أكد مصدر مطلع أن قياديين حوثيين مصدومين من الاتفاق الذي وقعته قيادات في الجماعة مع حزب المؤتمر الشعبي العام بحضور الرئيس السابق علي عبد الله صالح لتشكيل مجلس سياسي أعلى لإدارة البلاد. وأضاف المصدر الذي رفض الكشف عن إسمه ل"المشهد اليمني" أن الحوثيين يشعرون أن الاتفاق كان مستعجلاً وغير واضح بيت الطرفين حيث وانه لاتوجد أي آليه لتنفيذه مضيفاً أنهم لايثقون بصالح ويشعرون أنه خدعهم بهذا الإتفاق الذي يلغي صلاحيات اللجنة الثورية العليا وفق الدستور. وأشار الى أن المؤتمر الشعبي العام رفض أكثر من مرة الإعتراف بالإعلان الدستوري او تشكيل حكومة لأنه يعي أنها لن تحظى باعتراف دولي،وسيساهم أكثر في تمتين طوق العزلة الدولية حولهما كما أنها ستسد الطريق أمام أي حل سياسي مع الأطراف الأخرى في الأزمة. وأوضح ان الاتفاق قد يكون ورقة ضغط أخيرة يحاول صالح صالح والحوثي استخدامها لتحسين الموقع التفاوضي بعد ان فشلت ورقة التقدم العسكري في الداخل او المواجهات على الحدود السعودية. وأبان أن المؤتمر سيعود رسميا بعد هذا الاتفاق الى واجهة الأحداث وأجهزة الدولية بعد ان فضل خلال الفترة الماضية إدارة ملفاته من خلف الكواليس وتحميل الحوثيين المسؤولية ولو شكليا. وكشف المصدر عن وجود خلافات غير معلنة في قيادة الجماعة حول هذا الاتفاق مبيناً أن صيغة الاتفاق العامة والهشة وعدم وجود آليه واضحه لتنفيذه تدل أن مساحة الإختلاف وعدم الثقة بين المؤتمر والحوثيين كبيرة وخطرة. وأوضح أن الاختلاف حول الاتفاق واضح وجلي ويمكن معرفته من بنود الاتفاق ذاتها والتي تنص على تدوير منصبي رئيس المجلس الأعلى ونائب الرئيس بدلا من اختيار رئيس ونائب بشكل دائم وأن عدم الاتفاق على مهام المجلس الأعلى دليل آخر على انه إتفاق مبني على هاوية ضخمة من عدم الثقة والأطماع المتصارعة. وأكد أنه لا يستبعد ان يحاول الحوثيون التمسك بالمكتسبات التي حققوها من خلال اللجنة الثورية والتعيينات في مفاصل الدولة، مع التطلع في نفس الوقت الى المكتسبات الجديدة التي يمكن ان يحققوها عبر الاتفاق السياسي خاصة إذا تم تشكيل حكومة. وتوقع المصدر أن تشهد المرحلة القادمة صراعاً بين الحوثيين والمؤتمر بسبب طبيعة الاتفاق نفسهه مشيرا الى انه في حال دخول الإتفاق حيز التنفيذ ستظهر التوازنات الحقيقية للقوة بين المؤتمر والحوثيين وستكشف مناطق سيطرة الحوثي صالح وهل ابتلع أحدهما الآخر. وكان عضو في اللجنة الثورية العليا للحوثيين قد قلل من أهمية الاتفاق مشيراً أنه قديم وجرى بحثه بعد استقالة هادي في صنعاء بحضور ابو علي الحاكم وابومالك الفيشي بحيث يقضي بانتقال مجموعة من اللجنة الثورية الى المجلس الوطني وبقاء مجموعة أخرى يديرون البلد حتى تشكيل المجلس الذي يتم تشكيل مجلس رئاسي منه.