون القائم بين البلدين الصديقين لاسيما في المجالين الحيويين الاقتصادي والعسكري؟
اضافة الى ما تحدثت عنه اعلاه.. الا انني انظر الى مستقبل علاقاتنا الثنائية بتفاؤل كبير.. وانتم تطرقتم في سؤالكم الى مستقبل علاقاتنا الاقتصادية والعسكرية.. انتم مصيبون في تساؤلكم لأن اساس العلاقات الثنائية البينية بين بلدينا ترتكز على هذين الجانبين.. واتمنى ان تشهد العلاقات الاقتصادية والعسكرية بين البلدين مزيدا من التطورات على غرار التعاون المثمر والمنظم في الميدان السياسي.. حيث ان روسيا واليمن حققا نجاحاً تاماً في التنسيق والتحرك حيال مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك على الساحة الدولية، كما حققا تعاونا نشطا في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى.
وهنا اعيد التأكيد على وجوب اعطاء العلاقات الاقتصادية والعسكرية دفعة إضافية.. من وجهة نظري كسفير لروسيا الاتحادية في اليمن.. أرى انه يجب علينا في روسيا واليمن ان نعمل على ربط التجارة الروسية بنظيرتها اليمنية كما يجب ان نسعى الى جلب الوزارات والدوائر الاقتصادية الروسية لانجاز مشاريع جديدة في اليمن .
ومن المهم بصفة خاصة التركيز على ما يثيراهتمام الشركات الخاصة الروسية من اجل جلبها للعمل في السوق اليمنية.. وهذه ليست مهمة سهلة.. وبصراحة اقول لكم.. أنه بالنظر إلى الوضع السياسي الداخلي الصعب الذي تمر به اليمن، فان الشركات الروسية تتخوف ولا يصطفون في طابور للقدوم إلى اليمن.. لذلك يجب العمل اولاً على توفير الامن والاستقرار والاصلاحات السياسية والاقتصادية وتهيئة الاوضاع والبيئة للاستثمار الآمن ومن ثم العمل بجدية تامة لعرض الفرص الاستثمارية الموجودة في اليمن والتي تثير اهتمام تلك الشركات وتجعلها تقدم على الاستثمار.. ولهذه الغاية تم تبادل وفود رجال الاعمال من بلدينا.. ففي يونيو 2013م، زارت البعثة التجارية الروسية صنعاء، وفي أغسطس 2014م استقبلت موسكو رجال الأعمال اليمنيين.. واجريت المحادثات حول التعاون في مجالات مثل توليد الطاقة والبتروكيماويات والنقل والبناء والصيد والتعدين.. وفيما يخص التعاون العسكري، هناك قاعدة عامة، توجب عدم الاعلان عنه.. وما يمكنني قوله في هذا المنحى هو أنه لن يتوقف ذلك التعاون أبدا، وآفاق المستقبل ستشهد تطورات مهمة.. وقد بدأت وزارتا الدفاع في بلدينا بتنفيذ عدد من العقود الجديدة الرئيسية ذات الاهتمام المشترك.
تنفيذ الاتفاقيات
أثناء زيارة الرئيس عبدربه منصور هادي لموسكو جرى التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون وتبادل المنافع التي تخدم مصالح اليمن وجمهورية روسيا الاتحادية.. ما مدى تنفيذ مضامين تلك الاتفاقيات؟
بالفعل كانت زيارة الرئيس هادي الى موسكو مهمة جدا لتفعيل ودفع العلاقات الثنائية البينية قدما.. فالزيارة التي قام بها فخامته الى موسكو في ابريل 2013م.. علقت عليها آمال واهمية كبيرة.. فمحادثات الرئيس اليمني مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومع رئيس مجلس الوزراء دمتري ميدفيديف ومع العديد من الوزراء وضعت أسس التعاون الثنائي للسنوات القليلة المقبلة.. اما الجوانب السياسية،فقد أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعمه القوي للرئيس اليمني لتنفيذ عملية الانتقال السياسي.. وكسفير لبلدي لدى اليمن فاننا قمنا بما يجب علينا القيام به من خلال العمل الدبلوماسي تنفيذا لتعليمات رئيس بلدي في هذا الشأن.. ولم نكتف بالعمل الدبلوماسي الرسمي وانما اسهمنا بصفة شخصية في تقديم النصائح للمسئولين السياسيين اليمنيين على مختلف المستويات من رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء وانتهاء بالمكونات السياسية اليمنية وذلك من اجل ضمان تنفيذ ما اتفق عليه اليمنيون وتضمنته مقررات مؤتمر الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة.
وعودة لزيارة الرئيس هادي لموسكو التي كانت ناجحة جدا اتضح ذلك من خلال ما تم من الاتفاق عليه من توقيع عدد من اتفاقيات التعاون الثنائي على مختلف الاصعدة، لاسيما في جوانب الاقتصاد والتعاون العسكري التقني.. ولتحقيق النجاح المطلق لتلك الاتفاقيات- من وجهة نظري- لابد من التركيز عليه من وجه الخصوص على إطلاق عمل للجنة الحكومية العليا (الروسية- اليمنية) المشتركة حول التعاون الاقتصادي والعلمي والتقني لما لهذه اللجنة من اهمية بالغة في متابعة وتنفيذ ما تم الاتفاق والتوقيع عليه من اتفاقيات رسمية بين الرئيسين بوتين وهادي في موسكو.
في يونيو ونوفمبر من العام 2014م قام رئيس اللجنة الحكومية العليا (الروسية- اليمنية) المشتركة والذي يمثل الجانب الروسي فيها بزيارتين الى اليمن.. التقى فيهما الرئيس هادي، ورئيس الوزراء بحاح، ورئيس اللجنة الحكومية العليا المشتركة وزير التخطيط والتعاون الدولي السيد الميتمي ومع معظم أعضاء الحكومة الجديدة.. كما زار محافظة عدن، حيث ناقش إمكانية إبرام عقود مع قيادة المصفاة، وميناء المنطقة الاقتصادية الحرة.. ونتيجة لهذه الزيارة، ظهرت احتمالات جدية للاتفاق على توقيع عقود كبرى في مجال الطاقة.. وأعتقد أننا سنتوصل مع الجانب اليمني الى اتفاق لتجهيز تلك العقود لطرحها للتوقيع النهائي عليها من قبل الطرفين الروسي واليمني خلال الاجتماع المقرر عقده في فبراير 2015م للجنة الحكومية العليا المشتركة في موسكو. حيث من المتوقع ان يتم التوقيع على خمس اتفاقيات يمنية- روسية في مجال التعاون المعلوماتي.. وهذا يعد احدى ثمار زيارة الرئيس هادي لموسكو.. أرجو أن أكون قد أجبت علي سؤالكم بالتفصيل.
