يعاني سكان الساحل التهامي بمحافظتي حجة والحديدة من إرتفاع جنوني في أسعار الثلج وانعدامه خلال شهر رمضان المبارك حيث أصبح الحصول على قطعة ثلج لوجبة الإفطار بمثابة الحصول على كنز ثمين. وباتت أزمة الثلج في تهامة تشكل معاناة جديدة تضاف إلى المعاناة التي يتجرعها المواطن البسيط، حيث شوهد العشرات من المواطنين وهم يتزاحمون حول أماكن بيع الثلج في المدن والقرى التهامية للحصول على قطعة ثلج تبرد عليهم الأجواء الحارة في سبيل الحصول على ماء بارد في رمضان. ويتطلب الحصول على كمية قليلة من الثلج الوقوف أمام محلات بيع الثلج من بعد صلاة الظهر من كل يوم حيث على المواطن أن يستعد لخوض معركة بين الزحام للظفر بكمية قد تكفيك لوجبة الإفطار وتبدأ مساءً فترة معاناة أخرى حتى وصول الثلج من المصنع قبل السحور بساعة أو ساعتين. وتحت وطأة درجات الحرارة المرتفعة التي تجاوزت ال 40 درجة، لجأ السكان للإقبال بكثافة على شراء قطع الثلج لتبريد الشراب خلال إعداد الإفطار، حيث وصل سعر قطعة الثلج الصغيرة إلى 300 ريال بعد أن كان سعرها 100 ريال قبل رمضان. واتهم مواطنون تحدثوا ل "المشهد اليمني" بائعي الثلج بالإنتهازية، واصفين أسلوبهم بالإستغلالي، والسعي لإختلاق أزمة مفتعله فيما برر البائعون رفع أسعاره لزيادة الأسعار من المصانع المنتجة. وفي ذات الاتجاه، وصف المواطن "أحمد شامي عبسي" أسلوب تجار الثلج بالخداع وبأن به نوع من الإنتهازية، وقال إن تجار الثلج أصبحوا يخزنون الثلج بأماكن مجهولة ويدعون إنعدامه لرفع الأسعار، وكشف عن عمليات تنسيق كاملة تتم بين التجار لتحديد الأسعار. وأضاف أن الحصول على لترات من الماء البارد أضحت مهمة تحتاج الى تعب ومشقة، مع أزمة الثلج المفتعله حيث أن ارتفاع أسعاره بهذا الشكل أمر غير معقول واشتداد ازمة فقد تضاعف اسعار الثلج بما يقارب 200 %، والحصول على كميات بسيطة من الثلج بحاجة الى الوقوف بطوابير طويلة. من جانبه قال "خليل أحمد" أن المواطن أصبح يعيش في وضع صعب جداً في ظل انعدام الرقابة، وطالب السلطات المحلية بالتدخل الفوري لإنقاذ المواطن من غلاء الثلج ومن التجار الجشعين، مؤكداً أن المصانع لم تزد سعر الثلج وإنما فقط هو استغلال من بائعي الثلج للضغط على المواطن. في سياق متصل، كشف أحد بائعي الثلج عن وجود إحتكار من تجار الجملة الذين يأخذون الثلج من داخل المصنع ويبيعون لتجار القطاعي بسعر عالٍ جداً مطالباً الجهات المعنية بإيقاف هذه الفوضى. وبات قالب الثلج يباع بسعر يتراوح بين 3 آلاف إلى 4 آلاف ريال بعد أن كان سعره لا يتجاوز ألف وخمسمائة ريال فيما أصبحت قنينة الماء الصغيرة التي كانت تباع بسعر 70 - 80 ريالاً ب 120-150 ريالاً بعد تجميدها. وتعيش المناطق التهامية بمحافظتي حجة والحديدة أجواء حارة جداً وصيفاً ملتهباً حيث تتجاوز درجات الحرارة ال 40 درجة مئوية في الغالب كما أن إنقطاع الكهرباء منذ أكثر من عام وأزمة الثلج فاقمت معاناة السكان خصوصاً في الشهر الكريم.