أحدثت المناورات الجديدة بين الحوثيين على ساحل البحر الأحمر والقوات البحرية الأمريكية المتواجدة قبالة ساحل " باب المندب " - جنوب غرب اليمن تساؤلات عديدة في امتلاك الحوثيين لأسلحة قادرة على استهداف سفن وبوارج بحرية في المياة الدولية . وتوجه أصابع الاتهام باستمرار لإيران بتوفير صواريخ متطورة للحوثيين، كشف مصدر عسكري يمني رفيع يعمل بشكل مباشر مع الحوثيين في المنطقة الساحلية، ل"العربي الجديد"، عن امتلاك الحوثيين زوارق حربية متطورة وصلت إليهم من مصر قبل أشهر. وقال المصدر" إن قائد معسكر الضحي في مديرية اللحية الساحلية، يحيى حسين أبو حلفه، وتاجر السلاح المقرب من صالح، زيد عمر الخُرج، تسلما 12 زورقاً من ضباط في البحرية المصرية خلال الشهرين الماضيين، لافتاً إلى أن عملية استلام الزوارق تمت في جزيرة قبالة منطقة اللحية التابعة لمحافظة الحديدة. وأشار المصدر ذاته " أن البحرية المصرية سهّلت دخول السلاح للحوثيين وحلفائهم موضحاً أن القاهرة فتحت للحوثيين في الآونة قنوات تواصل مع الاستخبارات المصرية. وحول أسباب تزويد مصر للحوثيين بزوارق فيما يمكن أن تتضرر مصالحها في قناة السويس في حال تضرر باب المندب، قال المصدر إن مصر تقف مع الانقلابيين في اليمن وهي على علاقة طيبة معهم وتحديداً بعد ثلاثة أشهر من انطلاق "عاصفة الحزم". واللحية هي مدينة يمنية تتبع محافظة الحديدة، وهي مركز مديرية اللحية، وتقع على مسافة 110 كيلومترات إلى الشمال من مدينة الحديدة، على السواحل الشرقية للبحر الأحمر. وتُعتبر اللحية ميناء بحرياً مهماً كان له دور اقتصادي في العصور القديمة لليمن. في غضون ذلك، قدم المصدر رواية جديدة حول استهداف السفينة الأميركية والمواقع التي قصفتها الولاياتالمتحدة. وأكد استهداف الحوثيين للمدمرة الأميركية للمرة الأول لكنه لفت إلى أنه لم يكن لديهم معلومات تفيد بأن المدمرة تتبع للأميركيين. من جهة ثانية، نفى أن يكون للحوثيين علاقة بالاستهداف الثاني للمدمرة والذي حصل يوم الأربعاء الماضي. كما أكد المصدر العسكري الذي يعمل مع الحوثيين في المنطقة الساحلية، ل"العربي الجديد"، أن الضربات الأميركية على مواقع رادار استهدفت موقع رأس عيسى ومعسكر العمري في ذوباب، وأبي موسى الأشعري في الخوخة. وأشار المصدر إلى أن "الضربات استهدفت رادارات قديمة لم تعد تعمل". وأوضح أن "الحوثيين انزلوا في وقت سابق أجهزة "المايكرويف" من الرادارات الساحلية وحملوها على متن أطقم عسكرية، ويتم نقل تلك الأطقم بالرادارات في السواحل الغربية واستخدامها لدقائق معدودة لرصد الأهداف". وأضاف " أن لدى الحوثيين عناصر مدربة تدريباً عالياً على أجهزة الحاسوب وشبكة الإنترنت، يتسلمون المعلومات من المختصين على الرادارات ويبعثون بها خلال دقائق للوحدات البحرية المتخصصة التي تملك صواريخ متطورة، وعلى ضوء تلك المعلومات يتم استهداف البوارج موضع الهدف". على الصعيد ذاته , بدأت تتداول معلومات عن تحضيرات عسكرية تقوم بها قيادة قوات التحالف والجيش اليمني، للقيام بعملية عسكرية واسعة على الساحل اليمني الممتد من باب المندب جنوباً إلى ميدي شمالاً، بهدف تأمين الساحل الغربي لليمن عقب تهديدات الحوثيين للملاحة الدولية في باب المندب. ويصف خبراء ما يحدث من تصعيد عسكري في المياه القريبة من باب المندب، بأنه صراع تحالفات إقليمية، تديره الدول الكبرى التي تتحكم بالمشهد الحالي. وتبرز أهمية مضيق باب المندب بأنه يرتبط بممرات أخرى أهمها قناة السويس في مصر، ومضيق هرمز اللذين تمر من خلالهما ناقلات النفط العملاقة لإمداد أوروبا بالنفط في ظل تزايد الاعتماد على نفط دول الخليج. كما تعكس هذه التطورات أن الصراع في باب المندب، أحد أهم الممرات الاستراتيجية للنقل البحري، لم يعد ذا طابع محلي، خصوصاً منذ إعلان الحوثيين والقوات المتحالفة معها الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، مطلع أكتوبر/تشرين الأول الحالي، استهداف سفينة إماراتية قرابة المضيق. ولاقى استهداف الحوثيين للسفينة الإمارتية، استنكاراً دولياً واسع النطاق، إذ أعربت الأممالمتحدة عن قلقها من "الاستهداف المتكرر لخطوط الملاحة الدولية"، فيما دعت الممثّلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغريني، في بيان، إلى "احترام حرية التنقّل وأمن الملاحة في مضيق باب المندب في كل وقت، بموجب القانون الدولي".