ماتزال الهدنة صامدة رغم تواصل خروقات وقف إطلاق إذ تبادلت الأطراف المتحاربة الاتهامات بخرق الهدنة في مختلف الجبهات فيما عقد المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، لقاءات بمسؤولين حكوميين في العاصمة السعودية الرياض. وتعهد أطراف الحرب في اليمن باحترام الهدنة التي يؤمل أن تمهد لاستئناف مباحثات السلام الرامية لإنهاء القتال المستمر لأكثر من عام، وأكد الحوثيون احترام الهدنة حيث قالوا في بيان رسمي إن قوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح، المتحالفة معهم، سوف تلزم بها أيضاً. واتهمت الحكومة اليمنية الحوثيين وقوات الرئيس السابق على عبدالله صالح باستخدام المدفعية الثقيلة بعد دقائق من بدء الهدنة عندما أطلقوا عددا من القذائف على أحياء سكنية خاضعة لسيطرة المقاومة في تعز، مما أسفر عن مقتل مدنيين وإصابة نحو 10، بينما أكد المتمردون أن طائرات التحالف العربي شنت 3 غارات على المدينة. وفي محافظة مأرب أيضا، تبادل الطرفان الاتهامات بخرق الهدنة؛ إذ قال الحوثيون إن القوات الحكومية حاولت التقدم باتجاه جبل هيلان، وإن طائرات التحالف استمرت في التحليق في أجواء العاصمة ومحافظة عمران، ومنطقة نهم شمال شرق صنعاء. ومايزال وقف إطلاق النار الذي بدأ تنفيذه في اليمن عند منتصف الليل ساري المفعول بالرغم من بعض الانتهاكات التي ارتكبها مسلحو الحوثيين، بحسب ما أفاد به رئيس أركان الجيش الموالي للرئيس عبد ربه منصور هادي. وأكد رئيس أركان الجيش اليمني، اللواء محمد على المقدشي، أن وقف إطلاق النار «صامد» رغم الاعتداءات المتبادلة بين طرفى الصراع، وقال: «الهدنة لم تنهر، ونأمل أن توقف الميليشيات الاعتداءات وتلتزم بوقف القتال». وكان 30 شخصا قتلوا في معارك متفرقة قبل ساعات من دخول وقف لإطلاق النار حيز التنفيذ. وحذر المتحدث باسم التحالف العربي، العميد الركن أحمد عسيري، من أن قيادة التحالف تلقت طلباً من «هادي» بالتعاطي مع الهدنة، وقال: "أرجو أن تلتزم ميليشيات الحوثي ومن معها بالهدنة، وسنحتفظ بحق الرد على أى خروقات. وقال المبعوث الدولي لليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إن لجنة تضم ممثلين عسكريين من القوات الحكومية والمتمردين ستعمل على تماسك الهدنة، وأضاف :"حان الوقت الآن للابتعاد عن شفا الهاوية". وعلى الرغم من الجهود الدولية، التي بذلت للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، ومحاولة إيجاد ضمانات لصمود الهدنة وإنجاح المسار السياسي، فإن ما يدور على الأرض لا يعكس هذه الجهود، ولا يبشر بقرب انتهاء مأساة اليمنيين مع القتال الذي حوّل حياة أكثر من عشرين مليوناً إلى جحيم لا يطاق. لمتابعة أخبار المشهد اليمني عبر التليجرام اضغط هنا