عام صعب
انتم كيف تقيمون الوضع السياسي الداخلي في اليمن؟
لقد مر عام صعب جداً على اليمن.. وكما هو الحال دائماً، مليء بالأحداث السياسية.. أهمها انتهاء مؤتمر الحوار الوطني في يناير.. وانعكاس نتائج المؤتمر على اتفاق السلم والشراكة الوطنية.. واصبحت هاتان الوثيقتان مفاتيح حاسمة في التطورات السياسية في اليمن خلال العام الحالي، كما اصبحت تمثلان المبادئ الرئيسية لتوجهات الحكومة برئاسة السيد خالد بحاح.. فالوثيقتان كلاهما تجدان الدعم الكامل من روسيا ومن بقية الدول الاساسية في المجتمع الدولي.
وهكذا، فإن القاعدة النظرية للتغلب على الأزمة في البلاد قد تم انجازها ولم تعد بحاجة الى مبادرات جديدة.. بل المطلوب تنفيذ ما تم الاتفاق عليه.. وفي هذا الصدد، أود أن أعيد التأكيد من جديد على الدور الحاسم للمستشار الخاص للامين العام للامم المتحدة السيد جمال بن عمر، الذي شارك في إعداد كل الوثائق التي انجزها اليمنيون سواء في مؤتمر الحوار الوطني او اتفاق السلم والشراكة وعمل على المساعدة على تنفيذها.. أعتقد أن اليمنيين سوف يثمنون كل الجهود متعددة الأوجه التي بذلت من أجل خير بلدهم.. نحن «العشرة « الراعيين للعملية السياسية الصعبة في اليمن سوف نقدم كل اوجه الدعم والمساعدة التي من شأنها الاسهام في نجاح كل الاتفاقات التي توصل إليها اصدقاؤنا اليمنيون.
وهكذا، في العام الحالي 2015 م امام اليمن مهام كبيرة.. فمن الضروري الاسراع في عقد الاستفتاء على الدستور وتنظيم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.. ومع ذلك، فإن الأولوية المطلقة تظل لتنفيذ برنامج الحكومة في مجال الانتعاش الاقتصادي.. في هذا الاتجاه يتوجب على الجهات المانحة ان تلعب دوراً مهماً وهي مدعوة للوفاء بالتزاماتها نحو اليمن وذلك من اجل تعزيز الاقتصاد اليمني الذي سوف يمكننا من ايجاد حلول للمعضلات الاجتماعية، وفي المقام الأول تسوية القضية الجنوبية وقضية صعدة وفقا لمخرجات مؤتمرالحوار الوطني.. فالاستقرار الاقتصادي يمهد الطريق للاستقرار السياسي.. أعني بذلك.. الظواهر القتالية ونزع سلاح الوحدات غير القانونية، والتي ينبغي أن يتم ضمها إلى الجيش والهياكل الأمنية، فضلاً عن القضاء على نقاط التفتيش غير القانونية والوجود المسلح في جميع مناطق البلاد.. أنا فهمت من خلال اتصالاتي مع الجهات الحكومية ومع القوى السياسية أن هناك استعداداً لتنفيذ هذه الاجراءات.. فإذا ما تم تحقيق كل هذه الخطوات فعند ذلك ستختفي البنى الاجتماعية والتي تعد حاضنة للارهاب وسيتم حسم الصراع مع «القاعدة» الذي سيتصف بالوضوح وفعالية اكبر.. وبالتوازي مع تحقيق الاستقرار الاقتصادي فإنه يجب مواصلة الجهود لحل خلافات الرؤى المتعثرة والصراع بين القوى السياسية الموروثة من احداث ما يسمى «الربيع العربي» والتي حدثت عام 2011 م.. موسكو مقتنعة بأن القوى السياسية يجب ان تتجمع حول الرئيس هادي الذي يعمل بشكل روتيني يومي لتحقيق المصالحة الوطنية.
في اليمن، لا توجد أحزاب جيدة او سيئة، ولا سياسيون خاسرون او فائزون. وينبغي على جميع الأطراف أن تسعى لإيجاد حلول وسطية والبحث عن التقاطعات من اجل الوصول الى تحقيق المصالحة الكاملة،هذه مسؤولية المؤتمر الشعبي العام، والتجمع اليمني للإصلاح، وأنصار الله، والحزب الاشتراكي اليمني وبقية الأطراف السياسية والحزبية الأخرى في اليمن.. وفي هذا الصدد، أود أن أقول وانا على يقين من ذلك: أن المشاكل السياسية والاقتصادية التي ناقشها اليمنيون وتوافقوا على وجودها لا يمكن حلها عن طريق العقوبات الدولية أو من طرف واحد.. تجارب العقوبات وممارستها كما نعلمها جميعاً تمتلك تأثيرات عكسية، وغالباً تأثيرات سلبية ومدمرة.. وفي أكثر الأحيان، فرض العقوبات تؤدي إلى الحروب، والى الانقسام في داخل الدول بين الأحزاب السياسية بل تصل الانقسامات الى داخل الاحزاب نفسها.. هذه مأساة مع الأسف الشديد، هذه السياسة او الاجراءات العقابية لن تنجح في اليمن ولا في غير اليمن.. لذا يجب على القوى السياسية ان تسعى الى ايجاد أرضية مشتركة تتوافق عليها ذاتيا وبدون الرضوخ لاي ضغط خارجي أو تهديدات من المجتمع الدولي، بل على أساس من حسن النية والحكمة التاريخية المتأصلة في الشعب اليمني.. ليس لدي أي شك في أن اليمنيين سوف يحققون النجاح بالطبع اذا ما التزموا بعدم الخضوع لاية ضغوطات او املاءات تأتيهم من الخارج.. مصير البلاد في أيدي ابناء الشعب اليمني، وليس في ايدي الأجانب.. لا أحد في الغرب أو في الشرق، له الحق في إملاء إرادته على اليمن أو أن يقرر من هو على حق ومن هو على خطأ.. فقد حان الوقت أن يفهم الجميع ذلك.
صراع المصالح
رددت بعض وسائل الإعلام مؤخراً عن ازدياد حدة صراع المصالح الدولية في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن.. أين يكمن دور روسيا في هذه المنطقة الحيوية من العالم؟
روسيا، وخلافاً لبعض الدول الغربية التي لا يوجد لديها مصالح جيوسياسية على الإطلاق.. في البحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن.. خلافاً لهم دعينا دائماً لضمان سلامة الملاحة وحركة الشحن التجارية في هذه المنطقة.. وكانت روسيا احد الأطراف الرئيسية التي شاركت في الجهود الدولية لمكافحة ظاهرة القرصنة.
