قال المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، إن الحديث عن أي وقف للعمليات العسكرية للتحالف "أمراً سابقاً لأوانه"، مؤكدا أن العمليات العسكرية لقوات التحالف العربي لم تشهد أي تعديل أو تغيير بعد إعلان الحوثيين قبولهم جولة جديدة من المفاوضات، في جنيف وأضاف عسيري في حوار مع صحيفة "الاتحاد الاماراتية إن "قوات التحالف العربي لا تعترف بالأقوال بل بالأفعال"، داعيا الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح إلى إظهار الجدية الكافية لتنفيذ بنود القرار الدولي. وتابع "قوات التحالف العربي لن تجري أية تعديلات على خططها العسكرية إلا بطلب من الحكومة الشرعية في اليمن"، مؤكداً أن الوصول إلى تلك الخطوة يتطلب تقديم المليشيات الحوثية وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح أفعالاً تثبت جدية تطبيق بنود القرار الأممي 2216. وأكد أن نتائج تحجيم قدرات الحوثي والمخلوع صالح على مستوى الأسلحة الثقيلة، تظهر جلية بالنظر إلى المعطيات على الأرض، مشيراً إلى أن قوات الشرعية والتحالف تتقدم بشكل ثابت، وعلى جميع الجبهات، مؤكداً أن أسلحة الحوثي وصالح الثقيلة باتت خارج إطار الحرب تماماً. وأوضح أن لجوء المليشيات الانقلابية وقوات المخلوع علي عبدالله صالح إلى إخفاء عدد من صواريخ سكود وبعض الأسلحة الثقيلة في المناطق المأهولة بالسكان، منع الوصول لها حفاظاً على سلامة وحياة المواطن اليمني، إيماناً من التحالف بأهمية المضي بسياستها المعلنة الرامية إلى تجنيب الشعب اليمني قدر المستطاع من الأعمال العسكرية. وعلى صعيد الأسلحة الخفيفة، قال إن اليمن يعج بها وفق طبيعة تركيبته الاجتماعية، وبالتالي فإن وجودها بكثرة لا يعد أمراً مستغرباً، مؤكداً أن القوات الشرعية اليمنية باتت قادرة اليوم على التقدم بشكل أكثر قوة وثباتاً على الأرض بعد أن وفرت قوات التحالف العربي الدعم اللازم لها على مستوى التدريب والتسليح، إضافة إلى الدور البارز للعمليات الجوية في تحجيم القدرات العسكرية المؤثرة، مشدداً على أن أسلحة الحوثي والمخلوع الثقلية خارج حسابات الحرب تماماً. وأكد المتحدث الرسمي لقوات التحالف العربي، أن خطي التعامل السياسي والعسكري يمضيان بشكل متزامن، ويخدم أحدهما الآخر، مشيراً إلى أنه لم يكن الوصول إلى حل سلمي ملزم للحوثي والمخلوع علي عبدالله صالح لولا الإنجاز العسكري الذي حققته دول التحالف العربي ميدانياً. وقال: "أجبرت قوة التحركات العسكرية وتأثيرها، الحوثي والمخلوع على القبول بتنفيذ القرار 2216 دون شروط، وهو ما لم يكن ممكناً قبل بدء عاصفة الحزم". ونفى المتحدث الرسمي لقوات التحالف العربي بشدة الأخبار التي تحدثت عن عبور سفينة إيرانية لمضيق باب المندب في اتجاهها لميناء الحديدة، مؤكداً أن قوات التحالف لن تقف في وجه الملاحة البحرية عبر المياه الإقليمية في المضيق الحيوي، إلا أنها ستُخضع أية سفينة تحاول الاقتراب من الموانئ البحرية في اليمن لإجراءات صارمة تحددها طبيعة الاستجابة والرضوخ. وقال: "من يريد أن يخدم اليمن وشعبه عليه أن يكف عن دعم الحوثيين، وأن أي حديث عن مساعدات إنسانية وإغاثية يعد تحججاً دعائياً مستهلكاً، بعد أن كشفت قوات التحالف العربي زيف تلك الادعاءات في حادثة السفينة الإيرانية التي حاولت إيران إيهام العالم بأنها سفينة إغاثية". وتابع: "أعلنت قوات تحالف دعم اليمن مطلع أكتوبر الماضي، إحباط عملية تهريب أسلحة للمليشيات الحوثية عن طريق سفينة صيد إيرانية، مشيرة حينها إلى أن السفينة كانت محملة بأكثر من 100 قطعة من القذائف والصواريخ المضادة للدبابات، وأنظمة توجيه نيران، ومنصات إطلاق". وكشف العميد أحمد عسيري المستشار بمكتب وزير الدفاع السعودي، المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العربي المشارك باليمن، عن أن قوات التحالف العربي تجري تحقيقات موسعة حول ملابسات عدد من حالات تهريب لأسلحة تمكنت القوات اليمنية الشرعية وقوات التحالف العربي من ضبطها أخيراً، مشيراً إلى أن التحالف لن يخفي أية تفاصيل حول الطريقة التي أدخلت فيها تلك الأسلحة إلى اليمن. وقال: "لا يوجد ما نخفيه"، متوقعاً أن تقوم السلطات الحدودية في دول الجوار بواجبها حيال منع أي محاولات تهريب للأسلحة عبر حدودها، كما أن الإجراءات الأمنية المطبقة في الداخل اليمني ستتصدى لأية محاولات لدعم الانقلابيين بالسلاح مهما كان مصدرها. وحول تأثير فتح 3 جبهات دفعة واحدة لمحاصرة الحوثيين في المناطق والمحافظات غير المحررة على سير عمليات تحرير تلك المحافظات، أكد العميد عسيري أن العمل العسكري على الأرض يخضع للعديد من العوامل والمعطيات كالتضاريس الجغرافية، والكثافة السكانية للمناطق والمحافظات. وأكد أنّ ما حققه التحالف خلال 6 أشهر من العمل العسكري يعد مقبولاً وفق المعطيات على الميدان، موضحاً أن الأعمال العسكرية تمضي حسب الخطط الموضوعة ووفق المعطيات التي تحددها قوات التحالف. وأكد العميد أحمد عسيري أن المنظمات الإرهابية ما كانت لتنتشر لولا الرعاية التي لقيتها من نظام الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح إبان حكمه لليمن، مشيراً إلى أنه ولولا تلك الرعاية لما تمكنت تلك الجماعات والمنظمات من النمو في اليمن، مؤكداً أن المخلوع بنى ودعم تلك الجماعات بشكل ممنهج لحمايته وخدمة أهدافه، متجاهلاً مصالح اليمن وشعبه. وقال إن "قوات التحالف تعي تماماً أهداف تلك الجماعات ومحركيها من وراء الأعمال الإرهابية الأخيرة التي شهدتها عدن"، مشيراً إلى أن التحالف يعمل وفق إطار شمولي تتعاظم فيه أدوار القوات الأمنية التابعة للحكومة الشرعية في الحفاظ على أمن واستقرار اليمن. وأوضح أن مسار تدريب وتأهيل قوات الأمن اليمنية يمضي بوتيرة متزامنة مع الأعمال العسكرية، والإغاثية، وجهود إعادة بناء مؤسسات الدولة اليمنية. وقال: "إن ما هدمه المخلوع صالح سيحتاج لمزيد من الوقت لإصلاحه"، مضيفاً أن القوات الموالية للشرعية في اليمن ستكون مؤهلة قريباً للتعامل مع الملف الأمني بعد أن تنتهي خطط التدريب والتأهيل والدعم التي وفرها التحالف العربي.