اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي على وقع ايقاد شعلة ذكرى السادس والعشرين من سبتمبر في عدد من المحافظات اليمنية المحررة. وقد رافق الفعاليات احتفائيات أخرى في العالم الافتراضي، إذ دشن عدد كبير من الناشطين حملة احتفاء بذكرى الثورة المجيدة التي انعتق فيها اليمنيون من حكم العصبية الإمامية، مدشنين ميلاد الجمهورية اليمنية.
وكالعادة، لم يسلم الحوثيون من التهكّم والسخرية والهجوم، في ظل التناقض الكبير الذي ينادون به وبين قيم وأهداف سبتمبر الخالد في أذهان اليمنيين كأيقونة تحرر وانفتاح.
وفي مسرح البهجة بالعيد وجه الكاتب المؤتمري عادل الشجاع نقداً لاذعاً للمليشيا إذ قال: ستظل ثورة سبتمبر شامخة ترفض كل ما يعلق بها من زبالة تحاول تلطيخها بقاذورات أدعياء الثورات. 26 سبتمبر كانت معقم للشعب اليمني من بكتيريا التخلف القائم على العنصرية المرتبطة بالسلالة والمجافية للقيمة الإنسانية.
من جانبها أقامت الناشطة والحائزة على نوبل للسلام توكل كرمان حفلاً فنياً ساهراً في تركيا على شرف المناسبة، كانت فيه الأغنية السبتمبرية سيدة المشهد بامتياز، في حين كتبت كرمان على صدر صفحتها قبل قليل: لا يوجد سوى سبتمبر واحد، هو ذلك الذي تم فيه فتح نوافذ المستقبل وإقامة بناءات العدل والمساواة والجمهورية. أما ما عداه فليس إلا محاولة سرقة وسطو مسلح ستبوء بالفشل الكبير، لا أحد يمكنه استعباد الناس وقتل الجمهورية. سلام الله على سبتمبر، وعلى آل سبتمبر، وعلى أحرار سبتمبر، وعلى أجيال سبتمبر..
في ذات السياق، شدا كثير من الناشطين بتغريدات تبين حجم المكانة التي تحتلها ذكرى الثورة الأم في القلوب، فكتب صاحب القلم الساخر نبيل سبيع: قبل عامان كانت ذكرى ثورة سبتمبر لا تعني الكثير لاغلب الناس وقبل عام بدأ يستشعر الناس مكانتها واليوم يستشعر الناس عظمتها. لن يعاديها الا كل من في نفسه مرض سلالي او قبلي او مناطقي او طائفي. في حين أضاف آخر: سبتمبر ليس يوم بالنسبة لليمنيين بل بعث وميلاد جديد .
ويرى كثيرون أن احتفالات سبتمبر هذا العام تشهد زخماً كبيراً لم يحدث قبلاً، ويرجعون السبب الرئيسي في ذلك الى التجربة الحوثية الوليدة، وما رافقها من تجريف للقيم السبتمبرية والحريات السبتمبرية الراسخة في الأذهان، مما تسبب في وصول البلاد الى مرحلة حرجة للغاية.