يواجه النازحون من المديريات الحدودية بمحافظتي حجة وصعدة في فصل الشتاء للعام الثاني على التوالي أوضاعاً معيشيةً صعبة بمخيمات وتجمعات النازحين بمديرية عبس وسط إفتقار حاد للخدمات الأساسية، لاسيما الأدوية، فيما تتضاعف معاناة المرضى منهم في فصل الشتاء. ويشكوا النازحون من موجة البرد الشديدة حيث وأن غالبية الأسر يقضون الليل بكامله ملتصقين بعضهم ببعض من اجل التدفئة، وذلك جراء نقص الاغطية والحطب ومساكنهم المشيدة من القش والكرتون والمشمعات المهترئة، إلى جانب نقص الغذاء مناشدين المنظمات الانسانية بتوفير الأغطية، والخيام والغذاء والدواء لهم. ومهما تحدث الناس عن معاناة المواطنين هذه الأيام جراء موجة البرد القاسية في اليمن فإن ذلك لا يصل إلى الدرجة الأسوأ الماثلة بمخيمات النازحين من المناطق الحدودية، حيث يمتلكون مأوى متواضع شيد في مساحة لا تتجاوز المترين فقط من القش والكراتين وجوالات الخيش ما يجعلها عاجزة عن صد صقيع البرد القارس. ويقول "علي مساوى" أحد النازحين من مديرية حرض الحدودية ل"المشهد اليمني" أن نازحي مخيم (المنجورة) بمديرية عبس تزداد معاناتهم في فصل الشتاء رغم تقدمهم بطلبات للمنظمات الإنسانية والسلطة المحلية لتوفير بعض المستلزمات الضرورية لمواجهة فصل الشتاء إلا أنه لا حياة لمن تنادي. ويضيف "علي" إن النازحين يفتقرون إلى أدنى مقومات الحياة بسبب الإهمال التام من قبل الجهات، مشيراً إلى أن المخيم يعاني من نقص حاد في الغذاء ومواد الإيواء، وكذلك الدواء وهي مشكلة كما يقول علي ضاعفت من أزمة البرد، ولا بوادر لحلها بصورة عاجلة وهكذا تبدو الأوضاع بالمخيم لتذهب في ذات الاتجاه النازحة "مريم هادي" من مديرية "ميدي" والتي قالت أنهم وبصورة عاجلة محتاجون لمواد إيواء وملابس وغطاء وغذاء، مشيرة إن هنالك كثيراً من الأطفال أصيبوا بنزلات البرد لأنهم لا يمتلكون الملابس الكافية التي تقيهم شر البرد. وهناك أكثر من 100 ألف نازح من المناطق الحدودية بمديرتي حرض وميدي لم تقدم لهم أي خدمات إيوائية أو غذائية، فهم يعانون من نقص حاد في الغذاء والدواء ومياه الشرب النظيفة، ورغم كل ذلك لم تتجاوب سوى بعض المنظمات المحلية والأجنبية وكل ماقدمته لايمثل حتى 10% من إحتياجات النازحين. وفي مخيمات وتجمعات النازحين بمنطقة بني حسن شمال مديرية عبس والتي تبعد عن الحدود السعودية نحو 30 كلم فقط تزداد المعاناة مرتين خاصة النازحين الذين جرفت منازلهم مياه الأمطار والسيول في فصل الخريف، وحتى الآن لم تشيد، ودخل عليهم الشتاء وهم يسكنون في ما تبقى من حطام منازلهم المشيدة من أغصان الشجر والخيم المهترئة . ويقول عبدالله صبحي نازح من منطقة الملاحيط الحدودية بصعدة, إن النازحين ما زالوا في العراء منذ الخريف وحتى الأن دخل عليهم فصل الشتاء وهم يفتقرن لمواد الغذاء والإيواء الأمر الذي تسبب في إصابة العشرات من الأطفال وكبار السن بالنزلات والالتهابات الحادة، واشتكى من عدم توفر الأدوية مشيراً إن ظروف النازحين المادية لا تمكنهم من شراء الدواء أو توفير غذائهم . ويقارن عبدالله بين حبه للشتاء في سنوات قد مضت ودعائه بأن ينتهي الشتاء الحالي بسرعة. قائلا إنه لا يستطيع التعامل مع الشتاء في المخيم الصحراوي، وإنه لا ينام الليل وهو يتفقد أطفاله الذين قال إن بعضهم يظل يرتجف من البرد رغم أنه مغطى بأكثر من بطانية. ويبلغ عدد النازحين في اليمن 3 ملايين و154 ألفا و572 نازحاً بسبب الصراع الدائر في البلاد وفقاً للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة في حين تجبر الأزمة الراهنة المزيد والمزيد من الناس على ترك منازلهم بحثا عن الأمان حيث إن أكثر من ثلاثة ملايين شخص يعيشون حاليا حياة عابرة وغير مستقرة تحفها المخاطر ويكافح هؤلاء من أجل تلبية الاحتياجات الأساسية".