القيادة الروسية تؤيد إنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، وفي المقام الأول المعني بهذا الدولة الإسرائيلية، كما ندعم كل الجهود الرامية للتوصل إلى اتفاق حول الأمن في الخليج الفارسي.. وفي هذا السياق، من المهم جدا الحفاظ على الاستقرار في اليمن التي تقع على مفترق طرق وسائل النقل الاستراتيجية.. إن الحرب الأهلية في اليمن ستكون محفوفة بالمخاطر وستؤدي الى عدم التوازن في المنطقة بأسرها، من شأنه أن يسبب ضررا خطيرا للأمن الدولي بشكل عام.. روسيا سوف تفعل كل ما بوسعها لمنع ذلك. نأمل أن ينطبق الشيء نفسه على بقية الدول المعنية الأخرى.. في عالم اليوم المتعدد الأقطاب لا يمكن أن تتصرف مثل «فيل في متجر للاواني المنزلية» وإملاء إرادة الدول الأخرى على الشعوب اشباعاً وخدمة لمصالحها الأنانية.. هذه الأوقات قد عفى عليها الزمن واصبحت من الماضي.
هناك مسارين لاستهداف روسيا من قبل الغرب، المسار الأول اقتصادي والمسار الثاني الحيلولة من تحجيم الدور السياسي الروسي في منطقة الشرق الأوسط.. كيف تتعامل الدبلوماسية الروسية مع هذا الاتجاه؟
لن نوجه اللوم لأحد في العالم الا للدول الغربية التي تصر على مواجهة مصالح روسيا في الشرق الأوسط.. دعونا نكون صادقين ونتحدث بصراحة في عام 1990م نحن حينها لم نول اهتماماً كافياً لمنطقة الشرق الاوسط، بسبب الصعوبات الاقتصادية الخاصة والمعروفة.. وقد فقدت روسيا الكثير من مصالحها ونفوذها بل وعدد من اصدقائها التقليديين، ولكن لا يجب ان نستمر في تلك السياسة ونفقد ما تبقى لنا من تلك المصالح.. كما يجب علينا السعي لاستعادة مصالحنا واصدقائنا في هذه المنطقة فهذا عمل مشروع.. فالدول العربية كانت وستبقى مرتبطة معنا بصداقة كبيرة، خاصة من باب اننا قمنا بتدريب وتأهيل مئات الآلاف من الكوادر الوطنية لتلك الدول.. مثلاً في اليمن يعمل بها أكثر من 50ألف كادر وطني من خريجي جامعاتنا ومعاهدنا العليا التخصصية.
اليوم، روسيا تعود بنشاط الى الشرق الأوسط كشريك سياسي واقتصادي موثوق بها.. وأؤكد ان اهداف سياساتنا في المنطقة لا تقوم على سياسة الإملاء على إرادة الدول العربية والإسلامية او اللجوء إلى استخدام الضغط القوي عليها أو توجيه التهديدات لهذه الدول، بل تقوم سياستنا على تقديم السلام والاستقرار، وتطوير العلاقات الاقتصادية والإنسانية على قدم المساواة والمنفعة المتبادلة معها.. وهذه هي مهمة الدبلوماسية الروسية، التي أتشرف أن أكون احد المشاركين فيها.
دعم دولي
دعت روسيا مؤخراً المعارضة السورية لعقد اجتماع في موسكو.. هل تعتقدون بأن مثل هذا الاجتماع سيمهد لحل سياسي لاسيما في ظل الصراع العسكري في هذا البلد العربي الشقيق؟
سؤالكم عن سوريا هو قريب إلى قلبي، هذا البلد صديق لروسيا، وقد عملت في وزارة الشؤون الخارجية قبل وصولي إلى اليمن على الملف السوري.. حيث يتميز الوضع هناك بالتوتر الشديد.. فالقوات الحكومية النظامية تتقاتل مع الجماعات الإرهابية في جميع أنحاء البلاد.. الان تجري مفاوضات من اجل استئناف عملية السلام التي توسط فيها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بشأن سوريا السيد دي ميستورا.. روسيا مشاركة نشطة في هذه الاتصالات ونلتقي مع جميع المجموعات المعارضة وممثلي الحكومة.. في مهمة رئيسية تهدف الى تنظيم مؤتمر تحت رعاية الأمم المتحدة «جنيف3».. وفي هذا الصدد، اقترحنا عقد اجتماع تحضيري في موسكو تشارك فيه جميع مجموعات المعارضة على حد سواء المعارضة الخارجية والداخلية، وبالطبع الحكومة السورية.. للاتفاق على جدول أعمال جنيف»3».. حيث ان السبب الرئيس في فشل جنيف-2 كانت النقاشات الحادة حول جدول الأعمال.. في موسكو يمكن ان يتم الاتفاق على تشكيل وفد المعارضة بحيث يشمل ممثلي المعارضة في الخارج ، بما في ذلك « الائتلاف الوطني «، و ايضا يشمل ممثلي المعارضة الداخلية.. ونسعى الى تحقيق الكمالية من اجل تشكيل وفد واحد للمعارضة،ولكني اظن ان ذلك لن يحالفه النجاح.. لذلك اذا ما توصلنا الى ازالة الخلافات بين وفود المعارضة المختلفة الداخلية والخارجية ونجحنا في تقريب وجهات النظر بين ممثلي هذه المجموعات وممثلي الحكومة السورية على أساس المبادئ العامة ومصلحة الشعب السوري فاننا بذلك سنكون قد حققنا نجاحاً باهراً.
مبادرتنا لعقد اجتماع في موسكو بالفعل وجدت الدعم من جميع مكونات المجتمع الدولي والحكومة السورية وعدد واسع من ممثلي المعارضة السورية في الداخل والخارج.. ولا يمكن أن يتحقق حل الأزمة السورية التي هي مستمرة منذ ثلاث سنوات إلا من خلال الحوار بين الحكومة السورية وجميع ممثلي المعارضة.. السوريون مثل اليمنيين يجب عليهم التفاوض فيما بينهم بأنفسهم دون أي تدخل من الخارج.. على ان يبقى دور الوسطاء الدوليين واللاعبين الأجانب من اجل تهيئة بيئة سياسية مواتية لانجاح تفاوض السوريين.. لذلك لا أتصور ان أرى السوريين يتفاوضون دون ان تكون هناك صعوبات اكبر من تلك الصعوبات التي لاقت الاصدقاء اليمنيين وذلك بسبب الخلافات بين الجهات الخارجية التي تدخلت في الشأن السوري بوضوح.
