"سئمنا الحروب وحكم العصابات نريد أن نعيش ولو يوما واحدا في ظل دولة... ولن أغادر من هنا إلا منتصراً أو شهيدا بإذن الله"، آخر الكلمات التي نطق بها أكبر شيوخ المقاومة الشعبية في محافظة مارب (شمال شرق البلاد)، صالح عبدالله فريدان الطهيفي (70 عاما) دفاعا عن "عروبة" اليمن في مواجهة مسلحي الحوثي او من يسمون انفسهم "أنصار الله" في المحافظة. يقول أحد عناصر المقاومة الشعبية ل"المشهد اليمني" "كان يعطينا دروسا في الوطنية ويقول لنا إنه في الدفاع عن الاوطان ليس هناك فرق بين شيخ وشاب وطبيب ومهندس، فالكل يجتمع في الذود عن حياضه ومن يوغلون في إجرامهم ضد أبنائه مهما كانت الاثمان". وأضاف "الشهيد كان أكبر المنضمين إلى صفوف المقاومة الشعبية في مواجهة مليشيا الحوثي، من قاتل معه يشهد له أنه كان مقداما باذلا لنفسه في سبيل وطنه، أرعب عناصر الحوثيين في كل معركة يلقاهم فيها". وتخوض المقاومة الشعبية الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي في محافظة مأرب مواجهات عنيفة مع مسلحي الحوثي وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح منذ اكثر من خمسة أشهر سقط خلالها العشرات بين قتيل وجريح. وأرسلت قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية تعزيزات عسكرية ضخمة إلى محافظة مأرب لتطهيرها من مسلحي الحوثي ومن ثم التوجيه لتحرير العاصمة صنعاء. يقول أحد أقارب الطهيفي - فضل عدم ذكر اسمه - إن "الشهيد من مواليد 1945، محافظة مارب حريب عزلة ال سليمان، وهو أب لستة أولاد". وأضاف "يعتبر فقيدنا الذي نحسبه شهيدا، من أوائل الناس الذين شاركوا في ثورة الشباب الشعبية السلمية وانضم إلى ساحة الاعتصام في ساحة التحرير بجامعة صنعاء ثم بعدها التحق بصفوف جنود الفرقة الأولى مدرع سابقاً". وتابع "شارك الشيخ الشهيد الطهيفي، في معركة "السبعين يوماً" في صفوف الجمهوريين ضد الملكيين وكان من ضمن القوة التي جاءت لتحرير صنعاء بقيادة الشيخ احمد عبدربه العواضي". وأشار قريب الطهيفي إلى أن الاخير "كان محبا للنظام والقانون". وقال "ظل يردد دائما كلماته المعهودة حتى قبل ان يلقى ربه؛ سئمنا الحروب وحكم العصابات نريد أن نحيا ولو يوما واحدا في ظل دولة تحمي الكبير والصغير وتكفل جميع الحقوق والحريات للناس".