تصاعدت وتيرة التهديدات الإيرانية المباشرة أو عبر عملائها في المنطقة ضد المملكة العربية السعودية، وعملية “عاصفة الحزم”. وهدد حسين سلامي، نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني، المملكة العربية السعودية بشكل صريح، حين طالب الحوثيين بتوجيه صواريخ بعيدة المدى، قال إنهم يملكونها، لضرب العمق السعودي. وجاء في تهديد سلامي أنه “آن الأوان لتستخدم جماعة الحوثي ما لديها من سلاح للرد على العدوان السعودي على اليمن”، بحسب وصفه. وبدوره صعد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله نبرة التهديد ضد السعودية، وقال يوم أمس الجمعة إن “التهديد الحقيقي ضد الحرمين الشريفين والمقدسات الدينية في مكة، يأتي من الداخل السعودي”. ويرى مراقبون أن تصريحات نصر الله تكشف النقاب عن الهدف الحقيقي من وراء تلك النبرة، ومدى الأهمية التي تبديها طهران تجاه “المسألة اليمنية” وحلفائها الحوثيين، حين أكد بعد كل ذلك في خطابه المتلفز أن “عودة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى منصبه بعد هدوء الأوضاع في اليمن مستبعدة، وأنه لا يمكن لأي تسوية سياسية أن تعيد هادي رئيسا لليمن”. وتعني تصريحات نصر الله أنه في حال عودة هادي، فإن التدخلات الإيرانية لن تتوقف، وأن سيطرة إيران على اليمن عبر وكلائها في جماعة “أنصار الله” كانت تمثل رؤية استراتيجية عميقة بالنسبة لطهران، ربما بشكل يفوق رؤيتها تجاه العراق وسوريا، ما يشكل دليلا على مدى تسبب “عاصفة الحزم” في انهيار جانب كبير من الاستراتيجية الإيرانية، يصعب تعديلها في الوقت الحالي، بإتباع نفس أسلوب دعم الوكلاء والعملاء وتقوية شوكتهم.