الاعتراف بدولة فلسطين
بدأت في الآونة الأخيرة بعض الدول الغربية تؤيد قيام دولة فلسطينية.. ماذا عن موقف روسيا من قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس؟
روسيا اعترفت بدولة فلسطين في أواخر 1980م.. الدول الغربية الان فقط بدأوا ينتهجون ما انتهجناه نحن منذ الثمانينات وتوصلوا الى هذا المفهوم ولكنهم وصلوا الى ذلك متأخرين.. لكن من جانب آخر ان تصل متأخراً أفضل من ألا تصل أبداً.. وهكذا، بالنسبة لنا ليس هناك اي اعتراض على مبدأ الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وكذلك ليس لدينا اية ملاحظات على مقترح مشروع القرار الذي قدمته الدول العربية الى مجلس الأمن الدولي.. بشكل عام المطالب الفلسطينية مبررة تماما.. ويحق لهم تأسيس دولة خاصة بهم.. روسيا لن تتردد في دعم هذا القرار الذي يقوم على أساس قرارات الأمم المتحدة، ومبادئ مدريد، والمبادرة العربية والاتفاقيات القائمة الأخرى. هذه الخطوة من قبل الدول العربية مشروعة بشكل كامل.. من جانب آخر.. نسأل انفسنا.. كيف سيؤثر ذلك على عملية السلام- هل سيتم تعزيزها أو إعاقتها.. روسيا تجري مشاورات مع الأصدقاء الفلسطينيين وأعضاء «اللجنة الرباعية»، كي نفهم ما اذا كان هذا الوضع سيؤثر على عملية السلام واخراجها من المأزق ام سيزيد الاوضاع سوءا. بطبيعة الحال، اننا نرغب من مجلس الأمن الدولي التابع للامم المتحدة أن يصل الى توافق في الاراء بشأن هذه القضية.. و»الفيتو» الامريكي، وإمكانية استخدامه قائمة، فاذا تم استخدامه فانه لن يزيد الوضع إلا تعقيداً اكثر .
عقوبات فاشلة
إلى أي مدى تأثر الاقتصاد الروسي من العقوبات الغربية التي فرضتها دول الناتو جراء الأحداث في أوكرانيا؟
العقوبات لن تجلب أية متعة لأي كان.. في الواقع، العقوبات ضد روسيا تبدو كأن الغرب يعاقب نفسه قبل ان يعاقب روسيا، لأنه سوف يفقد السوق الروسية.. وأنا مقتنع بأن الدول التي تفرض عقوبات ضد دول أخرى هي تفرضها من باب الضعف وليس القوة.. هذه الاجراءات هي علامة تهيج تلك الدول.. وليس نهج استخدام الأدوات السياسة.. ولاسيما فاجأنا موقف الدول الأوروبية التي فرضت عقوبات على حسابهم الخاص، لمجرد إرضاء الولايات المتحدة.. هذه الأعمال من الاتحاد الأوروبي تؤكد مجدداً رهن ورفض هذه الدول سيادتها لصالح الأميركيين.
ومع ذلك، أعتقد أن حرب العقوبات الغربية ضد روسيا تنفذ ليس من اجل ما يجري في أوكرانيا.. الغرب ينفذ خططه الاستراتيجية طويلة الأمد لإضعاف روسيا كأمة حضارية وكدولة.. تحالف شمال الاطلسي يحاول الانتقام منا لانهم يعتقدون اننا خسرنا «الحرب الباردة «.. الا ان روسيا ولدت من جديد ومن «الرماد».. وأعلنت نفسها للعالم كدولة متساوية ومستقلة مع بقية الدول الكبرى.. رغبتنا في أن نكون على قدم المساواة في العالم لا تعجب الكثيرين. العقوبات- تمثل ثمناً لكرامتنا.
أتذكر جيداً عام 1990م.. نحن في ذلك الوقت انفتحنا على الغرب، واستمعنا بأهمية الى نصائح الشركاء الغربيين.. ونتيجة لذلك، حصلنا على توسع حلف شمال الاطلسي «الناتو» الى حدودنا.. وتدهور هائل لاقتصادنا.. كنا حينها ساذجين جداً لاننا وثقنا فيهم واعتمدنا على مساعدتهم.. الا ان المساعدات لم نرها، كانت هناك محاولة لوضعنا في حالة التابعية لهم، بما في ذلك نظامنا الاقتصادي.. الا ان هذه المحاولة فشلت مع بداية رئاسة بوتين. ولذلك، ظهر استياء ورغبة في كسرنا من خلال الهجوم الواسع على اقتصادنا.
وأذكر عملي كسفير لبلدي مؤخراً في واحدة من البلدان الأوروبية عندما تجادلت وتراهنت مع الزملاء الأوروبيين بشأن نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي، والذي اتضح الان تماماً انه موجه ضد روسيا.. الزملاء في وزارة الخارجية الروسية يقولون لي ان روسيا شريك صعب للغاية.. كنت أتساءل لماذا؟.. اتضح ان ذلك يعود الى أن روسيا لا تريد الانصياع لإرادة الولايات المتحدة الامريكية، كما تنصاع لارادتها كل مجموعة دول الاتحاد الأوروبي في إطار ما يسمى ب»التضامن الأوروبي.. «قال لي الاصدقاء الأوروبيون ومالكم من نظام الدفاع الصاروخي الامريكي ونشره في الدول الأوروبية؟, الأميركيون يبنون هذا النظام من أموالهم الخاصة.. ونحن نقول: إذا كان المال لديهم فائضا بهذا الشكل فليبنوه لديهم.. كان ذلك جواباً عليهم!! واضفت ان السماح لهم ببناء هذا النظام العسكري سينتهك التوازن الاستراتيجي في أوروبا ويهدد روسيا وسيادتها.. الزملاء الغربيون لم يفهموا كلماتي عن سيادة روسيا بوضوح بسبب انهم قد تخلوا عن سيادتهم على اوطانهم منذ زمن بعيد.. وهذا هو السبب.. لماذا روسيا للغرب «شريكا صعباً».. وكما ذكر مؤخراً وزير الخارجية الروسي السيد سيرجي لافروف، ونحن أيضا قد بالغنا كثيراً في تقدير استقلال أوروبا في مجال السياسة الخارجية.
اصبح الآن واضحاً أن ضغط العقوبات على روسيا فشلت.. في الواقع أن تأثير العقوبات على اقتصادنا محدود للغاية.. في الوقت نفسه، روسيا تستفيد بنجاح من عواقب سياسة العقوبات الغربية المفروضة عليها من خلال تطوير منشآتها وقدراتها الوطنية.. فقد اتخذت روسيا عددا من التدابير الطارئة لتغيير هيكل اقتصادها، لتحقيق استقلاليتها الكاملة. النتائج لن تنتظر..!!. وأود أن أؤكد لكم أن روسيا سوف لن تبقى على قيد الحياة فحسب، وإنما ستصبح أيضا قوية جدا. في تاريخنا، لقد عانينا مرات كثيرة من اوضاع صعبة الا اننا تعافينا منها، ودائماً خرجنا من تلك الصعوبات منتصرين. وهكذا سيكون الوضع في وقتنا الحاضر.. التاريخ يعيد نفسه ويخبرنا بأننا في طريق النجاح والنصر.
النفط اصبح يستخدم كسلاح ضد الدول التي يصنفها الغرب دول معادية.. هل تأثر الاقتصاد الروسي بانخفاض اسعار النفط وهل لديكم بدائل لمواجهة هذه الحرب غير المعلنة؟
في سؤال سابق، أجبت جزئياً على هذا السؤال، وأشرت إلى أن الغرب أطلق العنان لحرب اقتصادية حقيقية ضد روسيا من خلال فرض العقوبات.. واكدت، أن أيا من هذه العقوبات لن تجعل روسيا تركع لأحد ولا يمكن لأي جهة مهما كانت أن تنجح في ذلك ولن تتمكن أبداً من تحقيق أي هدف من اهدافها العدوانية ضد بلادنا.
