نشرت صحيفة روسية، تقريرا حول بالأوضاع التي تعيشها اليمن هذه الأيام تساءلت فيه، ما إذا سيتحول هذا البلد الى ساحة للصراع بين السعودية وايران؟ وأشارت الصحيفة، "كوميرسانت" الروسية، إلى أن محاولات المبعوث الرسمي للأمم المتحدة الى اليمن جمال بنعمر، الرامية الى اقناع أطراف النزاع في اليمن بالجلوس الى طاولة الحوار، تستمر لمنع نشوب الحرب الأهلية في افقر دولة في شبه الجزيرة العربية. وذكر أنه "بعد الانقلاب الذي نفذته جماعة الحوثي او من يسمون انفسهم "أنصار الله"، اصبحت الأوضاع في اليمن خارج نطاق السيطرة، لافتة إلى أن "تغير السلطة في اليمن قد يؤدي الى تقويض موقف المملكة السعودية كقوة اقليمية في المنطقة ويعزز موقف منافستها الجيوسياسية – ايران". وكان الرئيس عبد ربه منصور هادي قدم استقالته في 22 يناير الماضي، تحت ضغوط الحوثيين، التي سبقها محاصرة الحركة للقصر الرئاسي واختطاف مدير مكتبه، لاتهامه بإجراء "تغييرات غير قانونية " في نص الدستور الجديد. وأوضحت الصحيفة نقلا عن بعض المصادر في العاصمة اليمنيةصنعاء، لم تسمها أن "الحوثيين كانوا مستعدين لرفع الحصار عن القصر مقابل منحهم الحقائب الوزارية الرئيسية وان يكون لهم نائب لرئيس الجمهورية ونائب لرئيس الحكومة، وضم 50 ألف مقاتل منهم الى القوات المسلحة، و"تسوية النزاع" بشأن محافظة مأرب النفطية، التي تعني سيطرة جماعة الحوثي على مأرب، حيث المعارك مستمرة بينها وبين عناصر حركة "القاعدة". ويقول الخبير في الشؤون اليمنية، ليونيد ايسايف، "بعد ان علمت قيادة الحركة بنية الرئيس هادي انزال القوات المسلحة الى الشوارع وطرد عناصرها من العاصمة، اسرعت الى احتلال القصر. وكانت هذه بداية مرحلة جديدة في النزاع اليمني". وأشارت صحيفة "كوميرسانت" إلى أنه "لم تجر استقالة الرئيس، ورئيس الحكومة المكلف خالد محفوظ بحاح وكبار المسؤولين وفق القوانين السارية، التي بموجبها يحق للبرلمان الذي حله الحوثيون، النظر في هذه الاستقالات". وقالت الصحيفة إن الرئيس السابق علي عبدالله صالح يقدم الدعم العسكري للحوثيين، موضحة أن "هذا الدعم يشير الى ان الواقع فرض على الطرفين المتخاصمين سابقا التعاون لبلوغ اهدافهما"، لافتة إلى أن صالح أعلن في المؤتمر الاستثنائي لحزبه "المؤتمر الشعبي العام"، ان القوات المسلحة الموالية له ستقف الى جانب الحوثيين في حالة تصاعد النزاع". وبينت أن "هذه التغيرات على الساحة اليمنية اعتبرها سكان الجنوب السنة تهديدا لهم واعلنوا استعدادهم لمقاومة أي محاولة للحوثيين لفرض سلطتهم على جنوب البلاد، إضافة لهذا، لا تعترف أي دولة في العالم بالسلطات اليمنية الجديدة، وقد انتقدتهم هيئة الأممالمتحدة بشدة وكذلك جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي". وقالت الصحيفة إن "جيران اليمن يعانون حاليا من اضطرابات سياسية وهذا يصب في مصلحة الشيعة". يقول ليونيد ايسايف "السلطات السعودية حاليا مهتمة بمشاكلها الداخلية بعد وفاة الملك عبدالله، وليس لديهم ما يكفي من القوة والوقت للاهتمام بما يجري في اليمن". وأضاف "كما ان الحالة الصحية لسلطان عمان، قابوس بن سعيد، سيئة جدا، اضافة الى ان للسلطنة علاقات وثيقة غير معلنة مع ايران، مما يمنعها من التهجم على الشيعة"، مشيرا إلى أن "الدولة الوحيدة التي تنشط في المنطقة هي قطر التي تقدم الدعم المالي لحزب "الاصلاح" الإسلامي الخصم العنيد لجماعة الحوثي". واستدرك ايسايف قائلا "لكن حزب "الاصلاح" لم يبرر الآمال، حيث تمكنت الحركة من طرد قيادته الى خارج البلاد". واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول "يربط الخبراء نجاحات الشيعة في اليمن بالدعم من جانب ايران، المنافس الجيوسياسي الرئيسي للملكة السعودية في المنطقة. وحسب رأيهم فإن حركة "انصار الله" هي توأم ل "حزب الله" اللبناني المدعوم من ايران. لذلك إذا تدخلت ايران بصورة مكشوفة في هذه المنافسة، فلن تقف المملكة السعودية مكتوفة الأيدي. أي انه في هذه الحالة سيؤدي تعزيز مواقف الشيعة في اليمن الى زعزعة استقرار الأوضاع ليس فقط في شبه الجزيرة العربية، بل وخارج حدودها".