ذكرت صحيفة "القدس العربي" نقلا عن مصدر دبلوماسي لم تكشف هويته، أن الوفد الحكومي ووفد الحوثيين المشاركان في مشاورات جنيف، رفضا الصیغة التي اقترحتها الأممالمتحدة لحل الأزمة اليمنية والتي تتضمن سبع نقاط وهي إعلان هدنة إنسانیة على الأقل خلال شهر رمضان وتسهیل عمل المنظمات الإنسانیة لإدخال المساعدات إلى كافة المناطق ووضع آلیة للانسحاب بالتزامن مع الهدنة الإنسانیة ووضع آلیة لتنفیذ الاتفاق والتحقق من التطبیق والإشراف وإطلاق العملیة السیاسیة من خلال حوار تشارك فیه كافة المكونات السیاسیة والتأكید على احترام القانون الإنساني وحمایة المدنیین وتوفیر المساعدات الإنسانیة وأخيرا تنظیم المبعوث الدولي إلى الیمن إسماعیل ولد الشیخ أحمد مشاورات سیاسیة. وذكرت مصادر سياسية يمنية أن النتيجة السلبية لمشاورات جنيف بين السلطة والحوثيين كانت متوقعة سلفا، نظرا لانعدام الثقة بين الطرفين وعدم قبول الحوثيين بالحد الأدنى من شروط المفاوضات ولم يثبتوا من البداية جديتهم في ذلك، واعتبروها فرصة لكسب الوقت لترتيب أوضاعهم السياسية والعسكرية. وقال أستاذ جامعي في جامعة تعز ل"القدس العربي" فضّل عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية "ان الأممالمتحدة لم تكن موفقة في رعاية مفاوضات جنيف بين الأطراف اليمنية وبالتالي كان الفشل نتيجة طبيعية لذلك، لأنها لم تقدم رؤية موضوعية للأزمة وتعاملت مع المتمردين الحوثيين كسلطة أمر واقع، لدرجة أن البعض يعتقد أن الأممالمتحدة وفّرت غطاء سياسيا للحوثيين في حربهم الراهنة ضد السلطة الشرعية ولم تعط بالا للسلطة الشرعية المنتخبة ولا للأغلبية الساحقة من المعارضين للتمدد الحوثي المسلح في اليمن". واشار إلى أن اليمنيين لم يكونوا ينتطروا أي نتائج لمفاوضات جنيف، لسبب بسيط وهو أن الحوثيين لا يعرفون لغة الحوار، بقدر ما يمارسون لغة الرصاص، وأنهم غير مستعدين للتنازل عن أي مكسب عسكري أو سياسي حققوه خلال الفترة السابقة، وأنهم ربما ذهبوا إلى جنيف بهدف تحقيق المزيد من المكاسب السياسية، لشرعنة أعمالهم العسكرية على الأرض، وأنهم حتى لو وقّعوا على أي اتفاق لهدنة أو لوقف إطلاق النار فإنهم لن يلتزموا بها أسوة ببقية الاتفاقات التي تم التوقيع عليها من قبلهم طوال السنوات الماضية. ويرى المعارضون للتمدد الحوثي الشيعي المسلح في المناطق الشافعية السنية أن الوفد الحكومي رجع من مفاوضات جنيف ب(خيبة أمل)، فيما رجع الحوثيون ب(خفي العراسي)، في إشارة إلى حذاء الصحافية العدنية ذكرى العراسي التي قذفت بحذائها على رئيس وفد الحوثيين حمزة الحوثي أثناء مؤتمر صحافي كان يعقده في نادي الصحافيين في جنيف حول الوضع الإنساني في اليمن، قالت انه تضمن مغالطات كبيرة ولم يشر إلى حجم المجازر الإنسانية التي ارتكبها المقاتلون الحوثيون في محافظات الجنوب وفي مقدمتها عدن. وكان المتمردون الحوثيون وضعوا عراقيل عديدة على مشاركتهم في مفاوضات جنيف، رغم أنهم الذين طلبوها عبر وسطاء إقليميين ودوليين، وذلك ابتداء من صيغة الدعوة وعدد أعضاءهم في الوفد ونسبة تمثيلهم فيه، والاعتراض على تسميتهم ب(المتمردين)، وما إلى ذلك من الاعتراضات التي أخرت انعقاد جلسات المشاورات لأكثر من يوم ووصول وفدهم متأخرين، إثر تعاملهم مع الموضوع بنوع من الاستهتار، فهمه البعض بأنه وسيلة لكسب الوقت لتحقيق المزيد من المكاسب العسكرية على الأرض، لاستخدامها وسيلة لرفع سقف المفاوضات كما عملوها مرارا قبيل توقيع العديد من الاتفاقيات والتي كانوا ينطلقون فيها من آخر مكسب حققوه على الأرض. ويرى مراقبون أنه لا فائدة من التفاوض مع متمردين مسلحين، وأن الحل الأمثل للمشكلة اليمنية لن يتحقق إلا عبر عملية نوعية من نفس لغتهم، قد تكون بنفس مستوى (عاصفة الحزم) إذا لم تكن أعلى منها مستوى، وتلحقها عملية (إعادة الأمل)، لأن الوضع العسكري الراهن على الأرض أدخل البلد في كارثة إنسانية وأزمة كبيرة. ويعتقدون أن التذبذب في دعم المقاومة وعدم التجرؤ في اتخاذ قرار التدخل البري من قبل التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الذي يحاول منذ أكثر من 80 يوما إنقاذ السلطة الشرعية برئاسة عبدربه منصور هادي، لعب دورا في إتاحة الفرصة أمام الحوثيين لاستغلال عمليات التحالف الجوية على مكامن القوة العسكرية لديهم ولدى قوات الرئيس السابق علي صالح الموالية لهم لدغدغة العواطف من أجل الحصول على بعض التعاطف مع قضيتهم من خلال الورقة الإنسانية التي يصوروا من خلالها أن عمليات التحالف الجوية هي ضد اليمن، وليس ضد المتمردين الحوثيين وأعوانهم.