وفي هذا الصدد، أود أن أذكر بالمثل الاستعاري الذي اورده الرئيس فلاديمير بوتين في الآونة الأخيرة خلال حضوره مؤتمر صحفي كبير؛ عندما شبه روسيا بالدب الذي حاول البعض انتزاع مخالبه وأسنانه وتقييده فى سلسلة حديدية، أو جعله على شكل جسم محنط.. هذه الأحلام عقيمة.. فإن أيا من هذه الاحلام لن تنجح.. فالدب الروسي سيظل كما هو سيد في غابته الخاصة به، وسوف يبقى كذلك الى الابد.. ولن يسلم أيا من غاباته لاحد.
وفيما يتعلق بالانخفاض الذي طرأ في أسعار الطاقة، والقول بأنه نتيجة لذلك، سقطت العملة الروسية- الروبل مقابل الدولار.. هذا القول ليس دقيقا البتة، والعديد يتساءل عن الأسباب الحقيقة لهذه الظاهرة.. هناك شائعات نسمعها هنا وهناك تقول بوجود مؤامرة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، للتأثير على الاقتصاد الروسي.. من خلال خفض أسعار النفط.. الا انه في الواقع.. انخفاض اسعار الطاقة لها تأثير سلبي ليس فقط على اقتصادنا، ولكن أيضا على العديد من البلدان المنتجة للنفط، بما في ذلك مثلاً اليمن.. فالإيرادات المالية اليمنية من صادرات النفط انخفضت الى الضعفين.. فهل يمكن لليمنيين ان يتهمون الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية بأنهم يديرون مؤامرة ضدهم؟.. هذا الاتهام غير معقول!!.. لذلك الشائعات تضل شائعات.. ومن المحتمل أن يكون هذا الانخفاض الكبير في المشتقات النفطية هو نتيجة للصراع بين منتجي النفط التقليدي والشركات الأمريكية المنتجة للنفط الصخري.. لما لا يكون هذا هو السبب الرئيس فيما يجري في الاسواق النفطية؟!.. فإذا كان الأمر كذلك، سوف ترتفع الأسعار قريبا جدا، لأن انتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة أصبح غير مربح مع هبوط اسعار النفط الى هذه المستويات.. الوقت وحده سوف يوضح لنا كل شيء..ومن الأفضل للجميع عدم الجلوس والتنبؤ حول ما يجري على أوراق الشاي والبحث عن أسباب غير واقعية.. دعونا نبحث عن طرق طويلة الأمد للتغلب على الأزمة.
في بلادنا.. الخطوات اللازمة لمواجهة هذه الازمة قد اتخذت.. فقد خصص البنك المركزي الروسي تريليون روبل لدعم النظام المصرفي الروسي.. اضافة الى 400 مليار روبل خصصت لحل المشاكل الاجتماعية الطارئة، وتقديم المساعدة للفئات الأكثر ضعفاً.. كما عمد البنك المركزي الى رفع معدل الفائدة بشكل كبير وذلك من اجل محاصرة والتحكم بلعبة المضاربين في البورصة على قيمة العملة الوطنية الروسية.. ومؤخراً اسس نظام الائتمان طويل الامد واعتماد شروط للضرائب مواتية للغاية يستفيد منها قطاع رجال الاعمال الروس.. ونتيجة لهذه الاجراءات المتخذة من قبل النظام المصرفي الروسي لم ننتظر طويلا لحصد نتائجها فقد بدأ الدولار واليورو بالتراجع السريع امام الروبل، ومع ذلك فإن المشكلة لا تكمن في التعزيز الكبير للروبل.. لأن ذلك ليس في مصلحة استقرارالصادرات الروسية.. وعلى المدى القصير أو المتوسط، فإننا سوف نخرج من الوضع الصعب الحالي، لأن الاقتصاد الروسي قادر على التكيف حتما على أوضاع أسعار الطاقة المنخفضة نتيجة للتنوع الذي يمتاز به.. ان استمرار انخفاض أسعار النفط على الاطلاق لا يخيفنا ابداً، لا سيما وأن احتياطيات البنك المركزي الروسي من العملات الصعبة تبلغ 419 مليار دولار.. فإذا كانت هناك أية مؤامرة ضدنا، فمن الواضح أنها فشلت.
ضربات دون تفويض
كيف ترون أنتم الأهداف الاستراتيجية للحرب التي تشنها دول التحالف ضد الإرهاب في العراق وسوريا؟
هذه الاستراتيجية التي اتخذت من قيل الولايات المتحدة ومن تحالف معها قد سبق وان تحدثت عنها.. وما اود ان اضيفه في هذا الشأن هو ان اساس مكافحة الارهاب في سوريا بالذات تتحمله الحكومة السورية هذه هي الحقيقة.. الآن مضى ما يقرب من 100 يوم منذ أن شن التحالف المناهض للارهاب الذي تقوده الولايات المتحدة ضرباته الجوية من دون تفويض من مجلس الأمن الدولي التابع للامم المتحدة اوموافقة الحكومة السورية الشرعية وامتدت الضربات العسكرية الجوية للتحالف لتشمل كافة الأراضي السورية.. الا ان النتائج التي تحققت خلال هذه الفترة متواضعة جداً.. لازالت «داعش» تحافظ على مواقعها في الأراضي التي تسيطر عليها في سوريا.. ولازالت تتحكم وتمارس وتفرض سلطاتها في تلك الاراضي.. في الواقع، الإجراءات غير القانونية للتحالف الذي تجاوز مجلس الأمن الدولي التابع للامم المتحدة خلق وضعاً خطيراً بحكم الأمر الواقع.. يتمثل في عدم احترام السيادة الوطنية لسوريا؛ ناهيك عن احتمال انتشار الانشطة الارهابية إلى بلدان أخرى في المنطقة..كما أن إسرائيل انتهزت الإجراءات العسكرية المتخذة من التحالف واعتبرتها كسابقة.. وبدأت بالفعل بشن غارات جوية على أهداف بالقرب من دمشق.. لذلك فان النتائج التي ظهرت نتيجة اجراءات التحالف لم تأت بشيء جيد في هذا الموضوع.
روسيا أعلنت مراراً أن مكافحة الإرهاب الدولي لن تكون فعالة إلا من خلال الجهود الجماعية للمجتمع الدولي على أساس قرارات الأمم المتحدة.. وخلاف ذلك، قد تكون النتائج عكسية وهذا ما حدث بالفعل وشاهدناه في سوريا.
