أكد وزير الخارجية رياض ياسين، رفض أي حوار جديد مع الحوثيين وصالح "قبل أن تستقر الأمور أي عندما يستظل الجميع للشرعية اليمنية ويعود كل إلى موقعه ويأخذ حجمه الطبيعي بحسب تمثيله وشعبيته. وعندها، "لن يكون الحوار تحت تهديد السلاح". وقال ياسين في لقاء مع مجموعة من الصحفيين في فرنسا عرض خلاله نتائج جولته الأوربية وآخر محطاتها في باريس حيث التقى نظيره لوران فابيوس، إن الطريق إلى الحوار السياسي "هو القرار الدولي 2216 الذي ينص على الخطوات والمراحل التي يتعين السير فيها وأولها انسحاب الحوثيين من المدن والمناطق التي احتلوها إذ لا يمكن التعاون مع الأمر الواقع"، مؤكدا أن "الحل لن يكون إلا سياسيا". ونفى وجود أية وساطة غير تلك التي يقوم بها ممثل الأمين العام للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد. وعندما سئل عن "وساطة عمانية" نفى ياسين ذلك تماما وقال "ليست هناك لا وساطة عمانية ولا غير عمانية". مشيرا إلى أن سلطنة عمان "تبذل جهودا إنسانية وفي بعض المجالات" التي لم يحددها. وأعرب ياسين عن "إيمانه" بتحقيق انتصارات ميدانية قريبة وعن انضمام وحدات إضافية من الجيش اليمني إلى الشرعية بعد التحولات الميدانية الأخيرة. وطالب ياسين، من طهران وقف نقل السلاح إلى الحوثيين وصالح وأن تضع حدا لكل أنواع الدعم الذي تقدمه لهذين الطرفين المتحالفين بما في ذلك الدعم السياسي والدبلوماسي الذي "توفره لهم في بعض المحافل الدولية دون وجه حق". وتساءل ياسين: "إذا كان ما تقوم به الميليشيات شبيه بما تقوم به (داعش) و(بوكو حرام) أو ميليشيات طالبان سابقا في أفغانستان والتنظيمات الإرهابية الأخرى، فكيف تعمد طهران لتقديم الدعم لهم؟". ورأى وزير الخارجية أن التحولات الميدانية الحاصلة على أرض المعركة في اليمن وعنوانها الأبرز تحرير محافظة عدن يعني أن إيران تخسر الكثير لأن طموحها بجعل اليمن في وضع يشبه وضع لبنان أو العراق لجهة تأثير طهران في شؤونه لن يتحقق". ودعا طهران لأن تستوعب أن "ما كان بالأمس أمرا واقعا تريد فرضه لن يبقى قائما في المستقبل وأن فكرة تصدير الثورة يجب أن يوضع حد لها الآن وما نريده التعامل وفق مبدأ الندية والواقعية وليس من الأبواب الخلفية". وحث إيران على اغتنام فرصة توقيع الاتفاق النووي مع الدول الكبرى من أجل تغيير سياستها إزاء اليمن وأزمات الشرق الأوسط ودعاها إلى أن تثبت عمليا أنها تبدلت ولم تعد تتصرف ك"دولة مارقة" ومثيرة للقلق لدى جيرانها، لافتا إلى أن "الفرصة سانحة اليوم أمامها وعليها ألا تفوتها". وقال ياسين "إذا فشلت طهران في إثبات تغيير أدائها إزاء أزمات المنطقة "البحرين، سوريا، لبنان.." وعلى رأسها الأزمة اليمنية، فإن ذلك "سيؤكد أن القلق الذي يساور الدول الخليجية والعربية من الدور الإيراني هو في محله".