تستعد قيادة المنطقة العسكرية الثانية بمحافظة حضرموت - شرق اليمن - لتشكيل حزام أمني لحماية مدينة المكلا - عاصمة المحافظة - من هجمات لعناصر تنظيم القاعدة . وانتهت لقاءات جمعت قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء فرج البحسني، مع زعماء قبائل المناطق المحيطة بالمكلا يومي الثلاثاء والأربعاء، بالاتفاق على إنشاء حزام أمني يُشكّل من أبناء القبائل المحيطة بالمدينة، على غرار الحزام الأمني لمدينة عدن واللجان الشعبية بمحافظة أبين . وانتهت لقاءات قيادات الجيش والقبائل على تشكيل حزام ليكون همزة وصل بين أبناء هذه المناطق وقيادة المنطقة العسكرية الثانية، للمساهمة في محاربة الجماعات المسلحة تحت إشراف قيادة المنطقة. في هذا السياق، قال البحسني أثناء لقائه زعماء قبائل غرب المكلا، إنه "يهمّني أمن المنطقة واستقرارها، وجميعنا يعلم أن صلاحنا في استقرار أمننا. لذلك وجب التطوع من قبلكم والسعي الجاد من قبلنا لإيجاد ما يسيّر أمور هذه الخطوة المهمة ويعطي فرصة للشباب القائم عليها". وتأتي هذه الخطوة بعد معركة شرسة شنتها قوات الجيش ضد وكر ل"القاعدة" في منطقة غيظة البهيش، غرب المكلا، خلّفت 6 قتلى من الجيش و12 جريحاً، كما قُتل 30 عنصراً من "القاعدة". وكشفت أنباء عن تعرّض قوات الجيش لكمين من قبل مسلحي التنظيم. ويهدف تشكيل الحزام الأمني إلى تكوين بيئة طاردة ل"القاعدة" في محيط المدينة، خصوصاً أن التنظيم كان قد اتخذ منها مراكز للتدريب، أثناء سيطرتها على ساحل حضرموت العام الماضي. وكان التحالف قد شنّ غارة جوية على معسكر ل"القاعدة" في منطقة حجر ميفع، التي تقع غرب المكلا، في مارس/آذار الماضي، وسقط خلالها عشرات القتلى والجرحى من التنظيم. وعلى الرغم من أن قوات "الحزام الأمني" المقرر تشكيلها قريباً، ستشرف عليها قيادة المنطقة العسكرية الثانية، إلا أن هناك مخاوف تساور البعض من أن يتكرر نموذج محافظة أبين في حضرموت، وذلك بعد أن تحولت "اللجان الشعبية" هناك إلى عبء على الدولة. وكان المحافظ السابق لحضرموت عادل باحميد، قد رفض طلباً لإنشاء لجان شعبية مع ازدياد عمليات الاغتيالات في عام 2014، معللاً ذلك بمخاوفه من أن تتحول إلى مليشيات تتقاتل فيما بينها. ويرى مراقبون عسكريون أن تشيكل حزام أمني للمدينة مرهون بقوة الدولة وتماسكها ووحدة القيادة، لأن ضعفها سيكون لصالح تلك القبائل , كما اعتبر آخرون أن الخطوة تهدف أساساً للتضييق على "القاعدة"، وتشكيل بيئة طاردة لهم، بعيداً عن دور عسكري حقيقي يسند للقبائل. وتسعى قيادة المنطقة العسكرية الثانية التي تقود النخبة الحضرمية من أبناء المحافظة إلى تأمين شامل لمدينة المكلا - ذات البعد الاقتصادي والجغرافي الكبير لليمن .