500 حقل للغاز
سمعنا عن وجود شركات روسية استثمارية تعمل في مجال التنقيب عن النفط وفي جوانب اقتصادية استثمارية أخرى.. ما مدى فاعلية الجانب الروسي في هذا المنحى؟
ومن المعروف أن روسيا قد قدمت مساهمة مهمة في البحث عن النفط، وخاصة في جنوب اليمن.. وفي نفس الوقت كان خبراءنا قد استطاعوا العثور على حوالى 500 حقل للغاز الطبيعي.. كل هذا حدث في مطلع عام 1980م واستمر الى بداية عام 1990م.. ومع ذلك، في فترة لاحقة، شهدت بلدينا فترة صعبة من التغيير السياسي، الأمر الذي أدى إلى انخفاض التعاون.. الآن، بالإضافة إلى شركات النفط والغاز الوطنية اليمنية تعمل الشركات الفرنسية وشركات من الولايات المتحدة الامريكية والمملكة المتحدة البريطانية وكندا.. الشركات الروسية تخطط أيضا للعودة إلى السوق اليمني، وخصوصا ان الاصدقاء اليمنيين بانفسهم طلبوا منا ذلك اكثر من مرة.. وسيتم وضع هذا الموضوع على جدول أعمال الاجتماع القادم لللجنة الحكومية المشتركة العليا والتي ستعقد في فبراير القادم في موسكو.
وعموما، يجب أن اشير الى أن اليمن دولة غنية جدا بالموارد الطبيعية.. ومن المهم أن مجتمع رجال الأعمال اليمنيين يوجهون اهتمامهم من اجل التعاون مع روسيا.. من اجل تسويق الفرص الاستثمارية المهمة في اليمن والحصول على التمويلات المالية لها من نظرائهم الروس..من جانب آخر ان اقول لاصدقائي اليمنيين ان الوقت قد حان لوقف الحديث عن الاستثمار الأجنبي في اليمن.. فعلى حد علمي، ان رجال الأعمال اليمنيين الذين يعيشون في البلاد وخارجها، لديهم رؤوس أموال ضخمة تقدر باكثر من 300 مليار دولار.. وينبغي لهذه الأموال أن تعود إلى اليمن لتمويل المشاريع الاستثمارية الضخمة، بدلاً من تكديسها في حسابات البنوك الأجنبية.. آمل أن رجال الأعمال اليمنيين يخططون الآن لما سيناقشونه في اجتماع فبراير 2015م، وذلك من اجل العمل على تزويد وتنشيط الأوعية الدموية المالية في الاقتصاد الوطني.. إنني على ثقة بأن الأمة اليمنية لديها كل الحق في الحياة والازدهار مثلها مثل مثيلاتها في دول الخليج المجاورة. جميع الشروط لذلك متوافرة.. فقط يجب العمل بنشاط..وكما افهم، العمل النشط في كل الاتجاهات..هو الهدف الرئيسي للحكومة الجديدة برئاسة رئيس الوزراء السيد خالد بحاح. سعيد بأن أعلن أن روسيا والصين تعاونتا بنجاح على التسوية اليمنية، من خلال عملنا المشترك في اطار «العشرالدول» الراعية، والذي جعل من «العشر الدول» اتخاذ قرارات متوازنة.
الشريك الأكبر
وقعت روسيا عدد من الاتفاقيات الاقتصادية الضخمة مع الصين والهند.. ماهي الاسهامات الحقيقية المرجوة من تنفيذ هذه الاتفاقيات على الاقتصاد الروسي؟
الصين هي شريكنا الاستراتيجي الاكبر على المستوى الاقتصادي والتجاري.. حجم التبادل التجاري الحالي بين روسيا والصين هو 90 مليار دولار.. وهو ينمو بسرعة كبيرة جدا على الرغم من الصعوبات في الاقتصاد العالمي. والهدف الرئيسي في كلا البلدين هو تغيير هيكل هذه التجارة على حساب عنصر التكنولوجيا الفائقة.. معا نعمل على بناء محطات الطاقة النووية، ونعمل معا على استكشاف الفضاء، ونتعاون معا في صناعة الطائرات والعديد من المجالات الأخرى.تم التوقيع على عقد ب 400 مليار دولار لتوريد الغاز الروسي إلى الصين وهذا يعد خطوة مهمة تصب في مصلحة البلدين الصديقين.. روسيا سوف تكون قادرة على بدء تزويد الشرق الأقصى بالطاقة، من خلال ربط (ويسترن) خطوط الأنابيب الغربية والشرقية لربط انظمة الغاز، لتكون قادرة على نقل الموارد من الشرق إلى الغرب ومن الغرب إلى الشرق.. وستظهر امكانية القيام بمشاريع البناء الضخمة، وتوفير فرص العمل، والحصول على دفعات من المشاريع الجديدة لتطوير مناطق سيبيريا والشرق الأقصى.
لا أستطيع الا أن أقول، أن مصالح روسيا والصين متطابقة تماما في كل مسائل السياسة الخارجية.. نحن ننسق عن كثب مواقفنا المشتركة في مجلس الامن الدولي بالامم المتحدة من اجل تحقيق اهداف التعاون بين بلدينا لتعزيز الأمن الدولي، بما في ذلك امن الشرق الأوسط.. اما بالنسبة للتعاون الاقتصادي مع الهند.. مؤخر قام فخامة الرئيس فلادمير بوتين بزيارة للهند.. حيث حققت تلك الزيارة نجاحا باهرا وخرجت بالتوقيع على عدد من الاتفاقيات الضخمة تقدر ب 600 مليار دولار.. الهند بلد صديق وروسيا ترتبط مع هذه الدوله باتفاقيات اقتصادية وتجارية وعسكرية منذ عشرات السنيين.. زيارة بوتين الاخيرة جاءت لتتوج وتؤكد متانة تلك العلاقات التاريخية بين البلدين والشعبين الصديقين..كما ان حجم التبادل التجاري بين البلدين يشهد خلال الفترة الاخيرة نموا ملحوظا متسم بالسرعة الفائقة.
ومن اوجه التعاون وتنسيق المواقف بين روسيا والصين.. سعيد بأن أعلن أن روسيا والصين تعاونتا بنجاح على التسوية اليمنية، من خلال عملنا المشترك في اطار «العشرالدول « الراعية، والذي جعل من «العشر الدول» اتخاذ قرارات متوازنة.
سرعة هائلة
هل يمكنكم توضيح الجدوى الاقتصادية من خط الغاز الدولي الذي يربط روسيا بالصين و الكوريتين واليابان..وهل هذا الخط معناه انهاء تزويد روسيا لاوروبا الغربية بالغاز الروسي.. ام ان هذا سلاح تستخدمه روسيا ضد الغرب لمراجعة مواقفهم الحادة نحو روسيا؟
في الآونة الاخيرة كثر الحديث عن انعطاف روسيا إلى الشرق عوضا عن التعاون مع أوروبا.. لا يمكن ان يفهم انفتاح روسيا التجاري وتطوره مع دول الشرق ان روسيا ستتخلى عن علاقاتها التجارية والاقتصادية مع دول الغرب هذه الافكار غير منطقية.. فأوروبا لا تزال الشريك التجاري التقليدي.. التجارة مع الاتحاد الأوروبي تصل الى 400 مليار دولار سنويا.. وبالنسبة لأوروبا، كنا وسنبقى المورد الاستراتيجي لموارد الطاقة.. ومع ذلك، فإن قوانين الاقتصاد العالمي تملي علينا بضرورة ايلاء الانتباه ايضا لى الدول القاطنة في منطقة اسيا والمحيط الهادي المحتاجة للطاقة مثل الصين والهند، واليابان، وكوريا الجنوبية، التي ينمو اقتصادياتها بسرعة هائلة.. هذه الاقتصاديات تنمو أسرع مما هي عليه في مناطق أخرى من دول العالم.. روسيا لن تفقد هذه الأسواق.. لدينا استراتيجية لتطوير العلاقات مع منطقة آسيا والمحيط الهادئ وهي استراتيجية ليست جديدة. نحن فقط ننفذ خططنا الاقتصادية في هذه المنطقة والتي كنا قد اعددناها منذ سنوات مضت.. ولا أرى أي سبب معارض لعلاقاتنا الاقتصادية مع أوروبا وفي نفس الوقت مع دول منطقة آسيا والمحيط الهادي، خاصة وانه يقال عن استخدام الغاز الروسي كسلاح ضد اي شخص آخر.. أكثر وثوقا ورخصا لن يجد الاوروبيون موردا للغاز افضل من روسيا في أي مكان آخر.. واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز الصخري من الولايات المتحدة لا يمكن تصوره من الناحية التجارية.. والأوروبيون يدركون ذلك جيدا.
السيل الجنوبي
ما هو المغزى من نقل خط غاز (السيل الجنوبي) من دول شرق وجنوب أوروبا الى تركيا..هل هناك مقايضة ما مع تركيا في الشأن السوري من وراء هذا النقل؟
الاتفاق على تنفيذ عقد نقل الغاز( السيل الجنوبي ) عبر تركيا ليس له علاقة بالأزمة السورية بتاتا.. ولاتوجد اية صفقات مع تركيا في الخفاء ايا كانت.. روسيا لا تنتهج الغموض في سياساتها مع الاخرين.. من وجهة نظري الحديث عن وجود بعض الصفقات الجيوسياسية أو تغيير موقفنا من الشعب السوري من وراء ظهره، خاصة وان سوريا وشعبها ينزفون الدماء بدون ذنب ارتكبوه ولكن بسبب محاولات فرض حلول من الخارج، يبدو ذلك تجديفا في حق الشعب والحكومة السورية..جوهر واسباب ابرام عقد الغاز مع تركيا مختلفة تماما.. الاقتصاد التركي ينمو أيضا، ويحتاج، ايضا كما منطقة آسيا والمحيط الهادئ، الى موارد الطاقة الإضافية.. نحن بنينا ما يسمى السيل الازرق منذو سنوات عديدة.. والآن شركاؤنا الاتراك يثيرون مسألة كيفية زيادة المعروض في المقام الأول داخل الاسواق التركية المحلية.. روسيا من جانبها اعربت عن استعدادها لبناء خط أنابيب جديد لتركيا.. واذا ما ظهر لدى الاوروبيين اهتمام بهذا المشروع، سيكون من الممكن تمديد فرع عبر تركيا إلى اليونان ومقدونيا وصربيا والنمسا.. هم من يقرر ذلك.. مرة أخرى، اؤكد انه لا يوجد مورد للغاز أكثر ربحا وضمانا وبدون مخاطر عبور الترانزيت من روسيا في العالم.. هذه الحقيقة بكل بساطة.
الحرب الباردة
ما موقف روسيا الاتحادية من الدعوات المستمرة من الدول الغربية لضم اوكرانيا الى حلف الناتو؟
من أجل فهم سبب الموقف السلبي الروسي من فكرة انضمام أوكرانيا لحلف الأطلسي.. يجب ان نوضح ذلك ببعض الكلمات عن الحالة الراهنة للعلاقات بين روسيا وحلف شمال الأطلسي.. كما ذكرت، على مدى السنوات ال 25 الماضية بعد انتهاء «الحرب الباردة».. قام حلف شمال الاطلسي في خرق لوعوده بعدم تحريك الأسلحة الأساسية للحلف نحو الشرق..الا ان الحلف قام باستحداث قواعد عسكرية جديدة على مقربة من الحدود الروسية، ولا سيما في بولندا ورومانيا وبلغاريا ودول البلطيق.. روسيا اصبحت محاطة بعشرات من القواعد العسكرية التابعة للولايات المتحدة وحلف شمال الاطلسي.. في حين أننا لا يوجد لدينا سوى قاعدتين خارج اراضينا، مع انها تقع في مناطق التهديد الإرهابي..مثلا في قرغيزستان .. وجدت هذه القاعدة العسكرية الروسية بعد ما دخل المسلحين الارهابيين الى هذه الدولة قادمون من أفغانستان وبناء على طلب السلطات القرغيزية.. والقاعدة الثانية في طاجيكستان - أيضا على الحدود مع أفغانستان.. وجودهم له ما يبرره.. ويمكن أن يضاف أنه في أوروبا تم الحفاظ على الأسلحة النووية التكتيكية الامريكية.. وأود أن أفهم.. ضد من هذه الاسلحة موجهة.. هذاالسؤال ذاته يمكن أن يوجه لطلب تفسير عن سبب نشر نظام الدرع الصاروخي في اوروبا الشرقية وتركيا.. وفي الوقت نفسه، فإن ميزانية وزارة الدفاع في روسيا لا تتعدى 50 مليار دولار، وميزانية الولايات المتحدة هو ما يقرب من عشر مرات أكثر 575 مليار دولار.. لاية اغراض تصرف هذه المخصصات الضخمة؟.. نحن لا نحرك قواتنا المسلحة باتجاه الحدود مع الولايات المتحدة الامريكية.. ولكنهم يقومون بتحريك قواتهم المختلفة بشكل مستمر نحو حدودنا.. وبالإضافة إلى ذلك، في العام الماضي الناتو خفض بشكل كبير من جانب واحد وقطعوا كل الاتصالات والعلاقات وجميع آليات التفاعل تقريبا مع روسيا، بما في ذلك العمل المشترك في أفغانستان، لمكافحة الإرهاب وعدد من المشاريع الأخرى.. كيف يمكننا ان نفهم هذه التصرفات منهم؟ نحن نتحدث عن تهديد مباشر لمصالح وأمن روسيا.
وفي هذا السياق، أعتقد أن قراء صحيفتكم الموقرة لن يكون لديهم أي اسئلة تحيرهم، عندما يسمعون كيف تفاعلت روسيا مع احتمال انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي.. هنا كل شيء واضح تماما.. في ظل هذه الظروف البرلمان الاوكراني مرر مشروع قانون التنازل عن حالة عدم الانحياز الدولة الاوكرانية.. وكما قال رئيس وزراء روسيا، دميتري ميدفيديف، في الواقع ان هذا الاجراء الاوكراني يعد دليل واضح على نية اوكرانيا والغرب ضم اوكرانيا الى عضوية حلف شمال الأطلسي، وتحويل أوكرانيا إلى عدو عسكري محتمل لروسيا.. وزير الخارجية الروسي أيضا يعتبر ان القرار الاوكراني سيجلب نتائج عكسية تماما. لاوكرانيا.. وغرس الوهم في كييف أنه ي باتخاذهم ذلك القرار يمكن ان يسهم في حلحلة الأزمة الداخلية العميقة الأوكرانية.. روسيا سترد بحزم على ذلك.
قمع السكان
تأسست جمهورية روسيا الجديدة في شرق اوكرانيا.. ماهو الموقف الروسي من هذه الدولة الوليدة؟
نحن لا نقدم الفيدرالية أو الحكم الذاتي للجزء الجنوبي الشرقي من أوكرانيا..مصير المنطقة، التي أعلنت فيها جمهورية دانيتسك وجمهورية لوقانسك والتي عرفتا بجمهورية روسيا الجديدة الوضع السياسي والحكومي والكيفية التي يجب ان يكونا عليه يجب أن يحدده الأوكرانيين أنفسهم..
ماحدث في الجنوب الشرقي من أوكرانيا، هو نتيجة لعملية عقابية نظمتها الحكومة في كييف ضد شعبها..في هذه العملية تم استخدام القوات المسلحة الاوكرانية، وقاذفات صواريخ متعددة والمدفعية والطائرات.. معنى هذه العملية العقابية هو قمع السكان، الذين لم يوافقوا الحكومة الجديدة على الانقلاب العسكري الذي حدث في كييف.. والملاحظ ان السلطات الانقلابية الجديد في كييف ترفض بعناد أن تبدأ بالحوار السياسي مع هذا الجزء من الشعب.. بشأن السياسات السكانية وعلى الإصلاح الدستوري، على النحو المتفق عليه في جنيف في اجتماع ممثلي الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا، الذي تم عقده في 17 أبريل.. وفي وقت لاحق، اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطة للسلام التي شكلت أساس اتفاقية مينسك.. حيث احتوت هذه الاتفاقية على وقف إطلاق النار، وتبادل الاسرى وضمانات أمنية، والعفو وترميم العلاقات الاقتصادية، وأخيرا، البدء في اطلاق حوار وطني بمشاركة جميع المناطق والقوى السياسية.. الآن كل هذا يجب الالتزام به، ولكن، قبل كل شيء، يجب على الفور وقف الحرب بين الأشقاء.
بشكل مأساوي، شركائنا الغربيين لا يسهمون في هذا التطور المهم.. على العكس من ذلك، يصبون الزيت على نار الصراع.. على سبيل المثال، وقع الرئيس الأمريكي على قانون «دعم حرية أوكرانيا.» هذه الوثيقة لا علاقة لها بدعم الحرية لا من قريب ولا من بعيد.. وهي تهدف إلى مزيد من تفكيك العلاقات مع روسيا.. نحن ذكرنا مرارا وتكرارا أن محاولة تطبيق قانون الولايات المتحدة ضدنا.. باطل قانونا.. ونحن نعتبر هذا كعمل من الأعمال المعادية لروسيا علنا..حتى السلطات الأوكرانية تتصرف بشكل غريب.. نريد أن نفهم..لماذا رئيس أوكرانيا بيوتر بوروشينكو وقع مرسوم يهدف إلى العزلة المالية والاقتصادية والاجتماعية في المناطق الجنوبية الشرقية في اوكرانيا.. المراقب لذلك يحصل على انطباع بأن كييف لم تكتف بشن الحرب العدوانية على تلك المناطق بل ذهبت بعيدا الى خنق الاقتصاد في منطقة جنوب شرق اوكرانيا، هذه الاجراءات دعت السكان الى المطالبة بالانفصال..على الأقل في روسيا لازال لدينا أمل أن الحوار سوف يكون قادرا على الذهاب - بعد كل شيء - استعادة الوحدة السياسية والارا ضي في أوكرانيا.
جزيرة القرم
القرم أصبح جزءاً من روسيا.. هل تعتقدون ان روسيا لم تخالف القانون الدولي عندما قامت بضم القرم واجتزئته من دولة مستقلة عضوة في مجلس الأمن الدولي؟
كثيرا هي المرات التي شرحت فيها موقف روسيا في شبه جزيرة القرم في وسائل الإعلام اليمنية.. تعترف الأمم المتحدة بحق الشعوب في تقرير المصير.. هذا الحق تم الاخذ به من قبل سكان شبه جزيرة القرم وسيفاستوبول عندما صوتوا بحرية لضم روسيا في مارس الماضي.. إذا لم يحدث ذلك فاننا كنا سنشهد اليوم في شبه جزيرة القرم الدم يتدفق مثل جنوب شرق أوكرانيا.. روسيا انقذت سكان القرم من مجرمي كييف.. يجب على الجميع في كل مكان ان يعرفوا ويفهموا أن شبه جزيرة القرم هي أرض روسية، وعودتها الى روسيا هي استعادة العدالة التاريخية.. من وجهة النظر الروسية، أوكرانيا، كما نحن الان معترفين بها و بسلامة أراضيها وعدم انتهاك سيادتها هذا الامر بالنسبة لنا محسوم نهائيا وبدون رجعة... وان اية عقوبات غربية لن تغير أي شيء في هذا الصدد.. فالعقوبات لن تؤدي إلا إلى تقويض العملية السياسية في أوكرانيا.
الحب والاحترام
كلمة تودون قولها عبر «26سبتمبر»؟
أود أن أغتنم هذه الفرصة لتهنئة القراء الأعزاء،لصحيفة «26سبتمبر» بالسنة الميلادية الجديدة وبالذكرى السنوية للمولد النبوي الشريف الذي يحتفل فيه المسلمون بمولد نبيهم محمد عليه السلام.. وأتمنى للشعب اليمني في عام 2015 م التغلب على كل الصعوبات والخروج من الفترة الانتقالية، لتحقيق الاستقرار السياسي والازدهار.. اليمنيين الذن حقا انا اكن لهم الحب والاحترام العميق لانهم شعب عريق ويمتلكون الثقافة القديمة والحضارة، ويستحقون حياة أفضل.. أنا واثق من أن السلام والازدهار سيأتي الى أرضكم.. روسيا سوف نفعل كل ما في وسعها لمساعدتكم في هذه الرحلة الصعبة، وستقفلا بحزم امام كل من يحاول اعقتكم عن تحقيق آمالكم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.